عدد المقالات 301
«عيني عليكم باردة.. وربّي يحفظكم من كل عين» أيها المحققون اللبنانيون.. فلم نعهدكم على هذا المستوى من النشاط والهمّة كثيراً.. ها أنتم اليوم تُسارعون لكشف الجُناة المسؤولين عن تهريب اللبنانيين إلى بلاد المهجر بطرق غير شرعية، بعد أن قضى 17 لبنانياً غرقاً في أثناء انتقالهم من إندونيسيا إلى أستراليا في «عبّارة الموت» أواخر سبتمبر الماضي. لم تقتصر هِممكم على تتبّع من يساعد اللبنانيين بالهرب نحو أستراليا فقط.. بل توسعتم في التحقيقات لمراقبة شبكات أخرى مماثلة تُيسّر الهجرة نحو الموت إلى بلاد آسيوية أخرى. حقيقة، لا تسعني هذه الأرض سعادة عند مطالعة إنجازاتكم الموعودة في إلقاء القبض على أفراد تلك العصابات.. فقد كدتُ أشعر أن المواطن اللبناني ذو قيمة إنسانية عالية بعين القانون وبنظر السلطات اللبنانية. ومن شدّة الحماس كدتُ أنسى أنّ مَن أبلغكم بموت المواطنين وأيقظَ سعادتكم على الخبر هو صوت الأهالي المرعوبين والثكالى.. ولم يكن صوت مسؤول أمني مُكلّف بحماية الحدود البحرية. يومياً.. ومع تصريحاتكم البطولية عن رصد تحركات عصابات تهريب البشر، أتساءل: لماذا لم تصدر لكم الأوامر يوماً بالتحقيق مع من يحملون صفة «نوّاب الأُمة» بتهمة خيانة الأمانة وخيانة الثقة التي مُنحت لهم في صناديق الاقتراع؟ أوليس هم من يُمّثلون «الأمة جمعاء» بحسب الدستور اللبناني، ومن حقّ الناس عليهم أن يتم التحقيق معهم لعجزهم عن تأمين الحماية الاجتماعية للبنانيين وإغراق المواطن بالعوز والفقر والديون، لدرجة أنه اختار الغرق في بحر الموت على البقاء ذليلاً في بلاده. أوليس من واجبكم كمحققين البحث عن المتسببين بالجريمة.. ها هم ماثلون أمامكم.. نوّاب تسببوا بتوفير مناخ الهجرة الغير شرعية.. هؤلاء هم العاجزون عن توفير الحماية الاجتماعية والاقتصادية تماماً كما عجزوا عن توفير الأمن والأمان.. لأن لا ناقة لهم ولا جمل ولا حتى قرد على محاسبة الوزراء بسبب وحدة الانتماء السياسي والمذهبي ووحدة المسار الملتوي والمصير. وإذا كان عجز النوّاب عن الرقابة والمحاسبة وصل إلى حدّ الشلل.. فهل هم عاجزون أيضاً عن مطالبة حكومة تصريف الأعمال ومطالبة رئاسة الجمهورية بالتواصل مع سلطات الدُول المهاجر إليها لـ «الاستيضاح رسميا» عن أقوال الناجين من أن تلك الدول رفضت نداءات الاستغاثة لحظة الغرق وصمّت آذانها عن بكاء الأطفال والرضع والنساء المرعوبين؟ حبّذا لو تتوسع تحقيقاتكم لتشمل دوافع انتحار اللبنانيين في بحور الموت. نعم، من نفد الجريمة يتخفّى في مكاتب السفر الوهمية.. لكن من خطط وشارك وسهّل وقوع الجريمة هم 128 نائباً تحصنّوا خلف المكاتب الفاخرة في مجلس النواب.. يتسامرون ويضحكون.. ويستهزئون بتحقيقاتكم وبأمواتكم.. ولا يشعرون بفزع «عبّارة الموت». هؤلاء هم القتلة.
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...
