عدد المقالات 301
بين «المشحوطة» و«المبسوطة»، حكاية شعب يحاول العبور من ماضٍ أليم، وحاضرٍ عقيم، إلى مستقبل مجهول، المشحوطة «أنا» وأخواتها وجميع من ينتمون إلى الوطن، وليس لديهم أي انتماء سياسي في لبنان، ولم ينتخبوا ربما إلا مرة واحدة في حياتهم، وقد تكون الأخيرة، إذا استمرت التركيبة السياسية في لبنان كما هي عليه. أما «المبسوطة» فهي وأخواتها وجميع من لا يعرف ما هو «الوطن»، بل جُلّ ما تعلّموه في المدارس، وتشبعوه بين أفراد أسرتهم، هو تقديس الزعيم، أياً كان شكله ورسم، وفكره ونفسه، هؤلاء وطنهم حزبهم، وتبعيتهم لورثة هذا الزعيم أو ذاك إلى ما شاء الله -ولا حول ولا قوّة إلا بالله- على أساس أن هذا الزعيم هو نصير القضية، هذه القضية التي يستبيحون من أجلها كلّ القضايا، وكلّ المبادئ، وكلّ الحقوق. ينحدر من سلالة «المشحوطة» ملايين اللبنانيين المغتربين والمقيمين خارج لبنان، والساعين إلى الخروج من الوطن، مع إعلان رأس الهرم أن من لا يعجبه التركيبة السياسية في الوطن عليه أن يهاجر، وهذا ما تعزّزه المناهج التعليمية لطلاب مرحلة التعليم الابتدائي، حيث يتشبع الطالب بفكرة الهجرة إذا ما أراد التميز، بدلاً من توجيهه نحو التميّز في وطنه وخدمة وطنه، لأن المتميزين وأصحاب العقول والكفاءات مكانهم خارج الوطن، «مشحوطين» من الوظائف والمناصب والمؤسسات والمجتمع أيضاً، لأن المبدع بطبيعته يعرف الانتماء لا التبعية. من رحم «المبسوطة» وُلدت التبعية العمياء للزعيم، ووُلدت خيانة الوطن، حيث لا يعرف أبناء «المبسوطة» ما هو الانتماء، وماذا يعني الوطن، ربما لأن حبّهم للأشخاص أنساهم الأوطان، هؤلاء إن صادفوك في الوطن أو الغربة يسألونك: أنت مع من؟ وإذا أجبناهم نحن أولاد «المشحوطة»: أنا من لبنان، لا يصدقون، بل يستمرون في المراوغة والمحاورة والجدال والالتفاف، علّهم يتمكنون من تصنيفك، وإضفاء الصبغة الحزبية عليك شئت أم أبيت، وفي حال أخفقوا في ذلك، يتهمك أولاد «المبسوطة» بأنك عميل وتابع للسفارات، وهم يأكلون ويشربون ويدرسون على عتبة الممالك والإمبراطوريات. فأين المفرّ؟ المفرّ يكون في التخلص من «المشحوطة» أو «المبسوطة»، وبالتالي من السهل إقصاء أبناء «المشحوطة» بشكل أسرع، هكذا اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية، وحكم أبناء وبنات سلالة «المبسوطة» لأكثر من 35 عاماً، وازداد أبناء «المشحوطة» تشتتاً وهجرة، لكن الانتماء ظلّ رابطاً بينهم وبين الوطن لرفع اسم لبنان عالياً، فيما عاش أبناء «المبسوطة» على الدم والحروب، ودسّوا سمّ الطائفية والاقتتال في نفوس أحفادهم، وحرموا أبناء «المشحوطة» حتى من وسيلة التواصل مع أقربائهم بـ «واتس آب»، حتى وقع الوطن مريضاً يئنّ وجعاً واشتياقاً لأبناء «المشحوطة»! عزّ على سلالة «المشحوطة» رؤية حبيبهم على فراش الموت، متشحاً بالسواد، فحنّوا عائدين إلى أحضانه، وأنشدوا «كلنا للوطن» وغنّوا معاً: «بعدك.. بعدك مبسوطة» في نغم يُخيّل إليك أننا في فرح، ولكنها ترنيمة حزن وعزاء نناشد فيها ما تبقى لنا من وطن.
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...