عدد المقالات 301
يختلف اللبنانيون على كلّ شيء وأي شيء، ليس لمجرد الاختلاف، بل لأنهم يعتبرون حرية الرأي والتعبير حقاً وواجباً؛ وبالتالي عندما يعبّر الجميع عن رأيه في أي شيء وكل شيء، من الطبيعي أن تكون كمية الخلاف أكبر. وكما يُقال «اختلاف الآراء رحمة»، رغم إيماني بأنه «لا رأي لمن لا يُطاع»، فقد تعبّر عن رأيك من اليوم وحتى أبد الآبدين، ولا أحد يأخذ به، لا صاحب سلطة ولا صاحب مال ولا صاحب قلم. لكن الأهم أن تعبّر وتقول ما في بالك؛ كي تتجنّب الكبت والقهر والسكري والضغط، وربّما الجلطة، ناهيك عن أمراض القولون العصبي والجهاز الهضمي؛ حيث تأكل الأفكار مصرانك الغليظ وأمعاءك الدقيقة، فقط لأنك لا تستطيع أن تعبّر عنها؛ خوفاً من ذي سلطان، أو عيباً من مجتمع. وإن اختلفنا في لبنان على كلّ شيء، فإننا شعب نتفق على ضرورة التعبير.. هكذا نحن وُلدنا، وهكذا هي جيناتنا، هذا ربّما ما يُبقي بلادنا نضرة، وتشعر بأن شوارعنا تنبض فيها دوماً الحياة رغم كل ما فيها من مشاكل، تشعر أن حجر البيوت ونوافذها تحاورك وتحكي لك قصة هنا وخبرية هناك، لهذا نحن دوماً على قيد الحياة لأننا نعتبر أن الفرق بين الحياة والموت هو الصمت. مؤخراً، اختلف اللبنانيون على وجود رجل الأعمال من أصول لبنانية كارلوس غصن -مدير «نيسان» السابق- في لبنان، وهو الذي «أذهل» السلطات اليابانية وهرب من الإقامة الجبرية في اليابان، ووصل إلى لبنان، رغم ما تمتلكه اليابان من تقنيات متقدمة إلى حدّ الدهشة. اللبنانيون هنا غالباً انشقوا إلى قسمين؛ بعضهم يؤيد حق هذا الرجل في الدفاع عن نفسه وسرد قصته أمام وسائل الإعلام العالمية من بيروت، على اعتبار أنه لم يتمكّن من ذلك في إقامته الجبرية. والبعض الآخر يرى أن استقبال هذه الشخصية في لبنان يعكس الفساد بعينه؛ حيث إنه متهم بمخالفات مالية وعليه أحكام قضائية ومُلاحَق قانونياً، وما إلى ذلك، مع بعض الصور التي نُشرت له مع شخصيات من الكيان الإسرائيلي. بين هذا وذاك، خطرت في بالي مقولة الأجداد والآباء وهي: «اللي مش في بلدك لا لإلك ولا لولدك»، إذ ما زال كبار السنّ يقولون لنا إننا مهما امتلكنا وبنينا وعمّرنا خارج وطننا، فلن يكون كل ذلك لنا، معتمدين بذلك على فرضية أنه لا يُمكنك نقل أرض أو استاد أو مبنى اشتريته، من تلك البلد إلى موطنك، فخلال لحظات قد تصدر هذه الدولة قوانين تحرمك منها بجرّة قلم. فيما يرى الشباب اليوم أنه لا بلد أحقّ عليك من بلد، خير البلاد ما حملك! وهنا، تتناقض الظاهرتان؛ العولمة حيث العالم عبارة عن قرية صغيرة، يمكنك التنقل والعيش في أي بلد ما دامت أموالك وشهادتك وخبرتك معك، وأنك تنتج للبشرية جمعاء أينما كنت وأينما حللت، وبين نظرية الهوية الوطنية التي تقول إن الإنتاج خارج وطنك لن يُغنيك يوماً عن وطنك، وعليه تردّد بسرّك: «بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي إن ضنّوا عليّ كرام». بين هذه الفكرة وتلك، يبقى للإنسان حق التعبير عن قصّته وحقّ الكلام وحق الرأي. ومن يدّعي غير ذلك فهو ضعيف، ومن لا يحتمل رأياً مخالفاً هلاكه واقع لا محالة. عبّروا.. فالأحياء ينطقون والأموات هم الساكتون!
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...