alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

عشتم وعاشت الأمة اللبنانية!

30 مارس 2017 , 02:16ص

باشرت بريطانيا أمس في عملية بريكست التاريخية للانفصال التام عن الاتحاد الأوروبي الذي من المقرر أن يحدث رسميا في ربيع عام 2019. ومن هنا نعيد إلى الأذهان الحلم اللبناني بالانفصال عن «الاتحاد العربي» الافتراضي، وعن القومية العربية التي لم تجرّ إلى وطننا سوى الخراب باسم القضية العربية، ولم تأت إلا بهجرة اللبنانيين إلى إفريقيا وأميركا وكندا، والأقل حظا من سافر إلى دول العالم العربي الشقيق الذين يدفعون ثمن تصفية الحسابات بين الأنظمة عند الأزمات السياسية والدبلوماسية. فهل يمكن أن يشهد لبنان يوما ما «بريكست» بالانفصال عن الدول العربية، وإعلانه دولة محايدة كسويسرا، نتحدث فيها لغات متعددة من العربية والفرنسية، والإنجليزية، والأرمنية، ونعلن فيها انتماءنا إلى القومية اللبنانية المستقلة تماما عن العقائد المذهبية عربية كانت أم فارسية. العاقلون يعتبرون أن هذا السيناريو مستحيل؛ بما أن لبنان يقع جغرافيا في محيط عربي، وأننا شعب يتحدث اللغة العربية، وأنه تربطنا جذور تاريخية في هذه البقعة الجغرافية، وأغلبنا ينتمي إلى قبائل منتشرة في الجزيرة العربية. يوافقهم الرأي الراسخون في التاريخ ومن يقولون آمنا به، إذ شهد لبنان عقب الحرب العالمية الثانية صراعا حول الهوية، حيث انقسم اللبنانيون بين مؤيد لـ «الفرنجة» والبقاء في ظل الأم الحنون وهي فرنسا، وبين مؤيد للقومية العربية بزعامة سوريا والالتحاق بمشروع سوريا الكبرى. وانتهى آنذاك الخلاف بميثاق وطني ضبابي نص على أن لبنان «ذو وجه عربي»، ليأتي بعد ذلك اتفاق الطائف عقب الحرب الأهلية الدامية، ويحسم هوية لبنان في التسعينيات بنص دستوري ملزم ينص على أن «لبنان بلد عربي الهوية والانتماء». منذ ذلك الوقت دخلت الهوية الفينيقية اللبنانية في غيبوبة، وبقي أصحاب هذه العقيدة يشعرون أنهم أقرب إلى أوروبا -في العادات والتقاليد والملبس والمسكن والمأكل والثقافة- وهم اليوم تائهون بين الحسابات السياسية. هؤلاء سيكون لهم الدور الحاسم في عملية التقسيم الآتية إلى المنطقة لا محالة، إذ سيكون على اللبنانيين الاختيار بين البقاء معا كشعب واحد في دولة واحدة علمانية بعيدة عن أي صراعات سياسية شرط أن توقع سلاما مع إسرائيل، وإما أن يفتت هذا الشعب ويوزع على دويلات كل بحسب مذهبه وطائفته. الأمل موجود اليوم بإطلاق عملية تعليمية تربوية متكاملة لتعزيز الهوية اللبنانية في مواجهة الشمولية الحالية التي لن تعود بالخير على بلدنا الحبيب، والعبرة في النوايا. عشتم وعاشت الأمة اللبنانية.

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...