عدد المقالات 40
في مقال الأسبوع الماضي كتبت عن معايير الجمال الظالمة، وكيف أن الجمال يحصر في قالب محدد الصفات والمعايير من قبل المجتمع والإعلام، ومقال اليوم مبني على المقال السابق. المقارنة السلبية تفتح على المرء باب شر خصوصاً لو كانت هذه المقارنة من نفسه يقارنها بالآخرين، تخيل أن تشاهد أو تتصفح شيئاً يومياً، ويردُ عليك من خلالهما مشاعر وأمور سلبية على هيئتك الخارجية وذاتك، ومن هنا تبدأ محاولات في التغيير، والهرولة للاشيء وكأنك في سباق تحاول أن تصل إلى خط النهاية فتراه سراباً، وهذا ما يحدث في العالم الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي. الحياة المزيفة في مواقع التواصل الاجتماعي، والمعايير العالية بها، تجعل من روادها يصدق الزيف والكذب المبنية عليهما؛ فكل شخص يسلط الأضواء على جميل الأشياء في حياته وقد يبالغ فيها وفي زيفها، ويخفي عنا الأمور السلبية التي تقع ويمر بها في حياته، وهذا ما لا يفهمه متابعو المشاهير الذين يعرضون حياتهم لنا دون أي عيب أو منقصة. على سبيل المثال مقارنة بعض الأشخاص حياتهم بحياة المشاهير المزيفة، فينقم على حاله وحياته، ويستعر من ذاته وواقعه، ويسعى إلى التغيير وأن يكون صورة مقلدة من الآخرين؛ حتى يصل لمستوى حياة المشاهير عالية المعايير، فمثلًا لو كان طالبًا يلح على أهله أو يرهقهم بطلبات كمالية؛ حتى يصبح نسخةً من هؤلاء المشاهير، ومقبولًا في عين المجتمع الذي فرض علينا هذه المعايير والشروط. نشاهد وتمر علينا حالات عديدة من أشخاص خضعوا لعمليات تجميل؛ بسبب تعرضهم للتنمر في وسائل التواصل الاجتماعي؛ وهذا يعود للنظرة الجمالية لدى الناس، ونبذهم والتقليل من أي شخص يخالف شكله هذه النظرة الظالمة. أخيراً، على الإنسان أن يتحلى بثقة عالية بنفسه، وألا يكون هشاً يتأثر لأي نسيم يهُب، والإنسان بخُلقه ليس بخَلقه، وبعقله ليس بشكله، وإذا رأت شخصاً يعيش حياة مثالية فهذا لا يعني أنه لا يمر بمشاكل إنما هذا هو ما أراد أن يريك إياه، وكما قلت سابقاً في مقالي نحن جميلون لأننا مختلفون.
لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...
تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...
هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...
سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء...
أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض...
صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي...
«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...
في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها...
الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ...
مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...
تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...
مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع...