عدد المقالات 50
الحمد لله على جوده وإحسانه، والشكر له على فضله وامتنانه، والصلاة والسلام على نبينا محمد صاحب الحوض المورود، وعلى آله وصحبه ذوي الكرم والجود. وبعد: فيقول الله عز وجل: ﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾. تميزت الشريعة الإسلامية بالدعوة إلى التكافل والتعاون والتراحم بين أبناء المجتمع، من خلال الأمر بالإنفاق والإحسان، وبذل المعروف، إما عن طريق الإيجاب والإلزام، وإما عن طريق الندب والاستحباب. وقد جاء الأمر بالإنفاق في الآية السابقة مقرونا بالتذكير بحقيقة تصرف الإنسان فيما يملكه وهو الاستخلاف، فكل ما يحصل الإنسان على حق التصرف فيه فهو يملكه ملكاً ناقصاً، لأن المالك الحق له هو الله سبحانه، فكل ما يتنعم به الإنسان طيلة حياته فهو فيه مجرد خليفة خلف من كان قبله بالتصرف في تلك النعم، وسيخلفه فيها من بعده أقوام أيضاً، وهلم جرا حتى يرث الله الأرض ومن عليها. فإذا علم المسلم أنه مستخلف فقط فيما هو فيه كان جديراً به أن يطيع من استخلفه حق الطاعة، ويتصرف وفق أمره، وقد أمر بالإنفاق والجود، وأعطى على ذلك الأجر العظيم فضلا منه سبحانه، ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ﴾. ويحصل المنفق على هذا الأجر سواء كانت نفقته واجبة أو مستحبة، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك». والنفقة على الأهل واجبة شرعا، فإذا احتسبها المسلم على الله -ولم يفعلها مجرد عادة- نال الأجر والمثوبة، ومن النفقات الواجبة إخراج الزكاة المفروضة، وأما النفقة المستحبة فصورها عديدة ومتنوعة. ويعتبر شهر رمضان أكثر الشهور التي تظهر فيه صور الجود والكرم بمظاهر مختلفة، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، ومن صور الانفاق، إفطار الصائم، ففي الحديث: «من فطر صائماً كان له مثل أجره لا ينقص من أجر الصائم شيئاً». رواه الترمذي وابن ماجه. سواء كان إفطاره بتجهيزه الطعام ودعوته إليه، أو بشراء ما يفطر الصائمون عليه عادة وتوزيعه كالتمر، وسواء كان الصائم ممن تجب نفقته أم لا. ومن مظاهر الإنفاق في رمضان إخراج زكاة المال الواجبة، وتوزيع المساعدات المالية والغذائية والملابس ونحو ذلك مما يكون المسلم محتاجاً إليه، وهذا هو طريق البر وصفة الأبرار؛ ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾. ولا زال الجود من أعظم الأخلاق التي كان يتمدح بها العرب ويتميزون بها قبل الإسلام، ولما جاء الإسلام أقرهم عليه بل رسخه في المتصفين به، وحمل الباقين على التخلق به، من خلال حثهم بنيل الأجر والثواب الكبير، وإشعارهم بكونهم مستخلفين في الأموال التي لديهم، والتنبيه إلى كون السموات والأرض ميراثاً لله، ﴿وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾. فجدير بمن تيقن أن كل ما عنده ميراث لله أن يدخر منه لآخرته، بإطعام الجوعى، وتنفيس الكربات، وقضاء الديون، ونصرة المظلومين، فصنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة تطفئ غضب الرب، وتُذهب ميتة السوء، والكرم والجود لا يأتيان إلا بالخير في الدنيا والآخرة؛ وقد قال ﷺ وقوله الصدق وأقسم على ثلاث؛ أولاها: «ما نقص مال عبد من صدقة» رواه الترمذي، ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾.
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...