


عدد المقالات 35
طبقاً لقاعدة «الفك والتركيب» فإن آخر شيء يتم فكه هو أول شيء يتم تركيبه ولأن آخر ما تم فكه في مصر هو «الدستور» لذلك كان من الواجب أن نبدأ بالدستور فلا أحد يقيم «عمارة» بناءً على «مقبض باب» عثر عليه. ومن زمان وهناك محاولات لتفكيك الدولة المصرية الصامدة مرة بـ «العرض» بخلق صراع بين طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء ومرة بـ «الطول» بخلق صراع بين المسلمين والمسيحيين أبناء الوطن الواحد ومرة بـ «القطعة» عن طريق توريث المهن حتى يتحول الوطن إلى قطع متنافرة لا يدخلها الغرباء، والآن وأثناء محاولات تركيب الدولة هناك محاولات أخرى لتفكيك الدولة بأسلوب نفساني مستحدث خطير، هو استخدام نظرية تنازع الولاء وهو أمر خطير جداً يقرب النموذج المصري من نماذج سوريا وليبيا واليمن -مع عظيم الأسف- وهذه النظرية الجديدة الخطيرة تحتاج إلى شرح نوجزه فيما يلى: نحن نشاهد «دعاء الكروان» لكننا لا نسمع «دعاء المظلوم» وبناء على خبرة ليلية لا أحد يهتم بصلة الدم مثل الناموس الذي يحاصرني والشخص الذي قال لا تبكي على اللبن «المسكوب» عاد وبكى على الدم «المهدور» فكل شيء في هذا البلد المنكوب قابل الآن للاشتعال إلا الكبريت وجرب بنفسك.. وصدقني أنا زهقت وأفكر أن أتناول أسماكاً فاسدة عند حماتي لأورطها لكنني أخشى أن يعدموا الأسماك ويتركوها فقد عرفنا ازدواجية المعايير (أميركا في مجلس الأمن) وازدواجية السلوك (أحمد عبدالجواد في قصر الشوق) ونشهد الآن ظاهرة خطيرة هي «ازدواجية الولاء» وازدواجية الولاء قد تحركها المصالح المرسلة (الجاسوس) أو تحركها العواطف المركبة (المواطن) فالجاسوس حائر بين دولتين (الوطن والأجنبي) والمواطن حائر بين امرأتين (أمه وزوجته) ونموذج لتنازع الولاء بنقاء وصفاء وحسن نية شباب الإخوان الذين تمردوا وائتلاف الشرطة الذين اعتصموا.. وأظن بعد فشل الفتن الطائفية أن هناك تفكيراً غربياً وتمويلاً عربياً لاستغلال طول فترة شد الحبل بين القوى السياسية لتفكيك الأمة بنظرية تنازع الولاء لعله يصيب مؤسسات الدولة وقدس الأقداس.. ومن الآخر، أنا ضد حمل أي ضابط متمرد على الأعناق فهذه بداية النهاية والمسمار الأول في نعش الوطن ويهدد تماسك المؤسسات.. ضابط جيش محمول في ميدان التحرير وضابط شرطة محمول في ميدان العباسية والمنظر لا ينقصه إلا ضابط من الناتو أو القوات الدولية ثم نأكل جميعاً أسماكاً فاسدة.. بعد نصف قرن لن نكون موجودين جميعاً (عدا مبارك طبعاً) وسوف يحاسبنا التاريخ على سلوكنا أثناء الثورة وعندما يرفض المجلس العسكري تلبية بعض المطالب أكاد أسمع «فتحي سرور» وهو يقول (المجلس سيد قراره) وبين مرحلة حرق دور العبادة ومرحلة حرق أقسام الشرطة تم التجديد في هدوء «للعقدة» محافظ البنك المركزي الذي أحرق الاحتياطي النقدي لنتأكد أن في البلد ألف منشار.. حمانا الله وحمى مؤسسات مصر من نظرية تنازع الولاء ولأن «المجلس» سيد قراره و «الثريد» سيد الأطعمة لذلك مصر تناديني لكنني سوف ألبي دعوة حماتي.. ونلتقي في الأسبوع المقبل عند الساقية المهجورة.
مدينة «بورسعيد» الواقعة على البحر المتوسط شمال شرق القاهرة نطلق عليها «المدينة الحرة» لأنها تعرضت لعدوان إنجليزى- فرنسى- إسرائيلي وقاومته، ثم حولناها إلى «مدينة حرة» بالمعنى الاقتصادي مثل «هونغ كونغ»؛ فتحولت المدينة من رمز للنضال...
تتأثر الشعوب بعضها ببعض وتنقل تجارب الآخرين وتستفيد منها لكن لكل شيء حدودا وحتى الصبر -على رأى أم كلثوم- له حدود فمن الطبيعي أن ينقل البعض من لبنان الشقيق الفن والغناء والسينما والمسرح ولا مانع...
زمان سألوا أحد الفنانين «ما الفرق بين القضاء والقدر وبين المصيبة؟» فقال «القضاء والقدر أن تسير حماتي على الساحل فتسقط في البحر لتغرق، لكن المصيبة هي أن تعود مرة أخرى».. فنحن نقبل بالقضاء والقدر لأنه...
يقال إن التاريخ يعيد نفسه مرة على صورة «مأساة» ومرة على صورة «ملهاة»، مرة على شكل «ثائر» ومرة على شكل «طاغية»، وقد حدث ذلك في كل الثورات.. يا بخت الحمير في هذا البلد فعندنا (80)...
نؤكد مرة أخرى على خطورة هذا الموضوع وضرورة وضعه موضع الاعتبار وكلاكيت ثالث مرة لعل البعض يتعظ فبعد أن تخلصنا بثورة يناير 2011 من «توريث السلطة» تجري الآن على قدم وساق عملية «تقسيم السلطة» والغالب...
فرق شاسع بين الحقيقة والخيال، وبين الأصل والصورة وقد حاول كثير من المطربين أن يقلدوا العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ» فلم يأخذوا منه «الطرب»، ولكن أخذوا منه مرض «البلهاريسيا» وظهرت العشرات من لوحات «الجيوكندا» المزيفة، ولكن...
لا يظهر «السمان» إلا قرب الخريف، ولا يظهر «النورس» إلا قرب السواحل، ولا تظهر «الفوضى» إلا بعد الثورات، وعلى قدر الأحلام التي لم تتحقق تكون الإحباطات، فهل هناك تغيير حقيقي حدث في مصر أم تمت...
صعود التيار الديني في العالم العربي سلاح ذو حدين فقد يقدم النموذج المحتمل صورة مضيئة للسياسة وللدين وقد يؤدي الخلط بينهما إلى اختلال الموازين.. ولعلنا في هذا الوقت العصيب الذي نتطلع فيه إلى المستقبل المشرق...
في الأسبوع الماضي حدثت في مصر واقعة غريبة؛ إذ ظهر المهندس «عبدالمنعم الشحات» المتحدث الرسمي باسم الجماعة السلفية في مصر في وسائل الإعلام فجأة ليهاجم المرحوم الأديب الكبير «نجيب محفوظ» ويقول إن رواياته فسق وفجور...
نحن شعوب لا تفضل العقل النقدي ولا ترى الحقيقة مجردة وتتأرجح بين التهوين والتهويل وبين التضخيم والتصغير، وقد غنينا أجمل الأغاني لأدهم الشرقاوي، وصنعنا له مسرحيات وأوبريتات وأفلاماً، بينما كان الرجل مجرد لص وقاطع طريق،...
نتحدث اليوم عن جوهر الصراع الحادث في مصر فهناك أسباب ظاهرة وأسباب خفية فهناك دائماً نور على الطريق اسمه «عين القطة» وقد دخل «بيكاسو» المرحلة الزرقاء الكئيبة بسبب موت صديقه ثم دخل المرحلة الوردية المبهجة...
طوال نصف قرن لم تنجح أصوات المصريين في الداخل في الحصول على برلمان حقيقي فهل تنجح أصوات المصريين في الخارج في ذلك؟ فإذا كانت الصناديق في الداخل وتحت إشراف القضاة لم تفلح فهل تفلح الصناديق...