


عدد المقالات 35
طوال نصف قرن لم تنجح أصوات المصريين في الداخل في الحصول على برلمان حقيقي فهل تنجح أصوات المصريين في الخارج في ذلك؟ فإذا كانت الصناديق في الداخل وتحت إشراف القضاة لم تفلح فهل تفلح الصناديق في الخارج العابرة للقارات والمحيطات والبعيدة عن إشراف القضاة؟ ويعتقد البعض أن الانتخابات البرلمانية التي تجرى في مصر الآن سوف تعيد وجه الحياة كما كانت قبل الثورة المصرية وأنها سوف تكتب شهادة وفاة سياسية للثورة ليعود طرفا المقص القدامى إلى البرلمان (الحزب الوطني والإخوان المسلمين) وأن كثيرين في الداخل والخارج يشاركون من الذاكرة في رسم نفس اللوحة القديمة بنفس الريشة ونفس الألوان. ودعونا نتذكر «بير مسعود» في الإسكندرية الذي يشبه «نافورة فينيسيا» في إيطاليا اللذين يستمعان إلى مطالب الرواد والعشاق لكنهما لا يلبيان لهم طلباً واحداً. في صباي كنت في معظم الأيام أرمي مصروفي الشخصي في «بير مسعود» على شاطئ «سيدي بشر» بالإسكندرية ليأخذ همومي ويجلب لي الحظ، وأحياناً أرمي في البئر ورقة مطالب، ومع الأيام اكتشفت أنه يأخذ نقودي ويجلب لي الفقر، فالعقل زينة والقلوب حزينة. وفي مصر الآن حرب «وثائق» أقوى من «ويكيليكس»، كل مجموعة سياسية تكتب وثيقة مطالب وتوقعها ثم تقدمها للمسؤولين وكأنها ترميها في «بير مسعود» لتجلب لها الحظ وعادة يكون آخر من قرأها هو الشخص الذي كتبها، ففي مصر لا أحد يقرأ إلا مذيع الأخبار ولا أحد يسمع إلا هواة الأغاني. ومشكلة البعض الآن أنهم يريدون أن يلتهموا «كعكتهم» بسرعة حتى يأخذوا «كعكتك»، تقدم المجموعة السياسية مطالبها «شفوياً» في يوم جمعة في ميدان التحرير، ثم تكتبها «تحريرياً» في يوم السبت في إحدى الصحف، وفي يوم الأحد حفظ الله الوطن وحفظ الوطن «الوثيقة»، والمستفيد من درجات الشفوي يوم الجمعة هم باعة الأعلام، والمستفيد من درجات التحريري يوم السبت هم تجار الورق لأن بير مسعود «لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم ولا يرد» فهو طوال سنوات لم يرجع لي نقودي ولم يرد على مطالبي، «مسعود» لا يفرق بين «إعلان مبادئ» و «إعلان جيلاتي». وفي الدعاية الانتخابية تحدث غرائب وطرائف وكلنا يتذكر «تشارلز أديسون» ابن المخترع العظيم «توماس أديسون» الذي قدم نفسه للناخبين على أنه أهم اختراعات والده. وفي الانتخابات الماضية التي شاركت فيها كمرشح كانوا يقطعون لافتاتي ويتركون لافتات الوزير «مفيد شهاب»، فكنت أكتب على اللافتات حتى لا يقطعوها «مفيد شهاب، جلال عامر سابقاً!». وفي هذه الانتخابات مر علينا في المقهى مرشح صريح وواضح وشفاف وقال لنا: «أنا مدين بمبلغ كبير يا جماعة ولو مش هادخل المجلس هادخل السجن، فانتخبوني!». ويحاول المرشح الآن الالتصاق بالثورة بأي طريقة فيقول «مرشح الثورة» أو «من رجال الثورة» لكن مرشحاً جريئاً في إحدى مدن القنال كان مدهشاً وكتب في لافتاته «فلان الفلاني من شهداء الثورة» (كيف؟!) والذي أعرفه في بلادنا أن «المتوفى» يشارك في الانتخابات كناخب «أثناء التزوير» وليس كمرشح. لكن هذا هو التغيير السياسي الوحيد الذي حدث بعد الثورة بفضل «بير مسعود» الذي لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم ولا يرد.
