alsharq

فضيلة الشيخ د. عبدالعزيز بن عبدالله آل ثاني

عدد المقالات 50

الفرق بين صيامنا وصيامهم

15 مارس 2024 , 01:13ص

الحمد لله يخلق ما يشاء ويختار، والصلاة والسلام على نبينا المصطفى المختار، وعلى آله وصحابته والتابعين بإحسان ما تعاقب الليل والنهار. وبعد: فيقول الله سبحانه: ﴿كُنْتُمْ ‌خَيْرَ ‌أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ فضل الله الأمة المحمدية على غيرها بفضائل عديدة متنوعة، فضلها بالختام في الدنيا والسبق يوم القيامة، وبخاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام، وبيوم الجمعة، وليلة القدر، ورمضان، وغير ذلك. ولا يعني هذا التفضيل أن أمتنا لا تشترك مع غيرها من الأمم في بعض الأمور التشريعية، لأن الدين الحق واحد لم يتغير؛ ﴿‌إِنَّ ‌الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾، وفي الحديث؛ (أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء ‌إخوة ‌لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد) رواه البخاري. فالشرائع قد تختلف في طرائقها وكيفيتها وقدرها من صلاة وصيام وحج ولكن الدين واحد وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك والبراءة من أهله كما قال أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ} فهذا الدين واحد ولكن أحكام الشرائع هي التي قد تختلف بين الأمم ولذلك لما أمرنا الله بالصيام قال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌كُتِبَ ‌عَلَيْكُمُ ‌الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. فالصيام فرضه الله علينا كما فرضه على من كان قبلنا من الأمم، فلسنا بدعاً فيه، ولكن صيامنا مختلف عن غيرنا لتبقى الأفضلية ثابتة لهذه الأمة، وإنما نتفق معهم في كون الصيام فرض على الجميع في الجملة. فاليهود يبدأ صيامهم أحيانا قبل غروب الشمس إلى ما بعد غروب شمس اليوم التالي، وأحياناً من شروق الشمس إلى غروبها، وأيام صومهم مفرقة، وغالب صومهم مرتبط بأحداث تاريخية من حروب ونحو ذلك، والصوم عندهم على نوعين: صوم فردي، يصومه الشخص تكفيرا عن خطيئته، وصوم جماعي وهو المرتبط بالأحداث غالباً، كيوم عاشوراء لديهم. والنصارى يصوم بعضهم من الصباح إلى المساء، وبعضهم يصوم من منتصف الليل إلى منتصف النهار، على اختلاف في الصيام عندهم هل هو اختيار أو فرض، كما أن لليهود أياماً وللنصارى أياماً معينة، إلا أن بعض طوائف النصارى أكثر صياما من غيرهم من اليهود وباقي النصارى. وقد ميز الله صيامنا عنهم بفرض شهر واحد للصيام، وحدد وقت الصوم في اليوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وهو أول الليل، فلم تختلف الأمة ولله الحمد في ساعات الصيام، ولا في شهره، خلاف ما وقع للنصارى واليهود بعد تحريفهم ما أنزل إليهم من ربهم، فالمسلمون على اختلاف مذاهبهم الفقهية، بل وفرقهم العقدية مجمعون على فرضية صوم رمضان، وعلى كون الصيام من الفجر إلى الغروب وهذه مزية لصيامنا عنهم. ومما تميز به صومنا أيضاً أننا يباح لنا من غروب الشمس إلى طلوع الفجر كل ما كان مباحاً قبل الصيام، بخلاف بعض النصارى لا يأكلون في بعض أيام صومهم ما فيه دسم؛ كالبيض واللحوم والأجبان ونحوها. ويرى بعض النصارى أن الجماع لا يفسد الصيام لأن الصوم عندهم الامتناع عن الطعام فقط. ومن المميزات أيضاً ما ورد في الحديث: «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب ‌أكلة ‌السحر» رواه مسلم. فقوله تعالى: ﴿كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ لا يعني التساوي معهم في كل جوانب الصيام، لتبقى الخيرية لهذه الأمة على غيرها بالوسطية والاعتدال، وتثبت هذه الخيرية وتستمر، إذا استمر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الإيمان الصادق، فإذا تُرك ذلك كله فقدت تلك الخيرية، لأن غيرنا ﴿َانُوا ‌لَا ‌يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ﴾، فلو تناهوا عنه وآمنوا للحقوا بالأمة المحمدية في الفضل بإسلامهم وإيمانهم؛ ﴿َلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾. نسأل الله الهدى والسداد.

سنن العيد

الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...

العربية طريق تدبر القرآن

الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...

عرفت فالزم

الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...

زكاة الفطر شعيرة العيد

الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...

رمضان والشعور بالانتماء

الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...

الفرصة العظيمة في العشر الأواخر

الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...

انووا الاعتكاف.. تربحوه

الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...

بقي الثلث.. والثلث كثير

الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...

من أسباب المغفرة

الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...

الرزية في فقد العالم

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...

وسوف تُسألون

الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...

الإسلام مظهر ومخبر

الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...