مونديال قطر وابتكار نقل المعرفة

المونديال حدث إنساني لا يمكن تجاوزه بعجره وبجره؛ والحصيف من يحول الحدث إلى مكتسبات صلبة ومرنة ابتكارية مستدامة؛ تضاف إلى الرصيد المعرفي ؛ والخبرات المهنية ؛ والكفايات والجدارات الوطنية؛ وتحويل مراكز التكلفة إلى مراكز ربحية. ومن نافلة القول إن أزمة الإدارة اليوم تتمثل في تحويل المعارف والخبرات الذهنية الضمنية أي الكنوز في عقول الناس إلى معارف صريحة ومعلومات وبيانات وإجراءات ومؤشرات يمكن نقلها والاستفادة منها وبالتالي تحول منظماتنا إلى منظمات متعلمة. وهذا لا يتأتى إلا بهندسة إدارة نقل المعرفة بمسالك ابتكارية في مجالات: إدارية ومالية واقتصادية واجتماعية وطبية وعلمية ورياضية وأمنية وعسكرية وتعليمية ودعوية وبيئية... إلخ ؛ مما يؤدي إلى صناعة الميزة التنافسية والنمو والتمكين وتطور إنتاجية الأداء من حيث الارتقاء بالفاعلية والكفاءة. ومما لا شك فيه إن نظريات نقل المعرفة نابعة من تراثنا وثقافتنا فكما قال معاذ بن جبل « تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية ؛ وطلبه عبادة ؛ ودراسته تسبيح ؛ والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة ؛ وبذله إلى أهله قربة « وهي تنطلق من مقدمة منطوقها: المعرفة تراث إنساني عالمي بخلاف الثقافة. وجدير بالذكر إن ابتكار إدارة المعرفة المونديالية تعني الإدارة المنظمة للأصول المعرفية في إدارة المونديال بهدف خلق قيمة مضافة وتلبية الاحتياجات الاستراتيجية ؛ وهي تشمل كافة المبادرات والعمليات والنظم التي تعمل على إنتاج واكتساب المعرفة وتصنيفها وتخزينها ونشرها واستخدامها وإعادة استخدامها. إن الخوض في غمار ابتكار نقل المعرفة من خلال المونديال يعني تحويل القرارات غير المبرمجة الاجتهادية في حل المشكلات والأزمات وبناء السيناريوهات ورصيد الخبرة الإنسانية في إدارة المونديال في الثقافة المؤسسية إلى قرارات وإجراءات مبرمجة وواضحة. وبالتالي يتم الاستفادة منها في تنمية رأس المال البشري ورأس المال المعلوماتي ورأس المال المؤسسي. وتمر إدارة المعرفة عموماً والمونديالية خصوصاً من خلال مرحلة إنتاج المعرفة الضمنية عن طريق انتاج الخبرات والأفكار والمهارات بين الموظفين. ومرحلة تحويل المعرفة من ضمنية إلى صريحة عن طريق الحوار والتفكير الجماعي والتواصل ؛ ومرحلة دمج المعارف المختلفة عبر التنوع في الاتجاهات والرؤى. وتحتاج إدارة المعرفة إلى مصادر للمعرفة داخلية مثل: الأدلة الإرشادية والإجراءات والعمليات الداخلية وأنشطة البحث والتطوير وبراءات الاختراع الداخلية والاجتماعات الداخلية وقواعد البيانات والتقارير والمراسلات والنشرات الداخلية وجلسات العصف الذهني والبوابات الإلكترونية للموظفين. أما المصادر الخارجية العملاء والمتطوعون والمكتبات وأصحاب المصلحة ومراكز الأبحاث وشبكة الانترنت والمؤسسات التعليمية والبحثية وشبكة معارف الموظفين والشرآكات الاستراتيجية مع مؤسسات القطاع العام والخاص. ومن الممارسات الفضلى تقنية إدارة المعرفة قرار شركة IBM طرد كل موظف لا يمكن الاستغناء عنه للاعتقاد الراسخ أنه لا ينقل معارفه وخبراته للآخرين. تغريدة: اقترح تأسيس وحدات إدارية في التنظيم الإداري تعتني بإدارة نقل المعرفة المؤسسية. @maffatih