alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

رأي العرب 22 سبتمبر 2025
حضور قطري فاعل
د. محمد السعدي 22 سبتمبر 2025
ثمانية !

في بلاد «الصيصان»

15 ديسمبر 2016 , 01:13ص

مر ديك بصوص في أحد شوارع العاصمة، فوجده يحمل سيجارة ويجهر بالتدخين على الملأ، فقال الديك للصوص: «ألا تستحي من هذا التصرف! ما زلت صوصا صغيرا، أين أبواك؟»، أجابه الصوص مبتسما: «أنا ما عندي أم ولا أب. أنا تفقيس ماكينات». تلك هي بالضبط سلوكيات بعض البشر منذ الصغر، ولكن للأسف هذه الصيصان بشرية ليست مولودة من «تفقيس ماكينات»، وإنما من أهل يحسبون أن عمليات الإنجاب والولادة هي عملية ميكانيكية، أصعب ما فيها المصروف وليس التربية. لماذا أحدثكم عن الصوص والديك وتفقيس الماكينات بينما تضج وسائل التواصل الاجتماعي بالدعاء لحلب اليتيمة، ويتنافس الكتاب على تحليل نتائج الأحداث السياسية في الشرق الأوسط المنكوب؟ الجواب ببساطة أنه لا يمكن بناء الدولة القوية القادرة على فرض هيبتها وقوتها وتأثيرها على مجرى العلاقات الدولية دون وجود مجتمع قوي. والقوة هنا تعني مجتمعا واعيا، وراقيا في فكره، ويتمتع بالحد الأدنى من قواعد السلوك. ولا يمكن أن يتحقق ذلك إذا لم نبن الأفراد منذ الصغر، أي وهم لا يزالون «صيصانا». عندما يكبر الصوص، سيصبح ديكا في المستقبل، وسيكون مسؤولا عن الصياح بالجموع، متحدثا عن الديمقراطية والحرية، محذرا من وجود الغربان على أرضنا. ولزيادة قوة هذا الديك -الذي هو بالأصل تفقيس ماكينات- سيحقن بعقاقير مستوردة لزيادة قدرته على المصارعة، وسيطلب منه مقابل هذه القوة مصارعة ديوك أخرى ما يزيد من الشعور العدائي والعنف والدماء. وبالتالي ستكون هذه البيئة المثالية لتفقيس صيصان جدد. هؤلاء هم من سينتخبون الديكة الجدد لأنهم الأكثرية، وستكون هذه الدورة المتكاملة عملية «ديمقراطية بامتياز»، لأنها ستنصب ابن هذا الديك ديكا بانتخابات شرعية من الصيصان أبناء الماكينات. الخلاصة: فلنتجنب سياسية «التفقيس» ولنربي الصوص منذ الصغر، ليغدو ديكا يصيح عند صلاة الفجر، مبشرا إيانا بيوم جديد يدعو فيه إلى خير العمل، لا مصارعا شرسا يدعو للقتال ولا يرى فينا إلا صيصانا.

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...