عدد المقالات 194
شاهدنا جميعاً ذلك التسجيل الذي انتشر يوم الخميس الماضي. التسجيل الذي يصوّر طالباً ضخماً يعتدي على طالب آخر بالضرب خارج مبنى الحرم المدرسي، وبعنف غير معهود في مدارسنا أو بين طلابنا. تفاعل الجميع مع الفيديو واستاء وتألّم واستنكر، ودعى إلى عقاب الفاعل بما يليق بجرمه وبما يكفل عدم تكرار هذا الفعل مستقبلاً. وانقسم المجتمع إلى قسمين؛ مؤيد، ومعارض لنشر مثل هذه التسجيلات، لما لها من أضرار نفسية على المعتدى عليهم فيها. عن هذه النقطة تحديداً نتحدث اليوم، خاصة أن الأخبار الواردة تقول إن حادثة الضرب لم تحدث يوم الخميس الماضي (يوم انتشار الفيديو)، وإنما حدثت قبل ذلك بأسبوع !! وطوال هذا الأسبوع والطالب المعتدي منعّم وسعيد وطليق و»فارد عضلاته» ورعبه دون رادع أو وازع أو عقاب، وربما اعتدى على الطالب نفسه مرة أخرى دون تسجيل -من يعلم؟- أو طالب أو طلاب آخرين طالما لم يُسجّل ما يُثبت ذلك كما حدث مع تسجيل يوم الخميس ! وبهذا كان سيظل الحال كذلك إلى أن يشاء الله ويقدّر فرجاً. ولكن التسجيل خرج للنور فجأة، وانتشر، ورآه الجميع وحدثت ردة فعل عارمة من الجميع؛ فقُبض على الطالب المعتدي في دقائق وأودع السجن وفُصل واتخذت ضده إجراءات لا نعلم جزماً ما هي، ولكننا نأمل أن تشمل الجانبين العقابي والإصلاحي معاً، وكذلك الجانب الوقائي من حوادث مماثلة مستقبلاً. أما العقاب فلاحظوا أن العقاب لم يحصل إلا حينما انتشر التسجيل، وأن الجريمة كانت خافية، وكانت ستظل أيضاً خافية ومستترة ومستمرة لولا كشفها بالتصوير. وليس هذا تشجيع على التشهير والفضح إطلاقاً، وإنما هي حقيقة أن كل عقاب فوري ورادع لا يحدث إلا بخروج القضايا للعلن وتحوّلها إلى قضايا رأي عام وقضايا مجتمع، وفي الفضاء الإلكتروني، قريباً وبعيداً، أمثلة حية كثيرة على ذلك، ربما آخرها ذلك الفيديو الذي انتشر لمعذّب طفلته بدعوى تعليمها المشي! أحياناً خروج التسجيلات للعلن وللناس قد يختصر من عمر الإصلاح سنين، خاصة إذا كانت المشكلة عامة وتمسّ المجتمع. والحقيقة أن القضية التي ما كانت سترى النور إطلاقاً وسيظل سوؤها مستمراً إلى الأبد، سينتهي سوؤها بفضل مقطع مصوّر. والقضية التي كانت سيُكتّم عليها لمصالح خاصة أو حفاظاً على سمعة مدرسة أو تعليم أو أشخاص معينين، ولن يؤخذ فيها بحق أو يُدرأ فيها ظلم إطلاقاً أيضاً، ستحلّ وبسرعة إن قُيض لها انتشار مقطع مصوّر. والقضية التي ستُقدم فيها شكوى ويُطالب فيها بفرض عقاب على معتدٍ، ولكن بتستّر ودون إخراج للعلن أيضاً، قد لا ترى النور وقد لا يؤخذ فيها حق المظلوم، وفي أحسن الأحوال قد تستمر أمداً طويلاً. أما في هذه القضية، فالطالب المظلوم لن يتضرر من انتشار الفيديو بأكثر من تضرره من استمرار تنمّر واستقواء المعتدي عليه تحت جنح جهل المجتمع بمعاناته وتحت جنح تخاذل الرفاق عن نجدته واكتفائهم بتصويره.. فقط. ولكن سبحان الله، بقدرة الله تحوّل تخاذل الصحب إلى نصرة من حيث لم يخططوا ولم يعلموا !! فلولا انتشار هذا الفيديو ما كانت ستعالج هذه القضية وبهذه السرعة. علينا الآن أن نهتم بعلاج مشكلة التنمّر في المدارس بشكل أكبر، بعد كشف هذه الحادثة لنا عن وجودها الخطير المستتر. وعلينا أن نعالج السلبية في سلوك الطلاب وتعاملهم مع الأحداث عند وقوع الأخطاء والمخاطر. والخلاصة أن نشر هذا الفيديو كان مهماً، رغم عدم رغبتنا في التشهير. فهذه المشكلة (التنمر) ما كان سيُدرى عنها لولا انتشار الفيديو، وما كانت ستعالج لولا انتشار الفيديو، وما كانت لتُحلّ في يوم واحد لولا انتشار الفيديو. والآن الجميع بانتظار اجتثاثها من جذورها، ولن يتم ذلك سوى بتكاتف جهود الأهل، والطلبة الزملاء، والمجتمع، والجهات المختصة.. ليبارك الله جهود الجميع.
