


عدد المقالات 115
عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال يثير تعجّب وتساؤل كثيرين، هو وجود نساء -ولأكون دقيقة في تسميتهن (حريم)- هنّ من يسعين إلى حماية حصون الذكورية، ومحاربة المرأة من كل صوت واتجاه، فنراها ترفع صوتها عالياً: «لا للحقوق.. لا للإنسانية» في شعور ينضح بالذكورية، والتي كما وصفتها في مقالات سابقة لا تختص بالذكور فقط، فهناك (حريم) ذكوريات أكثر من الذكور أنفسهم! إن هؤلاء الحريم عشن حياتهن على خط الاستعباد، واستمتعن بالرق وخُيّل لهن أنه (أنوثة) ويحكي واقعها أنها أقل مرتبة في نظر أي رجل، بما فيهم من يتوافق مع أفكارها، فليس لها إلا الاحتقار على كل حال، فمن سيحترم امرأة (حرمة) احتقرت نفسها وأهانتها تحت وطأة العبودية والذل؟ مع العلم أن هذه الفئة لا تشعر بالعبودية، بل تستمتع بها وتعتقد أنها نهج سماوي مفروض وواجب عليها، وتراه دورها في الحياة، في مزجٍ غير واضح أمام مخيلتها لدورها الحقيقي كسيدة مسلمة، وبين دورها كجارية تستمتع بعيشها في أقاصي «الحرملك» لتكون مجرد أداة تطورت في زمننا الحاضر من المتعة لدور أكبر، ولتكون حاضرة في أدوار عديدة، كناشطة ضد حقوق النساء، أو ناشطة في عمليات الإرهاب وحِراك القاعدة، وغير هذا من تطورات في أدوارها ما بين الماضي والحاضر. الرجل الذي يُحارب المرأة وحقوقها، هو رجل ربته امرأة غارقة في الفكر الذكوري، مذ أنجبته وهي تراه أرفع منها درجة، وهذا من عقبات التفسيرات الفقهية الخاطئة للآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية التي أتت في هذا السياق، ربته هذه المرأة لتستمتع بوصوله إلى سن يحمل فيه سيفه عليها وعلى المرأة، تضحك وتفرح وتتباهى بذكوريته، لأنه أرفع منها قدراً.. وبهذا تحوّل هذا الكائن إلى أقذع درجات الخسة والحقارة في حربه المشروعة –كما يراها- ضد شريكته، عفواً هو لا يراها شريكة إلا في المتعة وفي مساحة لا تتجاوز أكثر من محيط غرفة النوم والمطبخ. هكذا ربيّن النساء الذكوريات أجيالاً ممسوخة من الإنسانية ومن الشعور بأن في هذا الكون شريكاً له ما له وعليه ما عليه، وهو يعود بهذه الإسقاطات إلى حالة الجاهلية الأولى، وكما ذكرت أوراق التاريخ أن من أسباب رفض مشركي قريش دعوة محمد -عليه السلام- هو أن دينه يساوي بين المرأة والرجل، وهذا مرفوض لديهم، لأنها ليست أكثر من (جارية)، وها هن الجواري ما زلن يعشن بيننا، ويستمتعن بكافة أشكال المهانة ما بين المسيار والمسفار، وطلب العون، والجلوس في المقعد الخلفي لذكر يدير حياتها، لأنها تربّت على هذا الدور الممجوج فزرعت أفكارها في بناتها وأبنائها، فليس هناك فرق بين أنثى وذكر كلاهما بفكر ذكوري، لكن المؤلم أن تحمل امرأة هذا الفكر وتستخدمه سلاحاً تُحارب به بنات جلدتها.. فقط لأنها عاشت مقموعة فتريد هذا للأخريات، لأن المرأة الحرة تؤلمها، وكلما نادت بحقها زاد وجع المقموعات!
أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...
القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...
أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...
انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...
في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...
المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...
ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...
قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...
حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...
ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...
ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...
قبل عامين فقط، قررت الأمم المتحدة أن يكون هذا اليوم 11 أكتوبر يوماً دولياً للطفلة، وذلك للتذكير بحق الفتيات في التعليم، كونه واجباً أخلاقياً، وضمان استيفاء الفتيات مراحلهن التعليمية، مع التركيز على مرحلة التعليم الثانوي...