عدد المقالات 388
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية بتوازنه النفسي كما يُعنى بجسده ومحيطه. فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية شعار عام 2025: «الصحة النفسية في حالات الطوارئ الإنسانية»، ليؤكد أهمية الاهتمام بالنفس في أوقات الأزمات بوصفها ركيزة أساسية للقدرة على الصمود وإعادة البناء. إن أي هوية وطنية لا تقوم على مجرد الانتماء الثقافي أو اللغوي، بل هي منظومة متكاملة تُعنى بالإنسان من جميع جوانبه: الجسدية، والعقلية، والنفسية، والروحية. فالمجتمع الذي يحرص على صحة أفراده النفسية إنما يرسّخ قيم التضامن والتكافل، التي تُعد من أعمق سمات هويتنا الوطنية. لقد ورثت مجتمعاتنا الخليجية، وعلى رأسها المجتمع القطري، إرثاً من القيم التي تشجع على الدعم النفسي والاجتماعي: الجمعات والمجالس، الروابط العائلية المتينة، والمبادرات التطوعية. كل ذلك شكّل ولا يزال يشكل مظلة للأمان النفسي، وهو ما يتقاطع مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي تضع الإنسان في ركائز التنمية، معتبرة أن رفاهيته الشاملة هي هدف ووسيلة في آن واحد. وتؤكد التجارب أن الأزمات، سواء كانت كوارث طبيعية أو نزاعات أو أوبئة، تختبر قدرة المجتمعات على التماسك. وهنا تبرز الهوية الوطنية كعامل حماية؛ إذ تمنح الأفراد شعوراً بالانتماء، وتجعلهم قادرين على مواجهة التحديات كجسد واحد. ولعل الاهتمام بالصحة النفسية في مثل هذه الظروف يُترجم عملياً في تعزيز المرونة الوطنية، حيث تتحول القوة النفسية إلى رافعة لاستمرار العمل، والتعافي، والنهضة من جديد. ويظهر ذلك جلياً في مناطق الحروب والمجاعات والنزاعات؛ فبالرغم من الثقل الذي تُلقيه هذه الظروف على كاهل الأطفال والكبار، إلا أنهم يدركون أن الحل يكمن في الاستمرار بأي وسيلة. وهكذا هم أهل غزة، وأهل اليمن، وأهل السودان، وغيرهم كثير. إن الاحتفاء باليوم العالمي للصحة النفسية هو دعوة لإعادة صياغة علاقتنا بذواتنا ومجتمعاتنا، والالتفات إلى من أثقلت كواهلهم المحن بفقد الأمن، أو الولد، أو المال، أو العزيز. هؤلاء في أمسّ الحاجة إلى الدعم والاهتمام والاحتواء. وفي الوقت الذي نؤكد فيه أن الهوية الوطنية هي البوصلة التي تحفظ للأمة مسارها، تبقى الصحة النفسية الجسر الذي يعبر به الفرد والمجتمع معاً نحو التوازن والازدهار. فلنجعل من هذا اليوم محطة للتأمل والعمل معاً، حتى نبني مجتمعاً متماسكاً، متوازناً، وقادراً على حماية أبنائه نفسياً بقدر ما يحميهم مادياً. @maryamhamadi
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...
هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...
في يومٍ مقدّس من عام 1779، رست سفن الكابتن جيمس كوك على شواطئ جزر هاواي. لم يكن يدري، وهو البحّار القادم من المناطق الباردة، أنه يدخل أرضًا تقرأ الزمن بطريقة مختلفة، وتمنح القادمين من البحر...
من القصص التي وثقتها الكتب، قصة المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبس الذي علق مع طاقمه على سواحل جامايكا، كان ذلك في رحلته الرابعة إلى العالم الجديد، في 29 فبراير من عام 1504، بعد أن تعطلت سفنهم...
في إحدى القاعات الجامعية، عرضت أستاذة جامعية ملفًا أخضر اللون أمام طلبتها، واتفقت مسبقًا مع الجميع – باستثناء طالب واحد – على الادعاء بأن الملف لونه “أحمر”. وما إن دخل الطالب المتأخر، حتى بدأت التجربة....
على الأرجح أنك قد تلقيت من قبل رسالة عبر برنامج «موارد» تقول: «لنبنِ معًا ثقافة تقدير حقيقية في بيئة عملنا. شارك بطاقة (إشادة) شهريًا مع من يستحق، وكن شريكًا في نشر روح الامتنان والتحفيز». هل...