عدد المقالات 301
لماذا تصرّ الغالبية من الشعوب العربية على مطاردة من رحلوا؟ خصوصاً الزعماء والرؤساء منهم؟ صحيح أن قراءة السيرة الذاتية لمن حكموا بلداناً ودولاً هواية شيّقة، لأننا من خلالها نتعرف أكثر عن كثب على حياة هذا الرئيس أو الزعيم، وكيف كان نمط حياته، وطباع أبنائه، وهل فعلاً كان مغرماً بتلك الممثلة وابنة الوزير أو تلك الطبيبة؟ ما هي ملذاته الشخصية، خليلاته وهوايته، نوع السيجار الذي يفضّله؟ الكتب التي يقرأها؟ كان حنوناً مع زوجته أم قاسياً معها كما كان مع الشعب؟ هل كان يصلّي أم لا؟ أم يصوم؟ أو ربّما ملحد ويدّعي الإيمان؟ كل هذه الأسئلة مشروعة إذا كان الهدف منها التعلّم من تجارب الآخرين، واستقاء الدروس والعبر، واكتشاف الجانب الآخر من حياة من نظنّهم مخلّدين، لكن هذا الفضول يتحول إلى ظاهرة غير صحية عندما يصبح «الميت» بحد ذاته موضع جدل، حيث تبدأ الشعوب العربية في تصنيفه بعد الممات، وتبدأ التكهنات بمصيره هل سيدخل الجنة أم النار؟ عداك عن الخلاف بينهم إذا كان شهيداً أم قتيلاً؟ ناهيك عمّن يبدأ بسرد أحلامه التي يعتبرها رؤية، حيث التقى هذا الزعيم أو ذاك يرفرف عالياً معه في السماوات، ويراه يجلس بين الصالحين، فيما يتكهن آخر بمصير هذا الزعيم في جهنم وبئس المصير، وكل هذه التكهنات والخزعبلات، نابعة من الموقف السياسي والعقلية التي تعيش عليها الغالبية في مجتمعاتنا، حيث نطارد من رحلوا في كتبنا وأفكارنا وتعليمنا، على أساس أن الماضي العريق والمجيد هو امتداد لحضارتنا اليوم، فيتم سجننا إما في صندوق الماضي، وصندوق المستقبل، فينسونا حاضرنا وواقعنا. نحن شعوب المنطقة متمسكون بماضينا إلى درجة أننا ننكر واقعنا السياسي اليوم، وننشد المستقبل إلى درجة أنه بات وهماً، حيث لا رؤية مشتركة بين الشعوب العربية، وتبقى القضية الفلسطينية وحدها تلك الحجة التي نعلق عليها آمالنا ووحدتنا ومصيرنا، كي نشعر أن هناك ما يربطنا معاً، هذا لا يعني أننا لا نرتبط بقاعدة مشتركة، ولكنها قاعدة متهالكة وشاحبة. نحن شعوب تحتاج إلى هدف مشترك، يبقينا على قيد الحياة معاً في هذه المنطقة، تختلفون على مصير هذا الرئيس بعد الموت، وتلعنون من رحلوا في قبورهم، هذه عقلية جاهلية، تجعلنا نشكك في جدوى العديد من الأنظمة التعليمية والثقافية في دولنا العربية، وتدفعنا للتساؤل كيف لطلاب الجامعات وخريجيها أن يكون هذا مستواهم الفكري؟ المصيبة الكبرى كيف لإعلاميين ومفكّرين أن تكون هذه أولوياتهم في الخلاف حول مصير حسني مبارك بعد الموت؟ أو مصير محمد مرسي؟ أو غيرهم من الرؤساء؟ حتى الكورونا وهو التحدي الصحي الذي يؤرق العالم، وجدنا فيه موضع خلاف بين من يريد إغلاق الحدود مع هذا البلد أو ذاك، ومن يريد إبقاءها مشرعة. الخلاصة، الإعلام ومن يدعمه أو من يقمعه هو المسؤول عن الجهل السياسي للشباب في المنطقة العربية، والحل يكمن في التنوير السياسي بعيداً عن الأشباح.
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...