مدينة «بورسعيد» الواقعة على البحر المتوسط شمال شرق القاهرة نطلق عليها «المدينة الحرة» لأنها تعرضت لعدوان إنجليزى- فرنسى- إسرائيلي وقاومته، ثم حولناها إلى «مدينة حرة» بالمعنى الاقتصادي مثل «هونغ كونغ»؛ فتحولت المدينة من رمز للنضال...
تتأثر الشعوب بعضها ببعض وتنقل تجارب الآخرين وتستفيد منها لكن لكل شيء حدودا وحتى الصبر -على رأى أم كلثوم- له حدود فمن الطبيعي أن ينقل البعض من لبنان الشقيق الفن والغناء والسينما والمسرح ولا مانع...
زمان سألوا أحد الفنانين «ما الفرق بين القضاء والقدر وبين المصيبة؟» فقال «القضاء والقدر أن تسير حماتي على الساحل فتسقط في البحر لتغرق، لكن المصيبة هي أن تعود مرة أخرى».. فنحن نقبل بالقضاء والقدر لأنه...
يقال إن التاريخ يعيد نفسه مرة على صورة «مأساة» ومرة على صورة «ملهاة»، مرة على شكل «ثائر» ومرة على شكل «طاغية»، وقد حدث ذلك في كل الثورات.. يا بخت الحمير في هذا البلد فعندنا (80)...
نؤكد مرة أخرى على خطورة هذا الموضوع وضرورة وضعه موضع الاعتبار وكلاكيت ثالث مرة لعل البعض يتعظ فبعد أن تخلصنا بثورة يناير 2011 من «توريث السلطة» تجري الآن على قدم وساق عملية «تقسيم السلطة» والغالب...
فرق شاسع بين الحقيقة والخيال، وبين الأصل والصورة وقد حاول كثير من المطربين أن يقلدوا العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ» فلم يأخذوا منه «الطرب»، ولكن أخذوا منه مرض «البلهاريسيا» وظهرت العشرات من لوحات «الجيوكندا» المزيفة، ولكن...
لا يظهر «السمان» إلا قرب الخريف، ولا يظهر «النورس» إلا قرب السواحل، ولا تظهر «الفوضى» إلا بعد الثورات، وعلى قدر الأحلام التي لم تتحقق تكون الإحباطات، فهل هناك تغيير حقيقي حدث في مصر أم تمت...
صعود التيار الديني في العالم العربي سلاح ذو حدين فقد يقدم النموذج المحتمل صورة مضيئة للسياسة وللدين وقد يؤدي الخلط بينهما إلى اختلال الموازين.. ولعلنا في هذا الوقت العصيب الذي نتطلع فيه إلى المستقبل المشرق...
في الأسبوع الماضي حدثت في مصر واقعة غريبة؛ إذ ظهر المهندس «عبدالمنعم الشحات» المتحدث الرسمي باسم الجماعة السلفية في مصر في وسائل الإعلام فجأة ليهاجم المرحوم الأديب الكبير «نجيب محفوظ» ويقول إن رواياته فسق وفجور...
نحن شعوب لا تفضل العقل النقدي ولا ترى الحقيقة مجردة وتتأرجح بين التهوين والتهويل وبين التضخيم والتصغير، وقد غنينا أجمل الأغاني لأدهم الشرقاوي، وصنعنا له مسرحيات وأوبريتات وأفلاماً، بينما كان الرجل مجرد لص وقاطع طريق،...
طبقاً لقاعدة «الفك والتركيب» فإن آخر شيء يتم فكه هو أول شيء يتم تركيبه ولأن آخر ما تم فكه في مصر هو «الدستور» لذلك كان من الواجب أن نبدأ بالدستور فلا أحد يقيم «عمارة» بناءً...
نتحدث اليوم عن جوهر الصراع الحادث في مصر فهناك أسباب ظاهرة وأسباب خفية فهناك دائماً نور على الطريق اسمه «عين القطة» وقد دخل «بيكاسو» المرحلة الزرقاء الكئيبة بسبب موت صديقه ثم دخل المرحلة الوردية المبهجة...