alsharq

مريم ياسين الحمادي

عدد المقالات 391

أخضر أم أحمر: هل تختار الحقيقة أم توافق الجماعة؟

12 يوليو 2025 , 10:27م

في إحدى القاعات الجامعية، عرضت أستاذة جامعية ملفًا أخضر اللون أمام طلبتها، واتفقت مسبقًا مع الجميع – باستثناء طالب واحد – على الادعاء بأن الملف لونه “أحمر”. وما إن دخل الطالب المتأخر، حتى بدأت التجربة. سألت الأستاذة: “ما لون الملف؟”، فأجاب الأول بثقة: “أحمر”. ضحك الطالب المتأخر من وضوح التناقض، وبدا التعجب والاستنكار في عينيه. ثم أجاب الثاني، فالثالث، فالرابع، وكلهم يكررون ذات الإجابة: “أحمر”. ومع تكرار المشهد، بدأت ملامح الريبة تظهر على الطالب المتأخر. وعندما جاء دوره في الإجابة، قال: “أحمر”. وهنا ضحك الصف بأكمله، فقد اكتملت التجربة بنجاح. كانت تلك محاكاة لتجربة نفسية ذات جذور علمية تُعرف باسم “تجربة آش للامتثال”، التي أجراها عالم النفس سولومون آش في خمسينيات القرن الماضي. وقد أثبت من خلالها أن تأثير رأي الجماعة قد يدفع الفرد إلى التخلي عن قناعاته ومخالفة بصره وعقله لمجرد الانسجام مع الآخرين، حتى إن كان على يقين بخطئهم. في التجربة الأصلية، وافق نحو 75% من المشاركين على إجابات خاطئة تحت ضغط الجماعة. لقد أثبتت التجربة أن الضغط الاجتماعي قد يجعل الإنسان يشك في بديهياته، لا لأنه اقتنع بخطئه، بل لرغبته في الانتماء أو لتجنّب التصادم أو الظهور بمظهر “الشاذ” عن الجماعة.ما حدث داخل القاعة يعكس ببراعة عمق تأثير الجماعة على الفرد. الطالب رأى اللون الأخضر، لكن ما إن وجد نفسه وحيدًا في تفسيره للواقع، بدأ يشك في نفسه. وعندما يعلو صوت الجماعة، يختفي صوت المنطق. سؤال جدير بالتفكير: هل تثق بعينيك، أم تصدق ما يقوله الجمع؟هذه التجربة الرمزية تتكرر يوميًا في قاعات المحاضرات، و منصات التواصل، وفي بيئات العمل، وفي المجالس العائلية، بل وحتى في الساحات السياسية والثقافية، وفي أروقة المنظمات الدولية أيضًا. فعلى المستوى العالمي، قد تكون هناك دول ترفع “الملف الأخضر”، لكن الجميع يردد أنه “أحمر”. تُعاد الآراء، وتُضخّم، وتُجمّل، حتى تتحول إلى “حقائق”؛ لا لقوتها المنطقية، بل لكثرة من يرددها. فكم مرة غُيّبت الحقيقة خلف “ملف أحمر” رفعه الجميع، بينما الأصل أنه أخضر، بل أخضر جدًا؟ إن هذه التجربة دعوة إلى الوعي. دعوة إلى أن نكون يقظين حين تُفرض علينا تصورات غير صحيحة أو تخالف المنطق، وأن نملك الشجاعة لنقول: “الملف أخضر”، حتى لو ضحك الصف بأكمله.فالحقيقة لا تتغير بعدد الأصوات. @maryamhamadi

مع التغيرات العالمية.. هل نحتاج تعديل المعايير الدولية؟

يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...

تعديلات الموارد البشرية... الطريق إلى جودة الحياة

تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...

المعلم صانع الأثر

ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...

الصحة النفسية والهوية الوطنية

في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...

قطريات صنعن أثراً: عائشة عبد الرحمن العبيدان

رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...

قطر وقمة الأمة

في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...

قطريات صنعن أثراً.. فاطمة سعيد السلولي

نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...

قطريات يصنعن أثراً

في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...

دوام

مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...

الكتب ألوان وأفكار

للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...

شهادات عابرة للحدود

التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...

الاسم التجاري مرآة الهوية الوطنية

هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...