alsharq

خالد مفتاح

عدد المقالات 141

رسالة النورسي إلى أهل الزلزال

14 فبراير 2023 , 12:05ص

يقول الله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم} آية 4 سورة إبراهيم. ومن القواعد الدعوية المقررة من النصوص الشرعية. «معرفة الداعي لحال المدعوين ومراعاة أحوالهم وما يناسبهم في لحظتهم من أنواع فقه الخطاب»؛ فاقتضى ذلك استذكار كليات رسائل النور الكلمات. للشيخ بديع الزمان سعيد النورسي. المولود في قرية نورس في ولاية بتليس شرق تركيا سنة 1877م وكان حاداً في الذكاء؛ ضليعاً في اللغة والفقه والأصول والمنطق وملماً بعلوم عصره كالفلك والجولوجيا والرياضيات والفلسفة وغيرها ؛ وشارك في الجهاد والرباط ضد الغزاة. توفي سنة 1960. حيث استفتح ذكر ذيل الكلمة الرابعة عشرة بسورة الزلزلة. ثم قال: «لقد وردت إلى القلب أجوبة عن بضعة أسئلة تدور حول الزلزال الذي حدث حالياً» في زمن الشيخ لينظّر- رحمه الله - إلى فقه المدلهمات والخطوب. فأعرض الأسئلة مختزلة مختصرة مع أجوبتها والوقوف على قواعدها الكلية عملاً بالقاعدة «الاستدامة مقصودة في تكليف المدعو»: « السؤال الأول: ما منشأ هذا العذاب الأليم (الزلزال) وما سببه ؟ ... الجواب:... مما يقترف في أرجاء هذه البلاد.... السؤال الثاني: لماذا لا ينزل العذاب الرباني..ببلاد الكفر..وينزل بهؤلاء المساكين المسلمين..؟ الجواب:...فإن القسم الأعظم من عقوبات أهل الكفر وجرائم كفرهم وإلحادهم يؤجل إلى المحكمة الكبرى في الحشر الأعظم ؛ بينما يعاقب أهل الإيمان على قسم من خطيئاتهم في هذه الدنيا... السؤال الثالث: لماذا تعم هذه المصيبة البلاد كلها؛ علماً بأنها مصيبة ناجمة من أخطاء يرتكبها بعض الناس ؟ الجواب: إن أغلب الناس يكونون مشتركين مع أولئك القلة الظلمة ؛ إما مشاركة فعلية أو التحاقاً بصفوفهم أو التزاماً بأوامرهم ؛ أي يكونون معهم معنى مما يكسب المصيبة صفة العمومية ؛ إذ تعم المصيبة بمعاصي الأكثرية. السؤال الرابع: مادامت هذه الزلزلة نشأت من اقتراف الخطايا والمفاسد ووقعت كفارة للذنوب فلماذا تصيب الأبرياء إذن...وهم لم يقربوا الخطايا والذنوب ؛ وكيف تسمح العدالة الربانية بهذا ؟ الجواب: إن هذه المسألة متعلقة بسر القدر الإلهي... إن هذه الدنيا دار امتحان واختبار ودار مجاهدة وتكليف والاختبار والتكليف يقتضيان أن تظل الحقائق مستورة ومخفية كي تحصل المنافسة والمسابقة وليسمو الصديقون بالمجاهدة..ولتردى الكذابون..فلو سلم الأبرياء من المصيبة..لأصبح الإيمان بديهياً أي لاستسلم الكفار والمؤمنون على حد سواء...ولانتفى التكليف...ولم تبق حاجة إلى الرقي..في مراتب الإيمان. فمادامت المصيبة تصيب كلاً من الظالمين والمظلومين معاً وفق الحكمة الإلهية فما نصيب أولئك المظلومين من العدالة الإلهية ورحمتها الواسعة ؟ الجواب: إن هناك تجلياً للرحمة في ثنايا ذلك الغضب والبلاء ؛ لأن أموال أولئك الأبرياء الفانية ستخلد لهم في الآخرة..أما حياتهم الفانية فتتحول إلى حياة باقية بما تكسب نوعاً من الشهادة... السؤال الخامس: إن الله سبحانه... لا يجازي الذنوب الخاصة بعقوبات خاصة وإنما يسلط عليها عنصراً جسيماً كالأرض للتأديب والعقاب. فهل هذا يوافق شمول قدرته وجمال رحمته..؟ الجواب:...ولما كان قسم من المفاسد عصياناً شاملاً وتعدياً فاضحاً على حقوق كثيرة من المخلوقات وإهانة لها واستخفافاً بها حتى يستدعي غضب العناصر ولا سيما الأرض فيثير غيظها فلا شك أن الإيعاز إلى عنصر عظيم بأن يؤدب أولئك العصاة إظهار لبشاعة عصيانهم وجسامة جنايتهم ؛ إنما هو عين الحكمة والعدالة وعين الرحمة للمظلومين في الوقت نفسه. السؤال السادس: يشيع الغافلون في الأوساط أن الزلزلة ما هي إلا نتيجة انقلابات المعادن واضطراباتها في جوف الأرض فينظرون إليها نظر حادثة نجمت من غير قصد ؛ ونتيجة مصادفة وأمور طبيعية ولا يرون الأسباب المعنوية لهذه الحادثة ولا نتائجها كي يفيقوا من غفلتهم وينتبهوا من رقدتهم. فهل من حقيقة لما يسندون إليه ؟ الجواب: لا حقيقة له غير الضلال...مما يدل على أن الأفعال والأحوال الجليلة للكرة الأرضية الضخمة لا تبقى خارج الإرادة والاختيار والقصد الإلهي بل لا يبقى أي شيء خارجها جزئياً كان ام كلياً ولكن القدير المطلق قد جعل الأسباب الظاهرة ستائر أمام تصرفاته بمقتضى حكمته المطلقة إذ حالما تتوجه إرادته إلى إحداث الزلزلة يأمر معدناً من المعادن بالاضطراب والحركة فيوقده ويشعله...فصفع رب العالمين البشرية ببلايا وآفات عامة مرعبة كالحرب العالمية والزلازل... كل ذلك إيقاظاً لهذا الإنسان السادر في غفلته وسوقاً له ليتخلى عن غروره وطغيانه الرهيب ولتعريفه بربه الجليل الذي يعرض عنه فأظهر سبحانه حكمته وقدرته وعدالته وقيوميته وإرادته وحاكميته إظهاراً جلياً... السؤال السابع: كيف يفهم بأن هذه الحادثة الأرضية متوجهة بالذات إلى مسلمي هذه البلاد أي أنها تستهدفهم ؟... الجواب: إن هناك أمارات كثيرة على أن هذه الحادثة استهدفت أهل الإيمان إذ وقوعها في قارس الشتاء وفي ظلمة الليل وفي شدة البرد..واستمرارها الناشئ من عدم اتعاظ الناس منها؛ ولإيقاظ الغافلين من رقدتهم بخفة.. وأمثالها من الأمارات تدل على أن هذه الحادثة استهدفت أهل الإيمان وأنها تتوجه إليهم وتزلزلهم بالذات لتدفعهم إلى إقامة الصلاة والدعاء والتضرع إليه سبحانه...». رحم الله الشيخ النورسي ومن توفي في الزلزال وشفى الله الجرحى وأيقظ الله الأمة من غفلتها. تغريدة: تجتمع في المدعو أسباب الثواب والعقاب والعبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات. ولذا فإن آثار الدعوة الشخصية تراكمية مستقبلية ؛ وليست آنية لحظية. @maffatih

