عدد المقالات 40
لطالما وما زلنا نسمع «الرجال شايل عيبه»، وهذا المثل يعد مظلة تُظل أفعال الرجل؛ لإعطائه أحقية لفعل ما يشاء، والتبرير له السيئ من أعماله وأفعاله، وبمثابة رفع السوط على المرأة لمعاقبتها على أي فعل خطأ يبدر منها صغيراً كان أم كبيراً، وعيب الرجل يحمله في الدنيا، ويبرر له المجتمع، لكن في الآخرة من سيحمل عنه ذنبه، هل مجتمعه سيقف أمام الله ويبرر له كونه رجلاً؟! العادل عز وجل شأنه لم يفرق بين المرأة والرجل، وهما في كفة واحدة لديه، وفي آياته تعالى لم يلزم فيها التساهل مع الرجل وتبرير قبيح أعماله، ولا التغليظ على المرأة والتشديد عليها على أي زلة تسقط بها، فهو الذي يقول ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾. تربية الأجيال القادمة على هذا المثل تعد انتكاساً في القيم الإسلامية وفساداً في الأخلاق؛ فهو بمثابة فتح باب شر للذكر أن يفعل ما يشاء من الفواحش والمنكرات طالما أن المجتمع سيطوي صفحة أعماله الفاسدة ويتناساها. أذكر مرة مَرّ عليَّ موقف، أم اقترف ابنها وابنتها نفس فظاعة الفعل، فما كان من الأم إلا أن تتصرف تجاه فعل ابنتها بالضرب، والشتم، والحرمان من أمور الحياة، وعندما علمت أن ابنها اقترف نفس بشاعة الفعل ما كان منها سوى أنها دعت له بالهداية والصلاح!. تصرف الأم مبني على تأثرها بهذا المثل الشعبي، وبموروثات اجتماعية تنزه الرجل وإن أخطأ، وتقوم القيامة على المرأة لأي هفوة تهفو بها. المقال ليس دعوة أن يَظل هذا المثل أفعال المرأة والتبرير لها كما هو للرجل، بل دعوة إلى أن يُرفع هذا الغطاء الذي يسترُ الرجل به أعماله السيئة، وألا يكون دعوة مباشرة له بأن يرتكب المنكرات والفواحش، فالحرام حرام عند الله، ولم يميز تعالى جنساً عن جنس.
لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...
تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...
هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...
سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء...
أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض...
صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي...
«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...
في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها...
الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ...
مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...
تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...
مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع...