


عدد المقالات 115
لم أفرح مطلقاً بقرار القصف الأميركي على سوريا، لكنه الخيار الأصعب والحل النهائي لتخليص بلاد الياسمين من رائحة الموت والدماء التي اقتربت من عامها الثالث، والعالم كله يلوم الدول العظمى والمجتمع الدولي لعدم تدخله، وعندما حانت ساعة الصفر، بدأ الناس يلومون أميركا ويكيلون لها الشتائم كعادة الشعوب العربية. سنكمل ثلاثة أعوام ونحن كل يوم نموت مع الشعب السوري، رائحة الدماء أزكمتنا وصور موتى الكيماوي خنقتنا، وبغض النظرعن نظرية المؤامرة التي لا تبرح عن ذهن أي منا، إلا أننا في هذه الحالة مجبرون على الانقياد وتجاهلها، فنتائج الضربة هي زوال بشار الأسد وزبانيته، أما نتائج الضربات اليومية على كل مناطق سوريا فهي موت الناس والأطفال والنساء وكل الأبرياء الذين أعيتنا مناظرهم، وما زلت متأكدة أن الخافي في الداخل السوري أعظم مما نراه على الشاشات أو نقرؤه على الصفحات. صديقتي رزان نعيم مغربي، وهي روائية من ليبيا، سردت تجاربها أيام قصف حلف الناتو الذي استهدف معمر القذافي، كتبت في محاولة منها لشد أزر من هو خائف أن تصيب الضربات المدنيين والأبرياء، تقول رزان على صفحتها في فيس بوك: «بعيداً عن أي اختلاف في الرأي بين من سيكون مع التدخل العسكري ومن هو ضده، سوف يعرف الشعب السوري الفرق بين قصف الناتو للمواقع المستهدفة، والقصف العشوائي الذي كان يقوم به النظام السوري طيلة الأعوام الماضية، سوف يستدعي المشهد بعد يوم واحد من القصف اهتمام الجميع وسيخرج السكان لمشاهدة الصواريخ المبرمجة ودقة إصابتها للأهداف، وكيف أنه قبل القصف سيكون هناك إعلان للناس بكافة الطرق وتعليمهم الابتعاد عن أماكن القصف». رزان عندما تتحدث فهذا عن تجربة شخصية، عاشتها بكل آلامها إلى أن أتت ساعة الفرج بخلاص شعبها من القذافي ونظامه. وهذا ما ينتظره السوريون وننتظره جميعاً أن ينتهي هذا المجرم الجاثم على الإنسانية بكل معانيها، فما فعله ضد شعبه من مجازر لم يفعله ألد الأعداء في خصومهم. في نظري أن الضربة العسكرية ليست هي ما تخيفنا كعرب، إنما ما بعد الضربة والحسابات الطويلة التي نجمعها ونطرحها عن أوضاع سوريا ما بعد الأزمة هي التي تبعث على القلق، مع أنها قد تكون الدولة الوحيدة التي مهما كان البديل للأسد فيها فسيظل أفضل منه، ولعلها تأخذ الدروس والعِبر مما حصل في الدول العربية الأخرى، وأن لا يستلم قيادتها إلا من هو قادر على إعادتها من جديد. سنوات مضت، والشعب السوري يئن من أبشع أشكال الموت، أما المجتمع الدولي فهو في سُبات عميق وكأن موت هذا الشعب لا يعنيه، في حين يأتي التحرّك الملموس بعد القصف الكيماوي على غوطة دمشق، مما يرمز إلى أن الموت بالرصاص والصواريخ مسموح في أعراف المجتمع الدولي، أمر فعلاً يدعو إلى التعجّب والتساؤل؟ أما الأكثر إيلاماً فهو مصيرنا الذي يقع تحت وطأة الدول الغربية وقراراتها!
أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...
القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...
أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...
انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...
في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...
المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...
ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...
قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...
حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...
ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...
ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...
عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...