


عدد المقالات 35
نتحدث اليوم عن جوهر الصراع الحادث في مصر فهناك أسباب ظاهرة وأسباب خفية فهناك دائماً نور على الطريق اسمه «عين القطة» وقد دخل «بيكاسو» المرحلة الزرقاء الكئيبة بسبب موت صديقه ثم دخل المرحلة الوردية المبهجة بسبب لقاء حبيبة لكنه لم يدخل المرحلة الانتقالية ولم يرسمها بحجة أنها لوحة مسروقة مثل لوحة الخشخاش التي كان يسرقها اللص ليستخرج منها «الأفيون». والدول من «تأسيس» الشعوب لكن مصر دولة بوليسية من «تأليف» أجاثا كريستى. وأنا أعتبر أن المواد الخاصة بالجيش في وثيقة السلمي «مطالب فئوية» ليس مكانها الدساتير ومع ذلك أرى أن مطالبة «المتشددين» بتسليم السلطة في أبريل بعد أن يحصلوا على الأغلبية معناه تسليم الوطن لهم ليتصرفوا بمعرفتهم مع طائرات حلف الأطلنطي والشعب يريد إسقاط «القنابل». النظام السابق حوّل مصر من مفتاح المنطقة إلى «طفاشة لصوص»، والنظام المقبل يريد أن يحولها إلى «حضانة إرهابيين» ومسكين شعب مصر يتم سرقته بالقانون ويتم إرهابه بالدستور، فعندنا كثيرون يقولون «حرام» لكن لا أحد يقول «عيب»، ويا بخت الديناصورات انقرضت من زمان وارتاحت مثلما انقرض الرجال. وسوف تظل مصر بلداً مغلقاً للصلاة لكن مفتوحاً للسرقة ما دام نصف شعبها أميا ويبدو أن السماء قررت أن تحكم في أحداث «ماسبيرو» بعد أن تخاذل أهل الأرض لكن ما هو جوهر الصراع الموجود الآن في مصر؟ يقال في بحري أن ثلاثة «خيّالة» دخلوا «السيّالة»: «اقتصاد عسكري» و «اقتصاد ديني» و «اقتصاد مدني» والثلاثة يشتغلونها «الطابية والفيل والحصان» ويتم التضحية بنا نحن «البيادق» دفاعاً عنهم مرة باسم القومية ومرة باسم الوطنية ومرة باسم الدين بينما الدنيا مصالح حكومية وقلبي مساكن شعبية. وأنا وأنت في «القواعد» ننتمي إلى «المفرد العاقل» لكنهم ينتمون إلى «الأسماء الخمسة» التي آخرها «ذو مال» والتي تحولت بعد التعديلات النحوية إلى «ذو مال وفيلا وحتة أرض» ونصيحة من «بيدق» مثلك لا تظن أن «الهرش ليلاً» حراك سياسي لكنه صراع مصالح. ورجاء إذا حصل لي حاجة في نصف المقال وأنا أستمع إلى أغنية «أول مرة تحب يا قلبي» أن توصل «المحفظة» إلى أهلي وتأخذ أنت البطاقة لتنتخب نيابة عني واعلم أن السكرتير العام للأمم المتحدة «بان كي مون» لو حضر بنفسه لمراقبة الانتخابات المصرية سوف يعود إلى «نيويورك» ويقدم إلى مجلس الأمن بدل التقرير مبايعة بالدم. وقد تسألني حضرتك بصفتك «بيدقا» مثلى (أين لا مؤاخذة التفاؤل؟!) فأرد عليك بتحريك الطابية ونقل الفيل وهروب الحصان أو أرد بكلمة بسيطة (وأين لا مؤاخذة حسن النية والمصالح المستخبية؟!) والمباراة حامية والشعارات رنانة وارتفاع الأسعار يهم المستوردين وارتفاع الموج يهم الصيادين فمن يهتم بالمساكين لا أحد في هذا البلد يهتم بـ «حنفي» ونازل، هم يهتمون فقط بـ «هيثم» وطالع، وحنفي يموت من أجل هيثم ويأخذ تعويضاً. وحضرتك تذكر المعدية اللي غرقت وركب صاحبها بوكس البوليس والعبارة اللي غرقت وركب صاحبها طيارة لندن فما زلنا حتى الآن البيادق تركب البوكس والأفيال تركب الطيارة. كل اقتصاد يحصن نفسه بالسياسة ويختبئ خلف البيادق والجميع يتحدث عن «الطهارة الثورية» رغم منع «الختان» وهذا هو جوهر الصراع والذين أضاعوا ثورة اللي عندهم «كمبيوتر» عليهم أن ينتظروا ثورة اللي عندهم «أنيميا» التي ستطارد الطابية والفيل والحصان وتطرد الوزير وتحبس الملك. مطلوب للكبار «حسن النية» ومطلوب للصغار «العدل».