أن تكون أباً أمر في منتهى الروعة.. أمر عظيم ولكن انتبه فهو تكليف عظيم أيضاً. فهناك من الآباء من يعتقد أن دوره الأبوي يقف عند حدود التكوين البيولوجي، ثم تتولى الأم بعد ذلك جميع الأمور....
إذا كان الجميع يستنكر جلوس الفتيات بكامل زينتهن في القهاوي -الضيّقة والمزدحمة بالشباب بالذات- وملاصقة الطاولة للطاولة والكرسي للكرسي في منظر غريب وكأنهم جميعاً شركاء نفس الجلسة!! إذا كان الناس يلحظون ذلك ويستغربونه بل ويستنكرونه،...
فوق الركبة من أسفل وبلا أكمام أو أعلى صدر من أعلى!! في التجمعات النسائية والاحتفالات التي بدأت تنشر شيئاً فشيئاً!! أينتمي هذا العري الفج للدين أو الأخلاق أو المجتمع؟!! فمن أين تسلل؟! إنما هي (خطوات)...
إذا كان يهمك -عزيزي القارئ- أن نبقى على ما نحن عليه من نعم، وألا تزول ونصبح كدول كانت رموزاً في الغنى والملك، ثم هوت وتدهورت، فاقرأ هذه السطور، ثم اتعظ كي لا نكون مثلهم. قال...
عندما حُجر الناس في منازلهم في شهر مارس الماضي تغنوا وترنموا بفضائل ودروس الحجر المنزلي، وكيف أنه أرجعهم لبعضهم، وأعاد جمع شتات الأسر وعمّر المنازل بأهلها، بعد أن كانوا في لهو من الحياة، وأخذوا يتفكّرون...
من الأحق والأولى بالالتفات إليه وصون حقوقه وصياغة القوانين تلو القوانين له؟ العمالة أم المتقاعدون؟!! العمالة أم أصحاب العمل؟!! يقال: «لكل مشكلة حل»، ولكن في كل حل مشكلة! والعمالة التي هي في أصلها صنف من...
بقدر ما تصلح البيوت بصلاح الأمهات بقدر ما تصلح بصلاح الآباء، ومكان الرجل في البيت لا يعوّض بأحد ولا يعوضه أحد. لم يجعل الله له القوامة عبثاً، حاشاه جل وعلا من العبث. أيها الرجل هذا...
هناك من يَحْطب الصحراء في جنح الليل، ويصبح ليبيع حمولة السيارة الواحدة بـ 8000 ريال، وحين يرشد عنه الواعون من المواطنين تعاقبه وزارة البيئة بقانون يغرمه 2000 ريال فقط!!! حتى غرامة تاركي القمامة في مخيمات...
إذا كان لديك كنز ثمين هل تتركه مكشوفاً في العراء لعوامل الطقس المتقلبة، وللمارة من جميع الأصناف؟! أم تضعه في مكان أمين بحيث لا يتعرّض لسرقة أو تلف أو خطر؟ إذا كان كنزك المالي ثميناً...
أنت فعلا مخيّر بين أن تكب مالك فيما لا يسوى ولا ينفع وبين أن تحفظ مالك وتصرفه فيما يسوى وما ينفع . وفي الحالين الفرح قائم والمتعة حاصلة والرقي متحقق والإكرام موجود . ما القصة...
تلك المساحات الشاسعة من الأراضي الخلاء ولا موطأ قدم لحلال المواطن من الغنم والإبل !! تلك الصحاري الممتدة الفارغة ولا تصاريح للمواطنين بعزب دائمة أو جوالة !! ثم تُفاجأ بالهكتارات المحوطة المسيجة، لمن؟؟!! بل وتفاجأ...
لايهرول الذئب عبثا ولكن النعاج في غفلة. وهي في الواقع ليست نعاجا إنما صقور كاسرة جارحة ولكن ربيت كالنعاج وعوملت كالنعاج فرسخ في وجدانها مع مرور الزمن أنها نعاجاً ، ومايرسخ في الأفئدة تصدقه الجوارح...