alsharq

آمنة ارحمة البوعينين

عدد المقالات 40

تشييع اللغة العربية

08 نوفمبر 2021 , 12:05ص

أذكر مرةً كنت في المرحلة الإعدادية، كان شائعاً لدينا أن نكتب بـ «الإنجليزي المعرب» أي نكتب كلمات باللغة العربية بحروفٍ إنجليزية. فقالت لنا إحدى المعلمات: أخشى أن يأتي يوم وتقول فيه حفيداتكن: تقول جدتي إنه كان هناك حرف يدعى حرف (العين).. تقول جدتي إنهم كانوا يستخدمون حروفًا أخرى تدعى الحروف العربية. هذا الموقف الصغير، ذو الأثر الكبير، يجعلنا نتفكر كم أهملنا لغتنا، وأعرضنا عنها، تركنا الجوهرة الثمينة، أكمل لغات البشر وأتمها، وأفصحها لغةً، وأحكمها قواعد، وأجملها بيانًا، وأغزرها معاني. أبحرت إلينا من نهر الكمال، وارتوت جميع لغات العالم من نهر كمالها، فنجد فيهم أثرًا وبصمةً منها. واتخذنا بدلًا منها لغاتٍ ركيكة فيها من الضعف، والعجز، والعيب، والهوان، لا يعرف أصلها، ولا يوم ولادتها، وعلى نقصها وعيبها إلا أن بعضًا منها فرضت علينا لغةً نتحدث بها وتكون لغةً ينطق بها أهل الأرض. نحنُ نقتل لغتنا دون إدراك منا، قعدنا عن تعليمها ونشرها، صرنا نخجل منها، ومن التحدث بها. قديمًا في عصر مجد اللغة العربية كان أطفال وشباب الغرب يتسابقون للذهاب إلى الأندلس حيث منبع العلم والثقافة آنذاك؛ لنيل العلم من علماء المسلمين باللغة العربية، وحينما يرجعون إلى بلادهم كانوا يتفاخرون بالتعلم في بلاد المسلمين، فيدمج في كلامه ألفاظا وكلماتٍ عربية، وهذا ما أصبحنا عليه اليوم! صرنا نرسل أبناءنا إلى مدارس وجامعات الغرب، وصرنا نفخر إذا تعلم أبناؤنا لغتهم، وبات يتقنها، ويتحدث بها، بل أصبحنا ننهره إذا تحدث بلغةٍ غيرها. اليوم من يتحدث باللغة العربية صار غريباً، محطاً للسخرية، والغريب من يستهزئ به هم العرب، أهل اللغة! حتى صرنا ننفر من التحدث باللغة العربية خوفاً من السخرية. حتى أطفالنا عندما يشاهدون (الرسوم المتحركة) على التلفاز ويأخذون من لغة الشخصيات، ويتحدثون مثلهم باللغة العربية، نقوم نحن بالتهكم عليهم، فيخجلوا من لغتهم وينفروا منها. هل تعلمون كيف تسقط الأمم؟! تسقط الأمم عندما تتخلى عن لغتها، وتتنكر لهويتها، وتدمر مبادئها وكل ما يتعلق بكيانها! فمتى نعي، ونفيق من غفلتنا، وندرك أننا لن نصل إلى قمة الازدهار، ونتدحرج على منحنى النهضة والتطور إلا إذا تدرعنا بلغتنا وهويتنا.

فنونٌ متصدعة

لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...

إلحادية تعددية الآراء

تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...

بطولة زائفة

هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...

الحرية بين الانقياد والإرادة.. مسيرة وعي

سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء...

حرب الأجناس الأدبية

أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض...

الكتابة عمل نخبوي أم للعامة؟!

صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي...

عيدكم مبارك

«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...

الحب اليائس في الشعر العربي

في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها...

الحب

الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ...

رمضان يحتضن الثقافة

مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...

السعي إلى النجاح

تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...

الذائقة الأدبية

مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع...