عدد المقالات 301
سنحت لي فرصة التواجد في حفل تكريم خريجي مؤسسة قطر دفعة 2017 مساء يوم الثلاثاء الماضي.. خليّة عمل على كافة المستويات، المنظّمون منهمكون في إجراء الترتيبات وتقديم الدعم للخريجين والحاضرين، الأهل يتوافدون إلى القاعة الرئيسية، وفرحة عارمة تأسر عيونهم التي سهرت وتعبت، وضحّت من أجل أن تُبصر من خلال عيون أبنائهم فرحة النجاح. قاعات مركز قطر الوطني للمؤتمرات ضجّت بدعاء الوالدين من أجل مستقبل أفضل لأبنائهم، والورود شاركت الخريجين فرحتهم، حيث تناوبت الجدّة والأب على حمل الباقات الملونة، وأخذ صور «السلفي» مع الخريج الطبيب، والمهندس، والإعلامي، والحقوقيّ.. بينما انهمكت الأمّ بتلمّس وجه ابنتها وابنها بحجّة تنسيق وترتيب الشعر والهامة، لكن بداخلها تبكي فرحاً، وترى فيهم أطفالاً كانوا بالأمس ينادونها لترتيب هندامهم. فيما الخريجون يسيرون بثقة نحو القاعة المخصصة لهم، حاملين ثوب التخرّج، وعلى وجوههم سمات التحدّي والاستعداد لمواجهة الغد. قد تبدو فرحة التخرّج هذه مألوفة في جميع أنحاء العالم، لكن الاستثناء الذي ميّز هذا الحفل، هو إطلاق صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر جائزة عنوانها «أخلاقنا»، تُمنح «لمن هم على خلُقٍ عظيم من الشباب»، اقتداءً بأخلاق رسولِ الله (صلى الله عليه وسلّم)، وانطلاقاً من ثنائية العلم والأخلاق، وتأثير تلك العلاقة على تقدّم المجتمعات وتطور البشرية، ووحدة معايير الأخلاق الحميدة على اختلاف الديانات والثقافات. يأتي توقيت إطلاق هذه الجائزة من على منبر مؤسسة قطر في غاية الأهمية والدقّة، وذلك في عالمٍ تندلع فيه الحروب، وتتفاقم فيه النزاعات يوماً بعد يوم، وتطال تداعياتها عقلية الشباب في المنطقة العربية، حيث المغريات المادية والإعلامية التي قد تُزعزع إيمانهم بأهمية الأخلاق، لصالح المنفعة الشخصية، وذلك مردّه لعوامل سياسية، واجتماعية، واقتصادية، وسيكولوجية. إطلاق شخصية قيادية لهذه الجائزة، ومن على منصة صرح تعليمي عربيّ هو خطوة عملية تُترجم إدراك أصحاب الرؤية للتحديات الحقيقة التي تواجه النخبة من الشباب العربيّ، وهي دعوة صادقة لهؤلاء الشباب للتمسّك بجوهر الإسلام، المؤمن باستخدام العقل البشري لخدمة البشرية، وبأنسنة العلم، وسموّ المعرفة، وتحكيم الضمير في كلّ خطوة لهم بالمستقبل، وفي كلّ موقع أو منصب قد يشغلونه في المستقبل. عندما تجرّد العلم من الأخلاق، أُبتكر الديناميت، واخْتُرِعَت القنبلة الذرية، والقنبلة الذكية، والغازات السامة.. وعندما انصهر العلم بالأخلاق اُخترع البنسلين وغيرها من الأدوية والاختراعات التي ساهمت في إنقاذ حياة الملايين.. جائزة «أخلاقنا» فُسحة أمل لشباب الوطن العربي، في زمنٍ أصبح فيه أغلب ساسته بلا مبادئ، وتُجّاره بلا نزاهة، وعلماؤه بلا ضمير، وأغنياؤه بلا رحمة. أخلاقنا.. هي إكسير حياتنا.
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...