


عدد المقالات 35
مدينة «بورسعيد» الواقعة على البحر المتوسط شمال شرق القاهرة نطلق عليها «المدينة الحرة» لأنها تعرضت لعدوان إنجليزى- فرنسى- إسرائيلي وقاومته، ثم حولناها إلى «مدينة حرة» بالمعنى الاقتصادي مثل «هونغ كونغ»؛ فتحولت المدينة من رمز للنضال إلى مركز للتهريب وتغيرت التركيبة السكانية والنفسية وزاد فيها صراع الحيتان (رجال الأعمال) وزادت معاناة الأسماك الصغيرة.. وبعد المذبحة التي حدثت هناك من جمهور النادي المصري ضد جمهور النادي الأهلي قلت في نفسي إن تاريخ مصر الحديث بدأ بـ «مذبحة المماليك» لينفرد «محمد علي» بالحكم وانتهى بـ «مذبحة الجماهير» لينفرد «البلطجية» بالساحة وامتنعت 72 ساعة عن الكتابة حداداً كما أمرت الحكومة ونكَّست «القلم» وتأملت حتى أفهم. وعندما فهمت بكيت دون قنابل مسيلة للدموع.. فمن هو الظالم الذي حوَّل مدينة حاربت ثلاث دول من أجل الوطن إلى مدينة تحارب من أجل ثلاث نقاط في الدوري الكروي.. فمن الجاني ومن الذي شوَّه المجتمع وغيَّب الوعي وضيَّع العقول وأفهمنا أن الديكتاتورية هي أن نسرق البنوك في السر والديمقراطية هي أن نسرق البنوك في العلن، وأن الديكتاتورية تبيع مؤسسات الدولة لكن الديمقراطية تحرقها، فبعد حرق كنائس الأقباط اتجهنا إلى حرق أقسام الشرطة وكأنه يلزمنا الآن «رئيس» من رجال المطافئ.. وإذا كان المواطن العادي يعيش على الأوكسجين فإن الدول المتخلفة تعيش على قنابل الدخان. وتستمر الفوضى حتى لا يطير الدخان والمستخبي يبان.. لذلك نبحث عن المؤامرة الصغرى في الشوارع والملاعب وننسى المؤامرة الكبرى على الوطن.. من الذي يعيق تطوير العلم والتعليم والإعلام في مصر؟ من الذي يزرع الكراهية والتعصب في المجتمع؟ من الذي خلط الاقتصاد بالسياسة ليبيع القطاع العام ويحصل على «مكاسب»؟ ومن الذي خلط الدين بالسياسة ليشتري الرأي العام ويحصل على «مناصب»؟ ولماذا خلطوا الرياضة بالسياسة لتحدث «المصائب»؟ فعرفنا القتل النوعي على الهوية الاقتصادية (الفقراء)، وعلى الهوية الدينية (الأقباط)، وعلى الهوية الرياضية (الأهلاوية).. من الذي جعل علاقاتنا الخارجية عن طريق الجماعات والجمعيات وليس عن طريق السفارات؟ ولماذا تحمي الشرطة الحدود بسبب الاتفاقية وينظم الجيش المرور بسبب الثورة؟ وهل بعد التلاعب في الأنظمة سيتم التلاعب في هذه الحدود؟ والشعب استدعى السيد المشير للتصرف وفوجئنا بعد عام بالسيد المشير يستدعي الشعب للتصرف! فإذا كان الشعب يستدعي المشير والمشير يستدعي الشعب، فإن ما يحدث ليس ولادة فارس أو زعيم لكنه مخاض مستبد وطني أو محتل أجنبي.. في هذه الأيام إذا أردت أن تبرئ متهماً شكل له محكمة وإذا أردت أن تخفي الحقيقة شكل لها لجنة وإذا أردت أن تضيع شعباً اشغله بغياب أنبوبة البوتاجاز وغياب البنزين.. ثم غيِّب عقله واخلط السياسة بالاقتصاد بالدين بالرياضة بحلم ميدان التحرير وفيلم شارع الهرم ومباريات كرة القدم ليتحول الوطن إلى رغيف «حواوشي» حيث يختلط اللحم بالبصل والثوم والطماطم.. وعلى مائدة الطعام يشبع الجميع لكن على مائدة القمار يخسر الجميع.. فانتبهوا أيها السادة.
