عدد المقالات 40
هل نحن في زمن أصبح الذهب فيه من أرخص أنواع المعادن، وأقله شراءً، حتى كاد أن يصبح بلا قيمة؟!، لا تستغرب فالقيم والمفاهيم تغيرت في زمن أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي مصدر كل معلومة والمشاهر أصحاب الرأي النافذ. فالعبرة في زمننا اليوم هي بعدد الأتباع لا بمدى حقيقة الرأي أو صدق الكلمة لهذا يتم تكريم هاوٍ في وسائل التواصل الاجتماعي لمجرد أن متابعيه يتجاوزون الملايين. وربما يكون هذا العمل الذي قدمه المشهور ليس بالقيمة النفعية الحقيقة التي ينتَفعُ بها حتى يستحق ما نال، بينما عندما يُقدم عالم أو مفكرعملًا ما بمنفعة ذات قيمة حقيقة لا يتم تقدير مجهوده أو إعطاؤه ما يستحق من التقدير؛ لتحفيزه على الإستمرار والعطاء، وأقصد هنا بالتقدير ليس في مادته بل هي تدل على التقدير والاحترام. قديماً كان للكُتَّاب والشعراء قدر بين الناس، يمتلكون قلوبهم قبل عقولهم بأعمالهم وكتاباتهم، ويحتفى بهم ويكرمون تقديراً لجهدهم وأعمالهم. وأكبر كارثة في عالم الثقافة هي عدم تقدير الأدباء والشعراء، وهذا بحد ذاته ناقوس خطرٍ يقرع وعينا؛ لأن الأدباء هم مصدر الثقافة والعلم ولولاهم لما ارتقينا بالإنسان. مما يجعلنا نتساءل عن سبب اهتمام المجتمع بالمظاهر الخداعة والبهرجة الكاذبة والفقاعات المؤقتة، هل يعقل أن الطبيب الذي من بعد الله هو منقذ الأرواح، ومطبب الجروح، ومداوي المرضى، أن يتقاضى أجراً أقل بكثير مقارنةً بما يقدمه من عمل وجهد. بينما هناك شخص تافه، لا يمتلك فائدة ولا محتوى هادفا، يتقاضى أجراً يفوق التصورات. في اليابان عامل النظافة يتقاضى ثمانية آلاف دولار في الشهر أي ما يعادل ثلاثين ألف ريال تقريباً، ولم يتقاض هذا الأجر إلا لإدراكهم بمدى أهمية هذه الوظيفة، وما يواجهه الموظف في طبيعة عمله، وما يبذله من جهد وعمل. ومنعت اليابان مناداته بعمال النظافة بل يطلق عليه مهندس الصحة والنظافة. من هذه المفارقات ليس الهدف منها التقليل من عمل أي شخص أو بيان من منهما الأفضل، بل إعطاء كل ذي حق حقه وتوضيح تغيُّر المفاهيم لدينا. اليوم كل شيء انقلب حاله، بات المعروف مستنكراً، والمستنكر معروفاً، تغيرت مفاهيم البعض من مفاهيم صحيحة إلى مفاهيم محرفة، لذا علينا مراجعة مفاهيمنا وتصحيح ما هو مغلوط منها وإعادتها إلى طريق الصواب.
لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...
تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...
هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...
سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء...
أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض...
صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي...
«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...
في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها...
الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ...
مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...
تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...
مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع...