alsharq

مريم ياسين الحمادي

عدد المقالات 395

قطريات صنعن أثراً: عائشة عبد الرحمن العبيدان

20 سبتمبر 2025 , 10:56م

رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية في مدرسة آمنة محمود الجيدة، ثم تابعت دراستها في مدرسة قطر الإعدادية، ومنها إلى قطر الثانوية. كانت من طالبات الدفعة الثانية في جامعة قطر 1978، حيث كانت الدفعة الأولى في عام 1977، فعاشت فرحة ميلاد الجامعة الوطنية، حين تحوّل الحلم إلى واقع وطني راسخ. تخرجت بدرجة البكالوريوس في اللغة العربية والتربية الإسلامية، لتثبت منذ بداياتها أنها ابنة الهوية العربية والإسلامية وحارسة قيمها. كانت وظيفتها الأولى في التعليم، فكان هو المجال المتاح للمرأة القطرية آنذاك، ولقت المرأة العاملة في مجال التعليم، الاحترام والوقار، والمكانة الاجتماعية والمادية، وكان التعليم بالرغم من أنها الفرصة المتاحة إلا أنها بالنسبة لها فرصة مميزة، حيث وجدت فيه ضالتها، إذ جمع بين شغفها بالعلم وحبها للثقافة والفنون. عُينت معلمة للغة العربية في مدرسة حفصة الإعدادية، ومع نهاية عامها الخامس تمت ترقيتها لتصبح وكيلة في مدرسة ثانوية. ثم تقلدت إدارة مدارس عدة، بين صفية الابتدائية والمرخية الابتدائية، متنقلة بينها بإصرار وعزيمة، حتى نهاية عهد المدارس الحكومية وظهور المدارس المستقلة في مطلع الألفية الثانية، حيث أنهت رحلتها التربوية بالتقاعد. التقاعد لم يكن نهاية، بل بداية لمرحلة جديدة في الصحافة والإعلام. كتبت في صحف العرب والراية والوطن، وأخيراً في الشرق. لم تكن بدايتها في الإعلام وليدة التقاعد، فقد كانت لها مساهمات سابقة في المجلات الجامعية، إضافة إلى كتاباتها الإبداعية في النثر والشعر. تحكي «ست عائشة» عن تجربتها التعليمية بأنها تجربة أخلاقية قبل أن تكون مهنية. كانت ترى أن التعليم بلا أخلاق يفقد قيمته، وأن بناء الطالبات لا يكتمل دون غرس القيم السامية. اعتبرت الطالبات بناتها، والمعلمات أخواتها، فغلبت على إدارتها المرونة والحب، وغرست في البيئة المدرسية روح التعاون والاحترام. لم تكتفِ بالجانب الأكاديمي، بل أولت الأنشطة اللاصفية أهمية كبرى: دعمت المسرحيات المدرسية، والأنشطة الكشفية، وشجعت الطالبات على الكتابة والإبداع الأدبي، وكتبت بنفسها القصص والأناشيد التعليمية. كما منحت المكتبة المدرسية مكانة خاصة، فكانت بالنسبة لها بوابة تنشئة حقيقية للجيل. رحلة عائشة العبيدان تختصر معنى أن يكون التعليم قدوة ونموذجاً يُرى ويُحتذى، أكثر من كونه دروساً تُلقن. إنها قصة مربية قطرية صنعت أثراً، ورسخت أن المدرسة ليست مكاناً للتعليم فقط، بل لبناء القيم وصناعة المستقبل. بارك الله عطاءها الأستاذة عائشة وأمدها بالصحة والعافية. @maryamhamadi

مكافحة الاستهلاكية

تُعرَّف الاستهلاكية بأنها نمطٌ اجتماعي- اقتصادي يركّز على الشراء بوصفه وسيلة للرفاه وإثبات الذات، أكثر من كونه تلبيةً لحاجة. وهي ليست مجرّد فعلٍ تجاري، بل منظومة قيمية تحوّل الإنسان من كائنٍ منتِج واعٍ إلى مستهلك...

بكم تعلو.. ومنكم تنتظر

أطلقت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني كما تعودنا، شعارا يحمل توجيها وقيما للهوية الوطنية القطرية، لتقود حملة وطنية تسهم في رسم مستقبل يليق بالهوية الوطنية وتطلعاتها، أطلقت شعار «بكم تعلو ومنكم تنتظر» وهي اقتباس مميز...

الاحتفاء بالتراث وافتتاح المتحف المصري

بالتزامن مع احتفالات الدول باليوم العالمي بالتراث، وإقامة فعاليات متنوعة بغرض إشراك الجميع، جاء افتتاح المتحف المصري الذي شكل حدثًا حضاريًا فارقًا، يستحق إلقاء الضوء عليه، حيث يؤكّد أهمية استثمار الدول في تاريخها ليتجاوز البعد...

توجيهات القيادة

قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...

مع التغيرات العالمية.. هل نحتاج تعديل المعايير الدولية؟

يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...

تعديلات الموارد البشرية... الطريق إلى جودة الحياة

تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...

المعلم صانع الأثر

ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...

الصحة النفسية والهوية الوطنية

في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...

قطر وقمة الأمة

في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...

قطريات صنعن أثراً.. فاطمة سعيد السلولي

نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...

قطريات يصنعن أثراً

في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...

دوام

مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...