


عدد المقالات 395
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية بتوازنه النفسي كما يُعنى بجسده ومحيطه. فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية شعار عام 2025: «الصحة النفسية في حالات الطوارئ الإنسانية»، ليؤكد أهمية الاهتمام بالنفس في أوقات الأزمات بوصفها ركيزة أساسية للقدرة على الصمود وإعادة البناء. إن أي هوية وطنية لا تقوم على مجرد الانتماء الثقافي أو اللغوي، بل هي منظومة متكاملة تُعنى بالإنسان من جميع جوانبه: الجسدية، والعقلية، والنفسية، والروحية. فالمجتمع الذي يحرص على صحة أفراده النفسية إنما يرسّخ قيم التضامن والتكافل، التي تُعد من أعمق سمات هويتنا الوطنية. لقد ورثت مجتمعاتنا الخليجية، وعلى رأسها المجتمع القطري، إرثاً من القيم التي تشجع على الدعم النفسي والاجتماعي: الجمعات والمجالس، الروابط العائلية المتينة، والمبادرات التطوعية. كل ذلك شكّل ولا يزال يشكل مظلة للأمان النفسي، وهو ما يتقاطع مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي تضع الإنسان في ركائز التنمية، معتبرة أن رفاهيته الشاملة هي هدف ووسيلة في آن واحد. وتؤكد التجارب أن الأزمات، سواء كانت كوارث طبيعية أو نزاعات أو أوبئة، تختبر قدرة المجتمعات على التماسك. وهنا تبرز الهوية الوطنية كعامل حماية؛ إذ تمنح الأفراد شعوراً بالانتماء، وتجعلهم قادرين على مواجهة التحديات كجسد واحد. ولعل الاهتمام بالصحة النفسية في مثل هذه الظروف يُترجم عملياً في تعزيز المرونة الوطنية، حيث تتحول القوة النفسية إلى رافعة لاستمرار العمل، والتعافي، والنهضة من جديد. ويظهر ذلك جلياً في مناطق الحروب والمجاعات والنزاعات؛ فبالرغم من الثقل الذي تُلقيه هذه الظروف على كاهل الأطفال والكبار، إلا أنهم يدركون أن الحل يكمن في الاستمرار بأي وسيلة. وهكذا هم أهل غزة، وأهل اليمن، وأهل السودان، وغيرهم كثير. إن الاحتفاء باليوم العالمي للصحة النفسية هو دعوة لإعادة صياغة علاقتنا بذواتنا ومجتمعاتنا، والالتفات إلى من أثقلت كواهلهم المحن بفقد الأمن، أو الولد، أو المال، أو العزيز. هؤلاء في أمسّ الحاجة إلى الدعم والاهتمام والاحتواء. وفي الوقت الذي نؤكد فيه أن الهوية الوطنية هي البوصلة التي تحفظ للأمة مسارها، تبقى الصحة النفسية الجسر الذي يعبر به الفرد والمجتمع معاً نحو التوازن والازدهار. فلنجعل من هذا اليوم محطة للتأمل والعمل معاً، حتى نبني مجتمعاً متماسكاً، متوازناً، وقادراً على حماية أبنائه نفسياً بقدر ما يحميهم مادياً. @maryamhamadi
تُعرَّف الاستهلاكية بأنها نمطٌ اجتماعي- اقتصادي يركّز على الشراء بوصفه وسيلة للرفاه وإثبات الذات، أكثر من كونه تلبيةً لحاجة. وهي ليست مجرّد فعلٍ تجاري، بل منظومة قيمية تحوّل الإنسان من كائنٍ منتِج واعٍ إلى مستهلك...
أطلقت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني كما تعودنا، شعارا يحمل توجيها وقيما للهوية الوطنية القطرية، لتقود حملة وطنية تسهم في رسم مستقبل يليق بالهوية الوطنية وتطلعاتها، أطلقت شعار «بكم تعلو ومنكم تنتظر» وهي اقتباس مميز...
بالتزامن مع احتفالات الدول باليوم العالمي بالتراث، وإقامة فعاليات متنوعة بغرض إشراك الجميع، جاء افتتاح المتحف المصري الذي شكل حدثًا حضاريًا فارقًا، يستحق إلقاء الضوء عليه، حيث يؤكّد أهمية استثمار الدول في تاريخها ليتجاوز البعد...
قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...