تتأثر الشعوب بعضها ببعض وتنقل تجارب الآخرين وتستفيد منها لكن لكل شيء حدودا وحتى الصبر -على رأى أم كلثوم- له حدود فمن الطبيعي أن ينقل البعض من لبنان الشقيق الفن والغناء والسينما والمسرح ولا مانع...
زمان سألوا أحد الفنانين «ما الفرق بين القضاء والقدر وبين المصيبة؟» فقال «القضاء والقدر أن تسير حماتي على الساحل فتسقط في البحر لتغرق، لكن المصيبة هي أن تعود مرة أخرى».. فنحن نقبل بالقضاء والقدر لأنه...
يقال إن التاريخ يعيد نفسه مرة على صورة «مأساة» ومرة على صورة «ملهاة»، مرة على شكل «ثائر» ومرة على شكل «طاغية»، وقد حدث ذلك في كل الثورات.. يا بخت الحمير في هذا البلد فعندنا (80)...
نؤكد مرة أخرى على خطورة هذا الموضوع وضرورة وضعه موضع الاعتبار وكلاكيت ثالث مرة لعل البعض يتعظ فبعد أن تخلصنا بثورة يناير 2011 من «توريث السلطة» تجري الآن على قدم وساق عملية «تقسيم السلطة» والغالب...
فرق شاسع بين الحقيقة والخيال، وبين الأصل والصورة وقد حاول كثير من المطربين أن يقلدوا العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ» فلم يأخذوا منه «الطرب»، ولكن أخذوا منه مرض «البلهاريسيا» وظهرت العشرات من لوحات «الجيوكندا» المزيفة، ولكن...
لا يظهر «السمان» إلا قرب الخريف، ولا يظهر «النورس» إلا قرب السواحل، ولا تظهر «الفوضى» إلا بعد الثورات، وعلى قدر الأحلام التي لم تتحقق تكون الإحباطات، فهل هناك تغيير حقيقي حدث في مصر أم تمت...
صعود التيار الديني في العالم العربي سلاح ذو حدين فقد يقدم النموذج المحتمل صورة مضيئة للسياسة وللدين وقد يؤدي الخلط بينهما إلى اختلال الموازين.. ولعلنا في هذا الوقت العصيب الذي نتطلع فيه إلى المستقبل المشرق...
في الأسبوع الماضي حدثت في مصر واقعة غريبة؛ إذ ظهر المهندس «عبدالمنعم الشحات» المتحدث الرسمي باسم الجماعة السلفية في مصر في وسائل الإعلام فجأة ليهاجم المرحوم الأديب الكبير «نجيب محفوظ» ويقول إن رواياته فسق وفجور...
نحن شعوب لا تفضل العقل النقدي ولا ترى الحقيقة مجردة وتتأرجح بين التهوين والتهويل وبين التضخيم والتصغير، وقد غنينا أجمل الأغاني لأدهم الشرقاوي، وصنعنا له مسرحيات وأوبريتات وأفلاماً، بينما كان الرجل مجرد لص وقاطع طريق،...
طبقاً لقاعدة «الفك والتركيب» فإن آخر شيء يتم فكه هو أول شيء يتم تركيبه ولأن آخر ما تم فكه في مصر هو «الدستور» لذلك كان من الواجب أن نبدأ بالدستور فلا أحد يقيم «عمارة» بناءً...
نتحدث اليوم عن جوهر الصراع الحادث في مصر فهناك أسباب ظاهرة وأسباب خفية فهناك دائماً نور على الطريق اسمه «عين القطة» وقد دخل «بيكاسو» المرحلة الزرقاء الكئيبة بسبب موت صديقه ثم دخل المرحلة الوردية المبهجة...
طوال نصف قرن لم تنجح أصوات المصريين في الداخل في الحصول على برلمان حقيقي فهل تنجح أصوات المصريين في الخارج في ذلك؟ فإذا كانت الصناديق في الداخل وتحت إشراف القضاة لم تفلح فهل تفلح الصناديق...