


عدد المقالات 35
زمان سألوا أحد الفنانين «ما الفرق بين القضاء والقدر وبين المصيبة؟» فقال «القضاء والقدر أن تسير حماتي على الساحل فتسقط في البحر لتغرق، لكن المصيبة هي أن تعود مرة أخرى».. فنحن نقبل بالقضاء والقدر لأنه جزء من الإيمان لكن القضاء الإنساني لنا فيه كلام فلن تنصلح الأمور إلا إذا انصلح القضاء ليتحقق العدل.. فهل انتقل «الميزان» من وزارة العدل إلى وزارة التموين؟ فالحصول على «العدل» في بلادنا الآن أصعب من الحصول على أنبوبة البوتاجاز فلا تغرنك مرافعة نائب «عام» في بلد «غرقت» فهي مرافعة سياسية ليس مكانها قاعات المحاكم التي تختص فقط بالمرافعات الجنائية فالقصور هي بيوت «الديابة» والسجون هي بيوت «الغلابة». وتأمل حضرتك محاكمات «ممدوح إسماعيل» و «هشام طلعت» و «حسني مبارك» ثم صلِّ على النبي أو مجِّد سيدك حسب المدون لك في بطاقة الرقم القومي التي أخرجتها وزارة الداخلية وصورتها وزارة العدل، واسأل روحك اسأل قلبك أين كانت النيابة أثناء تعذيب الوطن، وأين كان القضاء أثناء تزوير إرادته في العهد السابق؟ فقد تم تعذيب مصر وتزوير إرادتها تحت سمع وبصر النيابة والقضاء لكن اللوم يقع كله على الشرطة فقط وكأنها كانت تعمل منفردة، فأين حساب النيابة وحساب القضاء؟ فلا تتحدث عن جريمة محتملة حتى لا يحاكمونك بتهمة «التحريض» ولا عن جريمة وقعت حتى لا يحاكمونك بتهمة «التأثير» على التحقيقات ولا بعد الحكم حتى لا يحاكمونك بتهمة «التعليق» على أحكام القضاء، وركز جهودك على «حكام» الكرة فقط وناقش صحة «الهدف» وموقف «التسلل» حتى تستطيع أن تفرق بين الضربة الحرة المباشرة واقتصاد السوق والعدل الغائب. والعدل في بلادنا نوعان: في قضايا الصغار يعرض في القاعة «العدل» الذي ينتج «الأحكام»، وفي قضايا الكبار يعرض في القاعة «العدل» الذي ينتج «الأفلام». ولا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا يعرف الظلم إلا من يقاسيه. وفي بلادنا ناس لها السلك الدبلوماسي وسلك القضاء، وناس لها سلك «المواعين» الذي يستخدم في غسيل الأطباق، والفقير لا يدخل المحكمة إلا متهماً وإذا كانت الشرطة هي «العين» الساهرة وفي المحكمة «حاجب» فتعالوا نعيد صياغة الشرطة والنيابة والقضاء في بلادنا لصالح الشعب وليس لصالح الحاكم، فلا يصح أن يرتدي العدل طاقية الإخفاء ليظهر حسب الطلب وعلى مقاس الزبون.. ولا أحد فوق الشعب وفي الأوطان لا شيء يُقدس إلا الأديان، ولا أحد يُقدر إلا الإنسان ولا توجد فئة فوق الحساب؛ فالكل أمام «المراية» سواء وأمام القانون متساوون.. والقضاء مستقل لكنه ليس مستقلاً عن الشعب فالأحكام تصدر باسم الشعب الذي أنجب وعلم وأنفق ولن ينصلح حال العدل إلا إذا أصلحنا مرفق العدالة. وبين الحب الأول والسابقة الأولى خيط رفيع، الحب خاضع لأحكام القدر لكن السابقة خاضعة لأحكام القضاء، وحبك الأول هو حبك الأخير لكن حكمك الأول ليس حكمك الأخير، لذلك فإن القاضي المتعجل الذي تنقض المحكمة الأعلى نصف أحكامه يجب ألا يرقى، والتفتيش على القضاء لا يجب أن يخضع لوزارة العدل التي تمثل السلطة التنفيذية. وعندنا في مصر القضاء «الواقف» وهو المحاماة والقضاء «الجالس» وهو القضاة والعدل «النائم».
