عدد المقالات 301
سؤال هذا الأسبوع: كم تبلغ نسبة الموظفين الذين يُفكّرون في ابتكار شيء جديد خلال دوام العمل؟ وكم هي نسبة الموظفين الذين يفكّرون طوال ساعات الدوام في سماع الصوت الحنون الصادر من ماكينة الانصراف والحضور، ناطقةً: سُمح لكَ بالانصراف؟ سأجيبكم بعيداً عن الأرقام -وعلى ذمتي- أن نسبة الموظفين من الحالة الثانية هم الأكثرية. وهذا طبيعي لأنه يتم تدجيننا ضمن دوّامة ساعات العمل، ويتم تحديد مستوى إنتاجنا بساعات الحضور والانصراف، ويتم اغتيال الجانب الإبداعي لدى كلّ منّا بوتيرة روتينية تُحوّلنا إلى ماكينات تعمل خلال عدد ساعات معيّن، حيث إن أية محاولة للتطوير تؤخذ على أنها تململ وشكوى، والبعض يعتبرها محاولة الإطاحة بالنظام الإداري المقدّس، وقد يراه البعض استفزازاً لفلان وتحريضاً على علّان. وبالتالي يُصبح الروتين اليومي والتقيّد بساعات العمل هو الأولوية على أنغام: «إحنا عايزين ناكل عيش». سياسة أكل العيش تصحّ لدى من يطمح إلى الأكل والشرب والنوم وتربية الأبناء فقط لا غير، وهذه قناعة تُحترم وتُقدّر. لكن رغم حبّنا جميعاً للكربوهيدرات من «خبز ورزّ»، فإن التفنن في ابتكار أكلات جديدة متعة ولذّة، ويبعث على سعادة الكثيرين حول العالم دون استثناء. فالملايين يدعون لمبتكر «اللازانيا» ولو أنهم من محبّي الرز فقط، كذا يدعو الملايين بالرحمة لمخترع الكهرباء، والمكيّف، والطيران، والكاميرات، والهاتف، وغيرها العديد من الابتكارات الطيبة التي جعلت حياة الناس أفضل. وهؤلاء المخترعون لم يتقيّدوا بدوام ولا بساعات عمل. نموذج عن مبتكري العصر الحالي الشباب، وفي طليعتهم: مارك زوكربيرج، إدواردو سافرين، أندرو ماكولوم وكريس هيوز، وهم مؤسسو فيس بوك، وكان موطن ابتكارهم أروقة الجامعة. كان مرآب السيارات موطناً لابتكارات ستيف جوبز ورفاقه، جاك أندراكا مراهق ابتكر طريقة جديدة سريعة وغير مكلفة للكشف عن سرطان البنكرياس. بليك روس شاب ابتكر متصفح الإنترنت موزريلا، آييشا كيرا طالبة ابتكرت أداة تشحن الهواتف الجوالة بـ31 ثانية أثناء الكوارث، وغيرهم الكثير من المبتكرين. هؤلاء تمكنّوا من إطلاق ابتكاراتهم إلى العالم خلال سنوات الجامعة؛ لأنهم لم يُدّجنوا بعد في دوّامة العمل القاتلة لأي محفزّ إبداعي مهما رُفعت الشعارات وتعددت التطلعات.. النتيجة واحدة: أنت موظف.. نفّذ ثم فكّر. الإبداع هو السبيل لتغلّب البشرية على التحديات، والتي لا يُمكن معالجتها بالعقلية نفسها. فإذا أردنا تحفيز الشباب على الدخول في مهنة تحتاجها البلاد ليس بالضروري رفع الرواتب، يكفي تعديل سياسة الحضور والانصراف، وسترى الشباب جحافل يتقدّمون للعمل بها. روح الابتكار تحتاج إلى نشر ثقافة الالتزام بإضفاء الجديد على هذا العالم، والتطلّع إلى مستقبل أفضل. ولا تتطلب الالتزام بساعات عمل وبرضا الإجراءات الإدارية التي باتت تشبه جامدة. الإبداع دون شغف مستحيل.. والشغف لا يُحرّر على أنغام ماكينة تنطق يومياً على مسامعنا: سُمح لك بالدخول وسُمح لك بالانصراف!
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...