عدد المقالات 40
بين فترة وفترة أحب أن أسترد المشاعر والذكريات القديمة، وثمة مسلسلات مرتبطة بذاكرتنا وتعيدنا إلى الزمن الجميل، ولعل أبرز المسلسلات التي تحاكي واقعنا، وتعيث برأسي لذكريات مضت بمرّها وحلوها هي مسلسلات الكاتبة القديرة وداد الكواري، كنت أشاهد منذ يومين مسلسل (يوم آخر) وكنت أتوقف بين كل مشهد ومشهد متأملةً إياه لتقاربه؛ من خط الواقع، وكيف يسدل هذا المسلسل الستار بلا حواجز عن قضايا ومشاكل المجتمع القطري في حقبة بداية الألفينات (2003) التي ما زلنا نعاني منها إلى يومنا هذا رغم مرور السنوات. كما أن توقف الكاتبة القطرية وداد الكواري عن الكتابة أدى إلى انهيار الدراما القطرية، وأيضاً مع وفاة قامات الدراما القطرية وتوقف بعضهم عن التمثيل، رغم أن الدراما منظومة مستمرة تنتج لنا المواهب الإبداعية، وتنير العقول، وتفتح آفاق المعرفة، وتعكس الحضارة الفكرية للمجتمع والدولة، وهي مرآة المجتمع؛ حيث تسلط الضوء على قضاياه ومعالجتها، والفن الذي يعول على أي أحد سواءً كان كاتبًا أو ممثلًا أو مخرجًا يكون سهل الهدم والاندثار. مؤخراً كنت أشاهد لقاءً للمخرج القطري أحمد المفتاح كان عبارة عن موسوعة معرفية للمسرح القطري والدراما القطرية، حيث تحدث عن أنواع المسرح، وناقش قضية انطفاء وهج الدراما القطرية، والحياء المجتمعي وتأثيره على الدراما، وشح الممثلات القطريات؛ ويعود ذلك لمدى قبول ووعي المجتمع، ورفض الأهل، والأفكار النمطية الخاطئة. أنا أذكر في طفولتي في المرحلة الابتدائية كانت لدينا مادة المسرح كنا فيها نمثل، وندرس المسرح وأشكاله، ونعمل مسرحيات مدرسية ونتدرب عليها بعد الدوام المدرسي، لكن بعد فترة اندثرت هذه المادة الدراسية، وأصبح هناك تقليص لدور الفن والمسرح في المدرسة والجامعة على حد سواء؛ بالتالي أصبح لدينا فقر في المواهب الشبابية للمسرح والدراما، وانعدام البنية التأسيسية الدرامية للمثل بشكل سليم. ساهم في تراجع الدراما القطرية قلة الدعم المادي للدراما من قبل الجهات والقرارات الإدارية الخاطئة، رغم توافر الكُتَّاب والنصوص لكنها تفقد لمن يدعمها ويأخذ بيدها، وبسبب قلة الدعم أدى ذلك إلى هجرة المواهب الفنية وتوجه الفنانين القطريين إلى الخارج. المجتمع الذي بلا فن يكون فاقدًا للهوية؛ فنحن نتعرف على ثقافة المجتمع والبلدان، ونتعمق بعاداتهم وتقاليدهم من خلال الفن والمسرح، وهنا يكمن دور وزارة الثقافة والجهات في إحياء الدراما القطرية وإعادة مجدها كما كانت عليه في السابق.
لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...
تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...
هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...
سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء...
أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض...
صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي...
«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...
في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها...
الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ...
مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...
تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...
مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع...