عدد المقالات 194
فازت ببطولة الكرة، وقبلها ببطولة الموقف المشرّف، وقبلهما ببطولة الأخلاق الرفيعة المعروفة بها على مر الأزمنة .. أما من خسر فمن المؤسف أنه خسر ما فاز به العُمانيون كله. في حين كانت المباراة تدور هناك في الكويت بلد الشرفاء -وأختكم ليس لها في الكرة ولا المباريات- كنا نجلس في الوقت نفسه مع أخوات لنا كويتيات على ضفاف خليجنا الواحد، في أحد «كوفيهات» اللؤلؤة نتدفأ من برد الليل بمشروب ساخن، وببطانيات ومدافئ المطاعم الحديثة، التي تشعل لهبها لينير وهجه الليل، وينير حديث الذكريات الجميل، عن لحمة الشعب الخليجي في تصاهر وتناسب واندماج أُسر جميل .. كيف أننا أهل وأنساب وأقارب .. وكيف أن أقدار المرء تقوده للزواج خارج بلده، ولكن ليس بعيداً، فهو في بلده أيضاً، وكلنا في النهاية خليج واحد، كنا في تلك اللحظة نتأمل سحر مياهه الرقراقة، التي تحركها نسائم الليل، والعبّارات المائية الصادحة ببعض الألحان، حين أتى خبر فوز عُمان .. وحين خرجنا من اللؤلؤة، كانت الدوحة تهتف فرحاً لأجل هذا الفوز .. حين ترى هذا المشهد، وترى مشهداً آخر موازياً له زمنياً، فيه من الفرقة والانشقاق ما يبعد الأهل عن الأهل، ويشرخ الجدار الواحد .. تشعر بالألم. الحياة دروس .. وعبر .. ومواقف ما الدرس الذي عجزوا عن فهمه؟ وما العبرة التي لم يعتبروا بها؟ وما الموقف الذي توانوا عن اتخاذه؟ كلها أمور سهلة ميسرة، لمن يسر الله له الاهتداء إليها، ولمن صلحت نفسه ونيته وعمله .. ومطامعه وأحلامه. هناك من «يطمح» في إصلاح بلده والارتقاء به، وهناك من «يطمع» في تدمير الآخرين والاستيلاء على منجزاتهم وبلدانهم!! يخبرنا ذلك أن التطلعات تختلف، ولكن الدرس واحد، وهو قديم وبسيط، لا يحتاج عبقرية لفهمه، جل ما يحتاج نفوس صافية، وقلوب نظيفة، وهمم تتطلع للعلا لا للقاع، هذا الدرس موجود في سير تاريخ الأمم والشعوب، ما عليهم سوى فتح كتب التاريخ وقراءته، ومعرفة عواقب ومآلات الأفعال قبل الإقدام عليها .. مبروك لعُمان الشقيقة فوزها بالكأس والموقف والأخلاق، وفهمها العميق لمجرى سير التاريخ، ولا عزاء لمن فقد ما فازت به عُمان .. كله.
أن تكون أباً أمر في منتهى الروعة.. أمر عظيم ولكن انتبه فهو تكليف عظيم أيضاً. فهناك من الآباء من يعتقد أن دوره الأبوي يقف عند حدود التكوين البيولوجي، ثم تتولى الأم بعد ذلك جميع الأمور....
إذا كان الجميع يستنكر جلوس الفتيات بكامل زينتهن في القهاوي -الضيّقة والمزدحمة بالشباب بالذات- وملاصقة الطاولة للطاولة والكرسي للكرسي في منظر غريب وكأنهم جميعاً شركاء نفس الجلسة!! إذا كان الناس يلحظون ذلك ويستغربونه بل ويستنكرونه،...
فوق الركبة من أسفل وبلا أكمام أو أعلى صدر من أعلى!! في التجمعات النسائية والاحتفالات التي بدأت تنشر شيئاً فشيئاً!! أينتمي هذا العري الفج للدين أو الأخلاق أو المجتمع؟!! فمن أين تسلل؟! إنما هي (خطوات)...
إذا كان يهمك -عزيزي القارئ- أن نبقى على ما نحن عليه من نعم، وألا تزول ونصبح كدول كانت رموزاً في الغنى والملك، ثم هوت وتدهورت، فاقرأ هذه السطور، ثم اتعظ كي لا نكون مثلهم. قال...
عندما حُجر الناس في منازلهم في شهر مارس الماضي تغنوا وترنموا بفضائل ودروس الحجر المنزلي، وكيف أنه أرجعهم لبعضهم، وأعاد جمع شتات الأسر وعمّر المنازل بأهلها، بعد أن كانوا في لهو من الحياة، وأخذوا يتفكّرون...
من الأحق والأولى بالالتفات إليه وصون حقوقه وصياغة القوانين تلو القوانين له؟ العمالة أم المتقاعدون؟!! العمالة أم أصحاب العمل؟!! يقال: «لكل مشكلة حل»، ولكن في كل حل مشكلة! والعمالة التي هي في أصلها صنف من...
بقدر ما تصلح البيوت بصلاح الأمهات بقدر ما تصلح بصلاح الآباء، ومكان الرجل في البيت لا يعوّض بأحد ولا يعوضه أحد. لم يجعل الله له القوامة عبثاً، حاشاه جل وعلا من العبث. أيها الرجل هذا...
هناك من يَحْطب الصحراء في جنح الليل، ويصبح ليبيع حمولة السيارة الواحدة بـ 8000 ريال، وحين يرشد عنه الواعون من المواطنين تعاقبه وزارة البيئة بقانون يغرمه 2000 ريال فقط!!! حتى غرامة تاركي القمامة في مخيمات...
إذا كان لديك كنز ثمين هل تتركه مكشوفاً في العراء لعوامل الطقس المتقلبة، وللمارة من جميع الأصناف؟! أم تضعه في مكان أمين بحيث لا يتعرّض لسرقة أو تلف أو خطر؟ إذا كان كنزك المالي ثميناً...
أنت فعلا مخيّر بين أن تكب مالك فيما لا يسوى ولا ينفع وبين أن تحفظ مالك وتصرفه فيما يسوى وما ينفع . وفي الحالين الفرح قائم والمتعة حاصلة والرقي متحقق والإكرام موجود . ما القصة...
تلك المساحات الشاسعة من الأراضي الخلاء ولا موطأ قدم لحلال المواطن من الغنم والإبل !! تلك الصحاري الممتدة الفارغة ولا تصاريح للمواطنين بعزب دائمة أو جوالة !! ثم تُفاجأ بالهكتارات المحوطة المسيجة، لمن؟؟!! بل وتفاجأ...
لايهرول الذئب عبثا ولكن النعاج في غفلة. وهي في الواقع ليست نعاجا إنما صقور كاسرة جارحة ولكن ربيت كالنعاج وعوملت كالنعاج فرسخ في وجدانها مع مرور الزمن أنها نعاجاً ، ومايرسخ في الأفئدة تصدقه الجوارح...