مدينة «بورسعيد» الواقعة على البحر المتوسط شمال شرق القاهرة نطلق عليها «المدينة الحرة» لأنها تعرضت لعدوان إنجليزى- فرنسى- إسرائيلي وقاومته، ثم حولناها إلى «مدينة حرة» بالمعنى الاقتصادي مثل «هونغ كونغ»؛ فتحولت المدينة من رمز للنضال...
تتأثر الشعوب بعضها ببعض وتنقل تجارب الآخرين وتستفيد منها لكن لكل شيء حدودا وحتى الصبر -على رأى أم كلثوم- له حدود فمن الطبيعي أن ينقل البعض من لبنان الشقيق الفن والغناء والسينما والمسرح ولا مانع...
يقال إن التاريخ يعيد نفسه مرة على صورة «مأساة» ومرة على صورة «ملهاة»، مرة على شكل «ثائر» ومرة على شكل «طاغية»، وقد حدث ذلك في كل الثورات.. يا بخت الحمير في هذا البلد فعندنا (80)...
نؤكد مرة أخرى على خطورة هذا الموضوع وضرورة وضعه موضع الاعتبار وكلاكيت ثالث مرة لعل البعض يتعظ فبعد أن تخلصنا بثورة يناير 2011 من «توريث السلطة» تجري الآن على قدم وساق عملية «تقسيم السلطة» والغالب...
فرق شاسع بين الحقيقة والخيال، وبين الأصل والصورة وقد حاول كثير من المطربين أن يقلدوا العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ» فلم يأخذوا منه «الطرب»، ولكن أخذوا منه مرض «البلهاريسيا» وظهرت العشرات من لوحات «الجيوكندا» المزيفة، ولكن...
لا يظهر «السمان» إلا قرب الخريف، ولا يظهر «النورس» إلا قرب السواحل، ولا تظهر «الفوضى» إلا بعد الثورات، وعلى قدر الأحلام التي لم تتحقق تكون الإحباطات، فهل هناك تغيير حقيقي حدث في مصر أم تمت...
صعود التيار الديني في العالم العربي سلاح ذو حدين فقد يقدم النموذج المحتمل صورة مضيئة للسياسة وللدين وقد يؤدي الخلط بينهما إلى اختلال الموازين.. ولعلنا في هذا الوقت العصيب الذي نتطلع فيه إلى المستقبل المشرق...
في الأسبوع الماضي حدثت في مصر واقعة غريبة؛ إذ ظهر المهندس «عبدالمنعم الشحات» المتحدث الرسمي باسم الجماعة السلفية في مصر في وسائل الإعلام فجأة ليهاجم المرحوم الأديب الكبير «نجيب محفوظ» ويقول إن رواياته فسق وفجور...
نحن شعوب لا تفضل العقل النقدي ولا ترى الحقيقة مجردة وتتأرجح بين التهوين والتهويل وبين التضخيم والتصغير، وقد غنينا أجمل الأغاني لأدهم الشرقاوي، وصنعنا له مسرحيات وأوبريتات وأفلاماً، بينما كان الرجل مجرد لص وقاطع طريق،...
طبقاً لقاعدة «الفك والتركيب» فإن آخر شيء يتم فكه هو أول شيء يتم تركيبه ولأن آخر ما تم فكه في مصر هو «الدستور» لذلك كان من الواجب أن نبدأ بالدستور فلا أحد يقيم «عمارة» بناءً...
نتحدث اليوم عن جوهر الصراع الحادث في مصر فهناك أسباب ظاهرة وأسباب خفية فهناك دائماً نور على الطريق اسمه «عين القطة» وقد دخل «بيكاسو» المرحلة الزرقاء الكئيبة بسبب موت صديقه ثم دخل المرحلة الوردية المبهجة...
طوال نصف قرن لم تنجح أصوات المصريين في الداخل في الحصول على برلمان حقيقي فهل تنجح أصوات المصريين في الخارج في ذلك؟ فإذا كانت الصناديق في الداخل وتحت إشراف القضاة لم تفلح فهل تفلح الصناديق...