alsharq

مريم ياسين الحمادي

عدد المقالات 391

شهادات عابرة للحدود

09 أغسطس 2025 , 10:43م

التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في القيادة وتطوير القادة، وكاتب ومحاضر أمريكي متخصص في تنمية المهارات القيادية وبناء فرق العمل، وصاحب أكثر من 80 كتابًا تُرجم معظمها إلى عدة لغات. يقول ماكسويل: «سر نجاحك يحدده جدول أعمالك اليومي، فنجاحك برمته يعتمد على ما تفعله اليوم، وكما تعلم فالنجاح لا يحدث بين عشية وضحاها، والقاعدة ذاتها تنطبق على الفشل أيضًا، إذ إن كلًا من النجاح والفشل عملية ذات مراحل، وكل يوم في حياتك ليس إلا تحضيرًا لليوم الذي يليه؛ ومن ثم فمستقبلك هو ثمرة ما تفعله اليوم». هذه الفلسفة المهنية تجعل من كل تقييم أو شهادة فرصة لتحسين خطوات الحاضر وضمان جودة المستقبل. فالإنسان بطبيعته يمارس فعلًا إنسانيًا عالميًا لا تحده لغة أو مكان. وحين تصدر هذه الممارسات بصدق وموضوعية، تصبح أداة لبناء الثقة وترسيخ ثقافة مؤسسية قائمة على النزاهة والمسؤولية، سواء في بيئة العمل أو خارجها. والتجارب التي نقرأها من ثقافات متعددة تذكرنا بأن القيم المهنية الكبرى مثل الاحترام، والجودة، والمصداقية، والإتقان هي مشتركة بين جميع البشر. فحين يصف شخص في بلد بعيد إنجازه أو يثني على أداء فريقه بنفس الدقة التي يذكر بها آخر تجربته مع منتج أو خدمة، تكون الرسالة واحدة: التفوق ليس حكرًا على بيئة محددة، بل هو ثمرة التزام حقيقي بالمعايير. ومن هنا، يبرز دور القائد في بناء الفرق وتوجيهها، من خلال الإيماءات البسيطة والتصرفات التي تحدد الممارسات، والتي قد تتجاوز المهام اليومية لتكون دعمًا ومساندة حقيقية. المهم أن يعرف الإنسان ما خُلق لأجله، ويجعل منه نمط حياة. وفي هذا المعنى، يقول ستيف جوبز «إن كامل سر الحياة الناجحة هو أن يكتشف المرء ما هو مُقدَّر له أن يعمله، ثم يعمله». فحين يكتشف الإنسان شغفه الحقيقي، تتحول شهاداته عن العمل إلى انعكاس لإتقان نابع من الداخل، ويتجاوز شغف الهواة إلى مسؤولية المحترفين. إن قوة بيئة العمل لا تقوم فقط على الرؤية والاستراتيجية والموارد، بل على القصص التي يرويها أفرادها عن صدق الأداء، وعدالة التعامل، وروح الفريق. هذه الشهادات، مهما اختلفت لغاتها ومصادرها، تظل جسرًا من القيم الوظيفية التي تصل بين الأفراد، وتلهمهم للاستمرار في تقديم الأفضل بلا حدود. @maryamhamadi

مع التغيرات العالمية.. هل نحتاج تعديل المعايير الدولية؟

يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...

تعديلات الموارد البشرية... الطريق إلى جودة الحياة

تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...

المعلم صانع الأثر

ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...

الصحة النفسية والهوية الوطنية

في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...

قطريات صنعن أثراً: عائشة عبد الرحمن العبيدان

رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...

قطر وقمة الأمة

في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...

قطريات صنعن أثراً.. فاطمة سعيد السلولي

نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...

قطريات يصنعن أثراً

في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...

دوام

مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...

الكتب ألوان وأفكار

للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...

الاسم التجاري مرآة الهوية الوطنية

هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...

البوصلة الثقافية

في يومٍ مقدّس من عام 1779، رست سفن الكابتن جيمس كوك على شواطئ جزر هاواي. لم يكن يدري، وهو البحّار القادم من المناطق الباردة، أنه يدخل أرضًا تقرأ الزمن بطريقة مختلفة، وتمنح القادمين من البحر...