مدينة «بورسعيد» الواقعة على البحر المتوسط شمال شرق القاهرة نطلق عليها «المدينة الحرة» لأنها تعرضت لعدوان إنجليزى- فرنسى- إسرائيلي وقاومته، ثم حولناها إلى «مدينة حرة» بالمعنى الاقتصادي مثل «هونغ كونغ»؛ فتحولت المدينة من رمز للنضال...
تتأثر الشعوب بعضها ببعض وتنقل تجارب الآخرين وتستفيد منها لكن لكل شيء حدودا وحتى الصبر -على رأى أم كلثوم- له حدود فمن الطبيعي أن ينقل البعض من لبنان الشقيق الفن والغناء والسينما والمسرح ولا مانع...
زمان سألوا أحد الفنانين «ما الفرق بين القضاء والقدر وبين المصيبة؟» فقال «القضاء والقدر أن تسير حماتي على الساحل فتسقط في البحر لتغرق، لكن المصيبة هي أن تعود مرة أخرى».. فنحن نقبل بالقضاء والقدر لأنه...
يقال إن التاريخ يعيد نفسه مرة على صورة «مأساة» ومرة على صورة «ملهاة»، مرة على شكل «ثائر» ومرة على شكل «طاغية»، وقد حدث ذلك في كل الثورات.. يا بخت الحمير في هذا البلد فعندنا (80)...
نؤكد مرة أخرى على خطورة هذا الموضوع وضرورة وضعه موضع الاعتبار وكلاكيت ثالث مرة لعل البعض يتعظ فبعد أن تخلصنا بثورة يناير 2011 من «توريث السلطة» تجري الآن على قدم وساق عملية «تقسيم السلطة» والغالب...
فرق شاسع بين الحقيقة والخيال، وبين الأصل والصورة وقد حاول كثير من المطربين أن يقلدوا العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ» فلم يأخذوا منه «الطرب»، ولكن أخذوا منه مرض «البلهاريسيا» وظهرت العشرات من لوحات «الجيوكندا» المزيفة، ولكن...
لا يظهر «السمان» إلا قرب الخريف، ولا يظهر «النورس» إلا قرب السواحل، ولا تظهر «الفوضى» إلا بعد الثورات، وعلى قدر الأحلام التي لم تتحقق تكون الإحباطات، فهل هناك تغيير حقيقي حدث في مصر أم تمت...
صعود التيار الديني في العالم العربي سلاح ذو حدين فقد يقدم النموذج المحتمل صورة مضيئة للسياسة وللدين وقد يؤدي الخلط بينهما إلى اختلال الموازين.. ولعلنا في هذا الوقت العصيب الذي نتطلع فيه إلى المستقبل المشرق...
في الأسبوع الماضي حدثت في مصر واقعة غريبة؛ إذ ظهر المهندس «عبدالمنعم الشحات» المتحدث الرسمي باسم الجماعة السلفية في مصر في وسائل الإعلام فجأة ليهاجم المرحوم الأديب الكبير «نجيب محفوظ» ويقول إن رواياته فسق وفجور...
نحن شعوب لا تفضل العقل النقدي ولا ترى الحقيقة مجردة وتتأرجح بين التهوين والتهويل وبين التضخيم والتصغير، وقد غنينا أجمل الأغاني لأدهم الشرقاوي، وصنعنا له مسرحيات وأوبريتات وأفلاماً، بينما كان الرجل مجرد لص وقاطع طريق،...
طبقاً لقاعدة «الفك والتركيب» فإن آخر شيء يتم فكه هو أول شيء يتم تركيبه ولأن آخر ما تم فكه في مصر هو «الدستور» لذلك كان من الواجب أن نبدأ بالدستور فلا أحد يقيم «عمارة» بناءً...
طوال نصف قرن لم تنجح أصوات المصريين في الداخل في الحصول على برلمان حقيقي فهل تنجح أصوات المصريين في الخارج في ذلك؟ فإذا كانت الصناديق في الداخل وتحت إشراف القضاة لم تفلح فهل تفلح الصناديق...