


عدد المقالات 117
حاذروا من القياصرة الذين يحملون الهدايا. هذه نصيحة حصيفة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو يحاول الاستفادة من التقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في علاقاته مع الغرب. كان اجتماع أردوغان مع بوتن في سان بطرسبرج هذا الشهر يركز ظاهريا على دفن الأحقاد، بعد إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية بالقرب من حدودها مع سوريا العام الماضي. ولكن يبدو أن الكرملين ينظر إلى الزيارة باعتبارها فرصة لإقناع أردوغان بالتحول نحو الشرق والانضمام إلى روسيا، وكذلك الصين ودول آسيا الوسطى، في شكل ما من أشكال أخوية المستبدين. والسؤال هو ما إذا كان أردوغان يخطط حقا لقبول هذا العرض. من المؤكد أن أردوغان لم يتردد في مجاراة بوتن، فوعد بالصداقة والتعاون. وفي سبيل القيام بذلك، بعث رسالة قوية إلى حلفائه الغربيين، الذين انتقدوا اعتقال الآلاف من المعارضين المفترضين، بمن في ذلك العديد من الصحافيين، في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل الشهر الماضي، وكانت فحوى الرسالة: «أنا لست في احتياج إليكم». وفي المقابل، كان بوتن أول زعيم عالمي يدعو إلى دعم حكومة أردوغان بعد الانقلاب، والذي ربما يفسر لماذا كانت روسيا أول مقصد لأردوغان بعد انقشاع غبار الانقلاب. ومن المؤكد أن أدروغان ربما كان ببساطة يغتنم فرصة مثالية لتعزيز أمن تركيا وأمن المنطقة. فليس من مصلحة أحد -على الأقل مصلحة أعضاء حلف شمال الأطلسي كافة- أن تمسك تركيا وروسيا بخناق كل منهما الأخرى. ولكن كنا لنندهش إذا لم نستشعر من أردوغان الرغبة في استثارة أعصاب حلفاء الناتو، وقد نجح في مسعاه هذا. فعلى أقل تقدير، يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى تركيا لمواصلة وقف تدفق المهاجرين إلى حدودها وفقا لاتفاق أُبرم في مارس، وأي إشارة إلى أن أردوغان ربما يتحول ضد أوروبا تعتبر بالتالي سببا للقلق الشديد. مع ذلك، ربما ينطوي تقارب أردوغان مع بوتن على ما هو أكثر من ذلك. فإذا كان يسعى حقا إلى تعميق علاقات تركيا مع روسيا على حساب علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كما يحذر بعض المراقبين، فإن هذا ربما يرقى إلى إعادة تنظيم للصفوف الجيوسياسية على نحو جوهري. ولكن يبدو هذا غير مرجح.
كل الدول تسارع في البحث عن سياسات صحية مناسبة لاحتواء جائحة «كورونا»، وفي غمرة البحث هذه يُطرَح سؤال حيوي: هل نحن بحاجة فقط إلى مناعة حيوية (بروتوكول علاجي) أم مناعة ضمير (بروتوكول أخلاقي/ وقائي)؟ الأمر...
خلف هذا السؤال هناك حقيقة ثاوية ومحرجة نوعاً ما، هل نحن أمام إمبريالية جديدة؟ وهل حضور الصين كقوة عالمية اليوم، يرشحها لأن تلعب هذا الدور بدلاً عن الريادة الغربية بقيادة أميركا؟ لكن قبل ذلك، ما...
نحن نعيش الآن في عالم ما بعد الفيروس، وبالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فإن العبور لهذا العالم جاء على نحو مفاجئ أي قبل شهر. إن العالم كما عرفناه قبل وصول فيروس كورونا المستجد قد انتهى، ولن...
يبدو أن جائحة كورونا قد خلقت وثبة حيوية في الفكر، ترجّح نهاية العولمة الاقتصادية والنموذج النيوليبرالي بكل مظاهر الهيمنة التي تحدد ملامح وجوده، والأمر في اعتقادنا ليس بهذه القدرية المتفائلة، هل يمكن الحديث هنا عن...
اقترحت إدارة ترمب تخفيضات في تمويل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها سنة بعد سنة «10% في عام 2018، 19% في عام 2019»، في أسوأ وقت يمكن تصوره، دعا ترمب في بداية هذا العام إلى خفض...
عندما كنت جندياً شاباً في سلاح مشاة البحرية في فيتنام، خلال فترة اتسمت بانقسام داخلي عميق في أميركا، كان نحو نصف سكان البلاد يقولون إنهم يثقون في إخوانهم الأميركيين، كان ذلك أمراً محبطاً للغاية. واليوم،...
من الواضح أن الاقتصاد العالمي أُصيب بنزلة برد. كان تفشّي فيروس «كورونا» المستجد (COVID-19) متزامناً بشكل خاص مع مرور دورة الأعمال العالمية بنقطة ضعف واضحة؛ فقد توسّع الناتج العالمي بنحو 2.9% فقط في عام 2019،...
يسجّل تفشّي فيروس كورونا المستجد «COVID-19» الآن انتشاراً متسارعاً، ومع اقترابه من مستوى الوباء أو الجائحة، بات من المرجّح على نحو متزايد أن يكون تأثيره الاقتصادي شديداً. وإلى جانب استجابات الصحة العامة المكثفة، يتعين على...
في عام 1958، قرر ماوتسي تونغ أنه من أجل تحقيق التصنيع السريع، يجب أن ينساق القرويون قسراً إلى البلديات، حيث يقومون بأداء مهام صناعية، كانت ستعتمد في مكان آخر على الآلات والمصانع. فعلى سبيل المثال،...
اليوم، وأنا أقرأ في الصحف، وأتفقد الأخبار الصادرة من منظمة الصحة العالمية، هناك بعض الأسئلة في الموقع لفتت نظري: السؤال الأول: هل يوجد لقاح ضد فيروس كورونا؟ كانت الإجابة كالتالي: «قد يستغرق الأمر عدة سنوات...
قبل حوالي نصف قرن، سأل أحد النقاد الفرنسيين «BFI» حول ما إذا كانت السينما قادرة على الوقوف دون أن تتكئ على عكازة الأدب، قفزت هذه العبارة إلى ذهني وأنا أسترجع بعضاً من أفضل الأفلام التي...
قبل أن يكون العالم على علم بفيروس كورونا الجديد، الذي أثار حالة من الذعر في العالم، لاحظ طبيب العيون في ووهان لي وين ليانج، شيئاً غريباً في عدد من المرضى، إذ بدا وكأنهم أصيبوا بفيروس...