alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

«حرّية النباح»!

03 مايو 2018 , 12:42ص

«يُرجى من السلطات المعنية تسهيل مهمة حاملها».. تُكتب هذه العبارة على بطاقات أغلب الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام، بهدف تسهيل مهمّتهم في نقل الحقيقة. فالعمل كصحافي لا يعني أن تكون ببغاءً في نقل الأخبار والتصريحات وآراء السياسيين ومشاكل الناس، كما هي فحسب، وإنما المفترض أن يكون العاملون في الإعلام -من وجهة نظري- حاملي أمانة السلطة الرابعة، التي تراقب نزاهة وعمل السلطات الثلاث: التشريعية، والتنفيذية، والقضائية. هذه السلطة هي تلك التي تأخذ على عاتقها مهمة حماية الوطن والدفاع عنه تماماً كالجيوش، لا أن تكون لها مهمّة حماية نظام سياسي، أو طائفة معينة، أو حزب حاكم. سلطة تحمل واجب فضح المسؤولين عن أي تقصير أو إهمال بحقّ الناس في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى دورها في نشر التوعية بين الناس، حيال تحديات تؤثر على المصلحة العامة. هذا الحق في الحرية، المستمد من المهمّة الصحافية، ليس حكراً فقط على العاملين في وسائل الإعلام، فأولئك لا يمتلكون امتياز الحرية دوناً عن غيرهم، لأن الحرية في التعبير حق إنساني مشترك، يستمده الإنسان من تعاليم الله سبحانه وتعالى في جميع الأديان، وخصوصاً الديانة الإسلامية التي قدّست الحرية المرتبطة بالمسؤولية، والمتبوعة بميزان الثواب والعقاب، وأوضح مثال على ذلك الآية الكريمة: «وقل الحقّ من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر». الحرية في التعبير التي كرّم الله بها الإنسان، اتفق عليها أيضاً واضعو التشريعات الإنسانية المشتركة، أو ما يعرف بالقوانين الوضعية، التي وجدت بين الشعوب أرضية مشتركة من أجل حماية الإنسانية، إذ تنص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن «لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق: حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيّد بالحدود الجغرافية». وتكريماً لهذا الحقّ، احتفل العالم بـ «اليوم العالمي لحرية الصحافة»، واختير 3 مايو مناسبة لإحياء ذكرى اعتماد إعلان «ويندهوك» التاريخي، الذي اتُّفق عليه خلال اجتماع للصحافيين الإفريقيين في ناميبيا عام 1991 بدعم من منظمة (اليونيسكو)ـ من أجل ضمان حرية الصحافة، وتوفير بيئة إعلامية حرّة، ومستقلّة، وقائمة على التعدّدية. هذه التعددية -التي للأسف- باتت تُفسر في كثير من المجتمعات بشكل سلبي، إذ تعددت وسائل الإعلام الممولة من نظام واحد، وتعددت وسائل الإعلام والمنصات التي تخدم الفتن الطائفية، حيث لكلّ طائفة وسيلة إعلامية تُحرّض على طائفة أخرى، كما هو واقع تعدد وسائل الإعلام لخدمة قضية واحدة، ولو كانت غير محقّة. وفي هذه الحالات، التعددية تعكس فقط وجهة نظر واحدة، ولا تخدم التعددية في الآراء ولا الحرية، ولو حاولت الكثير من وسائل الإعلام الظهور بمظهر الحريص على نقل جميع وجهات النظر، وحينها يكون اللعب على قوّة الضيف، والوقت المُتاح له، وكيفية إدارة الحوار، وغيرها الكثير من الأدوات التي يَعرف الصحافيون تماماً كيفية استخدامها! احتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، تحت عنوان: «توازن القوى: الإعلام والعدالة وسيادة القانون...». فيما احتفلتُ أنا، والكثير من الصحافيين العرب، مع قصيدة نزار قباني المُعنونة بـ «يوميات كلب مثقف»، ورددنا معاً أبياته القائلة: «مولاي يا مولاي، لا أريد منك ياقوتاً ولا ذهب، ولا أريد منك أن تلبسني الديباج والقصب، كل الذي أرجوه أن تسمعني لأنني أنقل في قصائدي إليك، جميع أصوات العرب، جميع لعنات العرب. إن كنت يا مولاي لا تحبّ الشعر والصداح، فقل لسيافك أن يمنحني حرية النباح!». إلى الزملاء الصحافيين في كل العالم.. كل حرية تعبير وأنتم خارج السجون!

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...