عدد المقالات 301
المتابعة بصمت، وقراءة التغريدات والمقالات والآراء، دون مشاركة وتفاعل، تلك هي الوصفة الآمنة، والدواء الناجع للكتّاب، ولا سيّما النسوة -وأعني بذلك الكاتبات- ممنّ هنّ غير محسوبات على زعيم هنا ورئيس هناك، وممّن ما زلنَ يؤمنّ بأن الصحافة هي سلطة رابعة، وهي مهمّة البحث عن الحقيقة، وليس النفاق والتطبيل، كما أنها ليست أيضاً مهمّة للقذف والتجريح والافتراء والتضليل. وبما أنه ليست هناك حقيقة مطلقة في هذا الكون، فإن الكثيرين من المحيطين بنا ينصحوننا بالاهتمام بقضايا الأسرة، والتربية، والطبخ، وعالم الأزياء، على أساس أن هذه المجالات هي أشبه بالمناطق المحايدة والممّرات الآمنة التي يُنصح بالبقاء فيها. وينطلق هؤلاء من خوفهم علينا من الانغماس في ميدان التعبير عن الآراء، حرصاً على مشاعرنا الرقيقة. فالمرأة -من وجهة نظرهم- كتلة مشاعر متنقلّة غير قادرة على التعامل مع الأزمات النفسية التي قد تسببها آراء جارحة، وعلى أساس أيضاً أننا كائنات لا يحتملنَ مواجهة جهلة، ينعتونا بمصطلحات غير لائقة، لمجرد أننا إناث تجرأن على التطاول على آراء «السيد الذكر»، والذي ينزعج مّمن يكشف ضعف حجّته، فيُحوّل الحوار من المنطق الأكاديمي الفكري إلى منطق «الشوارع»، حيث التهديد والوعيد. وفي أرقى الأحوال ينتقل إلى تأديب الأنثى التي خالفته الرأي والدعاء لها بـ «السُترة»! نصيحة الكتابة بالألوان الوردية والأواني الفضية، ليست حرصاً على مشاعرنا، وإنما من باب النظر إلينا كتضاريس أنثوية بحتة، خالية من العقل، إذ وجب على هذا العقل الذي نحمله أن يُستثمر فقط في ابتكار الجديد من فنون إرضاء المجتمع، ولو كان على خطأ، وفنون إرضاء صاحب «السُترة» الذي لا يحبّ وجع الرأس -وأؤيده الرأي- إذ لا ينقصه وجود نشرة أخبار متنقلة في منزله الزوجي، ولا تنقصه «فلسفة» من زوجته، تكفيه فلسفة مديريه ورؤسائه في العمل. من غير الحكمة إضاءة شمعة في مكان قابل للاشتعال، ومن الجنون إضاءة القلوب والعقول في مجتمعات كفيفة. «أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُون لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ». (الحج).
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...