عدد المقالات 388
ماكس فيبر (1864-1920) عالم ألماني، من المهتمين بالإدارة العلمية، نُشرت أعماله بالألمانية في 1921، ولم تترجم للغة الإنجليزية إلا في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، كان يفكر في كيفية الانتقال ببلده ألمانيا من الوضع المتخلف والمتفكك في بداية القرن العشرين إلى وضع الدول الصناعية، ونتيجة استقراء التاريخ، حدد 3 مراحل تمر بها المجتمعات البشرية بشكل تصاعدي، من المرحلة البدائية وسماها المرحلة التقليدية، تقوم فيها مرحلة السلطة التي تعتمد على قيادات الحسب والنسب والوراثة، ثم مرحلة السلطة الكاريزمية وهي سلطة تعتمد على قيادات لها شخصية جذابة، ليس لأسباب موضوعية، بل لقدرتها على التأثير وجذب التأييد الجماهيري، وصولاً لمرحلة السلطة القانونية، فيكون الوصول للسلطة محكوماً بوجود المؤهلات التي يحددها القانون، وبالتالي يتم استبعاد المعايير التقليدية، ويعتبر وصولاً متناسباً مع النمو الذي يحدث في المجتمعات، فمن خلال هذا النمو تصبح المنافسة مبنية على معايير واضحة مقبولة من الجميع، ولا يمكن الاختلاف عليها. من ناحية أخرى، وضع فيبر -وهو صاحب نظرية البيروقراطية- خصائص البيروقراطية من خلال تقسيم العمل والتخصص، والشكل الإداري الهرمي الذي يضيق كلما اتجهت للأعلى، وتتميز البيروقراطية بالصفة الرسمية للموظفين التي تحددها القوانين والإجراءات، مع توحيد أسس اتخاذ القرارات، فتتميز القرارات ببعدها عن الشخصية، مما يضمن العدالة وعدم المزاجية في صنع القرارات. أهم عيوب البيروقراطية المبالغة والتعسف في التطبيق؛ لأنها تؤدي إلى تجزئة العمل، مما يجعل دور الموظف أحياناً بدون قيمة، وما قد يصنعه الروتين في ظل غياب الوعي من إشكاليات، فيضيع الهدف ويبقى الروتين، ومع ذلك فإن الدول التي حققت نجاحاً هي الدول التي التزمت بالبيروقراطية، لكن مع وعي بالصورة الكاملة والتعامل مع التحديات أو المعوقات التي تطرأ. ولعل إحدى نتائج البيروقراطية أنها قد ترتبط بالإنتاج الوفير، فينبغي أن تتم دراسة المواضيع باستمرار لوضع الحلول المناسبة، ففي الدول العربية تعاني الأجهزة البيروقراطية من الترهل الإداري الذي تسببه زيادة عدد الموظفين، وفي ظل البيروقراطية لا يصبح الحل في زيادة عدد الموظفين، فالمشكلة تتمثل في غياب الالتزام بهذا النموذج وليس في وجوده؛ لذا تعمل معظم الدول ووزاراتها على اتخاذ الإجراءات التي تضمن فاعلية الموظفين واختفاء البطالة المقنعة، واستثمار الخبرات المهمشة، والتعامل مع المعطلة منها، إذاً مرحباً بالبيروقراطية، عندما تكون بيروقراطية واضحة للطرفين، وواعية بالرؤية، فحتماً يتم ضمان النتائج وتحقيق الغايات المأمولة.
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...
هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...
في يومٍ مقدّس من عام 1779، رست سفن الكابتن جيمس كوك على شواطئ جزر هاواي. لم يكن يدري، وهو البحّار القادم من المناطق الباردة، أنه يدخل أرضًا تقرأ الزمن بطريقة مختلفة، وتمنح القادمين من البحر...
من القصص التي وثقتها الكتب، قصة المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبس الذي علق مع طاقمه على سواحل جامايكا، كان ذلك في رحلته الرابعة إلى العالم الجديد، في 29 فبراير من عام 1504، بعد أن تعطلت سفنهم...
في إحدى القاعات الجامعية، عرضت أستاذة جامعية ملفًا أخضر اللون أمام طلبتها، واتفقت مسبقًا مع الجميع – باستثناء طالب واحد – على الادعاء بأن الملف لونه “أحمر”. وما إن دخل الطالب المتأخر، حتى بدأت التجربة....