عدد المقالات 115
ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه العقوبات في إصلاح الفرد من جهة، ولتخفيض الأعباء الاقتصادية على الحكومات من جهة ثانية. أرى أن الحاجة إلى العقوبات البديلة باتت ملحة مع ازدياد معدل الجريمة أو الجنحة، خصوصاً بين فئة الشباب، حيث نجد في الغالب أن بعض الأحكام الصادرة تكون قاسية في حقهم، وقد يضيع عمر الشاب داخل السجن فلم يعد لديه شيء يخسره، وبهذا قد نخلق مجرماً أكثر دهاء وعُمقاً في جريمته عن سابقتها التي قد لا تتجاوز كونها جُنحة. لدينا في السعودية قام قضاة بتطبيق هذه العقوبات في نوعية معينة من القضايا، وقد أخذت ردود أفعال إيجابية من عناصر مجتمعية بين مختلف الفئات، إلا أن النظام لا يعتبر معمماً كجزء من القوانين التي تنص عليها العقوبات في معظم الدول العربية، وهنا الحاجة إلى فكرة نشر هذه الثقافة والتوعية بأهميتها في أرجاء ساحات العدل. وتعود فكرة العقوبات البديلة إلى بدايات أيام الدولة الإسلامية، وتلك الحادثة الشهيرة عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما عاقب بالغرامة أبناء عبد الرحمن بن حاطب بعد قيامهم بسرقة ناقة. فقال عمر لعبد الرحمن: "أما والله لولا أني أظن أنكم تستعملونهم وتجيعونهم حتى لو أن أحدهم يجد ما حرم الله عليه لأكله لقطعت أيديهم. ولكن والله إذ تركتهم لأغرمنك غرامة توجعك".. وسأل الخطاب صاحب الناقة عن ثمنها وأمر ابن حاطب بدفعها. هذه القصة ليست الوحيدة لكنها من أهم ما ورد في الأثر الإسلامي في تطبيق العقوبات البديلة، فلم يشأ رضي الله عنه أن يقطع أيدي أبناء عبد الرحمن بن حاطب، فيخلق في مجتمعه أشخاصاً بإعاقة قد يكونون عالة على ذلك المجتمع، فوجد أن الغرامة المالية فيها تحقيق للعدل، وفيها ما يوجع بالعقوبة. قد تختلف الأزمان ما بين الماضي والحاضر، وحاجات كل زمن مما يجعل هناك اختلافاً في أشكال وأنواع العقوبات البديلة، ولعلي هنا أقترح ما يستهدف الشباب بالعقوبة مع تغيير –بعض- الأفكار والثقافات المسيطرة، والتي ترتكز على النظرة الدونية للعمالة ودورها الكبير والمهم، مع ذلك ما زالت النظرة قاصرة تجاههم، لذا فإن أفضل العقوبات تكون في تمثيل أدوار العمالة وأخذ مكانهم لأيام أو أشهر في تنظيف دورات المياه والشوارع والمساجد، وغيرها من الأماكن العامة، وهذا غير كونه عقوبة وغير كونه سيغير من النظرة الدونية للعمالة عندما يكون هؤلاء الشباب مكانهم، بل سيساهم في نشر ثقافة الاهتمام بالأماكن ورعايتها وعدم الاستهتار في قلة النظافة، وهذا وعي ينقص مجتمعاتنا ونحتاجه، ونحتاج تفعيله والتذكير به على وجه الدوام. العقوبات ليست بالضرورة تكون قاسية لتؤثر على الشخص المراد عقابه، بل إن هناك عقوبات بديلة قد تكون أقل قسوة وأعمق تأثيراً! ? www.salmogren.net
أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...
القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...
أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...
انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...
في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...
المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...
ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...
قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...
حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...
ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...
عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...
قبل عامين فقط، قررت الأمم المتحدة أن يكون هذا اليوم 11 أكتوبر يوماً دولياً للطفلة، وذلك للتذكير بحق الفتيات في التعليم، كونه واجباً أخلاقياً، وضمان استيفاء الفتيات مراحلهن التعليمية، مع التركيز على مرحلة التعليم الثانوي...