الشهادات الجامعية VS المهنية

لا تنمية بشرية بدون أهلية وظيفية؛ ومن الصعب بمكان تصور الأهلية دون المؤهل؛ الذي يعتبر وسيلة لقياس مساقات مخصوصة لتولي مهام محدودة. حيث المؤهل يرتكز حول: 1- الحيازة لشهادة الدراسية المحصلة من المؤسسة التعليمية خارج...

إستراتيجية R.E.A.C.T

فلسفة العمليات التعليمية تنطلق من مظانها التربوية. كما في النظريات: السلوكية ومن منظريها (بافلوف، سكنر، ثورندايك، جاثري) والمعرفية وأهم العلماء (كوهلر وفرتهيمر وبرونر وأزوبل وجارنر) و البنائية برزت عند (جان بياجيه، وجون ديوي وفيجو تسكي...

التموضع الإستراتيجي

تكتيكات عمليات التخطيط فن لا يدركه إلا الراسخون في الفكر الاستراتيجي؛ حيث تتسم العمليات بالمرونة والديناميكية التي تستجيب للمتغيرات وتستفرغ الأزمات وتحولها إلى فرص سانحة مع المحافظة على المقاصد العليا لتحقيق الرؤية. ويعد التموضع الاستراتيجي...

سفر عظيم

أتحفتنا دار جامعة حمد بن خليفة للنشر بالطبعة الأولى لسفر عظيم وكتاب أخاله مرجعاً مهماً منهجياً لقادة التنمية وصناع القرار في مجال التنمية البشرية واستقطاب المواهب واستبقاء الكفاءات. والكتاب يختزل مسماه كما جاء في نسخته...

STEM

المنهج في سياقه الابستيمولوجي أرهق أهل الفكر والتعاطي المنطقي وأرباب الفلسفة، وفي مساق البيداغوجيا لا يزال مادة استهلاكية في توظيف النظريات التربوية واستراتيجيات التعلم ورسم السياسات وقيادة التعليم. ومن تلك القضايا الجوهرية في التعليم تصميم...

الانتحار الإستراتيجي

الحدث والممارسة والفعل في حد ذاته هو انعكاس للتعاطي الاستراتيجي ؛ النابع من ( العقل ) الاستراتيجي ؛ الذي ينتج ويولد لنا ( تفكيراً ) استراتيجياً. من خلال ( الأدوات ) الاستراتيجية ؛ وقد يصاب...

نقد النقد

النقد والبناء صنوان لا ينفكان ولا يفترقان في الممارسة العقلية والتعاطي مع فقه النص ؛ ومن المضحكات المبكيات عندما يذهب بعضهم إلى أن المشروع الفكري لنقد النقد بدأ في مرحلة ما بعد الحداثة أو كانت...

مراكز تحفيظ القرآن

مراكز تحفيظ القرآن الكريم؛ هي ترجمة صادقة لنص المادة (22) من الدستور الدائم لدولة قطر: «ترعى الدولة النشء وتصونه من أسباب الفساد وتحميه من الاستغلال وتقيه شر الإهمال البدني والعقلي والروحي، وتوفر له الظروف المناسبة...

العزوف عن الزواج

يفرز الفضاء الاجتماعي ضمن هياكله المتعددة وتفاعلاته ظواهر إنسانية وديناميكيات متغيرة ؛ كالاحجام أو عدم الرغبة الجزئي أو الكلي عن فكرة أو مشروع أو القيام بالدور الاجتماعي من خلال الزواج. والعزوف عن الزواج أنواع: أ-...

النقد الأصولي وأثره في الدرس القانوني

من القضايا الابستيمولوجيا التي اختصت بها الأمة الإسلامية علم أصول الفقه؛ فهو يمثل العقلية الإسلامية في التعاطي المعرفي؛ تحليلاً، واستنباطاً، وتقصيداً، وتجاوز تأثير هذا العلم النص الشرعي وأصبح معيناً لا ينضب في فهم الخطاب العام...

هل هرم بلوم لا يزال صالحاً ؟

قاد بنيامين بلوم ( 1913-1999 ) فريقاً بحثياً من علماء النفس الإدراكي في جامعة شيكاغو لتصنيف المستويات المختلفة للإدراك البشري والتمييز بينها. وتم تصنيفها إلى ثلاثة مجالات: المعرفية والعاطفية والحركية. وتم التركيز على المجال المعرفي...

مهارات سوق العمل

من خصائص سوق العمل ديمومة التحولات الديناميكية وارتباطه بالرؤية الوطنية 2030 وخطط التنمية الشاملة 2024-2030؛ وكذلك بسياسات التعليم والإطار الوطني للمؤهلات؛ واللجان الوطنية كلجنة تخطيط القوى العاملة بقرار مجلس الوزراء رقم ( 4 ) لسنة...