


عدد المقالات 35
فرق شاسع بين الحقيقة والخيال، وبين الأصل والصورة وقد حاول كثير من المطربين أن يقلدوا العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ» فلم يأخذوا منه «الطرب»، ولكن أخذوا منه مرض «البلهاريسيا» وظهرت العشرات من لوحات «الجيوكندا» المزيفة، ولكن بقي الأصل الذي يحمل توقيع «ليوناردو دافنشى»، وقلنا إن كل شيء في بلادنا «يُوزن» إلا «الشعر» وكل شيء «يُقاس» إلا «الكلام»، لذلك فإننا كثيراً ما نحل مشكلاتنا بالكلام أو بالأفلام فلو صح الكلام في تصريحات المسؤولين لكنا أعظم أمة عرفتها الجغرافيا ولو صح الكلام في قصائد الشعر، لكنا أعظم أمة عرفها التاريخ، لكن الذي نعرفه دائماً هو الكلام والانتصار في الأفلام وإذا سمعت عربياً يصرخ (الله أكبر.. الله أكبر) فثق أنه ينوي أن يذبح دجاجة، لذلك عمل الإعلام على حل المشكلات في الفضاء وعملت الأفلام على حل المشكلات في الهواء وأتذكر أن أستاذنا «محمد حسنين هيكل» راح يشرح للسادات المشكلات الاجتماعية وراء المظاهرات، ويتحدث عن الصراع الطبقي، فأشار «السادات» بأصبعه في الهواء وحل المشكلة بأن كتب بأصبعه في الفراغ (يُلغى الصراع الطبقي).. دائماً الإعلام والأفلام والأحلام، فأحلام اليقظة أحد الصور الدفاعية التي يعرفها علم النفس، لكن المشكلات لا تُحل إلا إذا نزلت من عالم الخيال إلى أرض الواقع، وتم التعامل معها بالعقل والمنطق، وقد كنت ضابطاً صغيراً في قطاع مدينة القنطرة وفي الصباح فوجئت بوجود الفنان «محمود ياسين» والفنان «حسين فهمي» والفنان «سعيد صالح» عندنا.. وعرفت من الزملاء أنهم حضروا ليأخذوا جنوداً ودبابات لتصوير فيلم عن معركة «القنطرة» ولأنني شاركت في هذه المعركة، ورأينا الويل خلالها حرصت على مشاهدة الفيلم ففوجئت أن الفنان «محمود ياسين» قد حرر سيناء في الفيلم دون أن يتبعثر شعره أو يصاب بخدش فتعجبت مما رأيته في الواقع وما رأيته في الفيلم، فالصورة ليست مثل الأصل.. ثم رأينا الفنانة «نادية الجندي» تدخل المفاعل الذري الإسرائيلي وتدمره، وقلت في سري في الأفلام فقط ينتصر الضعفاء، فإذا كان الفيلم فيلم عصابات يحضر في نهايته «البوليس» ونسمع «الصفارات» وإذا كان الفيلم عاطفياً يحضر في نهايته «المأذون» ونسمع «الزغاريد»، وفي الأفلام يصرع البطل وهو في الستين من عمره سبعة من أبطال الكاراتيه، ويترك أستاذ الجامعة زميلته من أجل الزواج من الخادمة، ويموت للفقير ابن عم مجهول في أستراليا ليرث الملايين ويتوحد المشاهد مع البطل، ويحل مشكلاته في ظلام السينما وعندما ينتهي الفيلم وتضاء الأنوار يكتشف أن المشكلات ما زالت تجلس بجواره وغالباً ما تكون زوجته، لذلك عندي صديق فيلسوف يؤكد أن كل الأفلام متشابهة ومع ذلك يحجز كل أسبوع تذكرة في السينما، ويسلم على جميع الموجودين والمشاهدين ثم يخرج دون أن يشاهد الفيلم وعندما أسأله لماذا يفعل ذلك يقول (أنا أعرف الفيلم لكنني لا أعرف الجمهور).. متى تهبط مشكلاتنا من سماء الخيال إلى أرض الواقع.. أعتقد بعد انتهاء الفيلم.
مدينة «بورسعيد» الواقعة على البحر المتوسط شمال شرق القاهرة نطلق عليها «المدينة الحرة» لأنها تعرضت لعدوان إنجليزى- فرنسى- إسرائيلي وقاومته، ثم حولناها إلى «مدينة حرة» بالمعنى الاقتصادي مثل «هونغ كونغ»؛ فتحولت المدينة من رمز للنضال...
تتأثر الشعوب بعضها ببعض وتنقل تجارب الآخرين وتستفيد منها لكن لكل شيء حدودا وحتى الصبر -على رأى أم كلثوم- له حدود فمن الطبيعي أن ينقل البعض من لبنان الشقيق الفن والغناء والسينما والمسرح ولا مانع...
زمان سألوا أحد الفنانين «ما الفرق بين القضاء والقدر وبين المصيبة؟» فقال «القضاء والقدر أن تسير حماتي على الساحل فتسقط في البحر لتغرق، لكن المصيبة هي أن تعود مرة أخرى».. فنحن نقبل بالقضاء والقدر لأنه...
يقال إن التاريخ يعيد نفسه مرة على صورة «مأساة» ومرة على صورة «ملهاة»، مرة على شكل «ثائر» ومرة على شكل «طاغية»، وقد حدث ذلك في كل الثورات.. يا بخت الحمير في هذا البلد فعندنا (80)...
نؤكد مرة أخرى على خطورة هذا الموضوع وضرورة وضعه موضع الاعتبار وكلاكيت ثالث مرة لعل البعض يتعظ فبعد أن تخلصنا بثورة يناير 2011 من «توريث السلطة» تجري الآن على قدم وساق عملية «تقسيم السلطة» والغالب...
لا يظهر «السمان» إلا قرب الخريف، ولا يظهر «النورس» إلا قرب السواحل، ولا تظهر «الفوضى» إلا بعد الثورات، وعلى قدر الأحلام التي لم تتحقق تكون الإحباطات، فهل هناك تغيير حقيقي حدث في مصر أم تمت...
صعود التيار الديني في العالم العربي سلاح ذو حدين فقد يقدم النموذج المحتمل صورة مضيئة للسياسة وللدين وقد يؤدي الخلط بينهما إلى اختلال الموازين.. ولعلنا في هذا الوقت العصيب الذي نتطلع فيه إلى المستقبل المشرق...
في الأسبوع الماضي حدثت في مصر واقعة غريبة؛ إذ ظهر المهندس «عبدالمنعم الشحات» المتحدث الرسمي باسم الجماعة السلفية في مصر في وسائل الإعلام فجأة ليهاجم المرحوم الأديب الكبير «نجيب محفوظ» ويقول إن رواياته فسق وفجور...
نحن شعوب لا تفضل العقل النقدي ولا ترى الحقيقة مجردة وتتأرجح بين التهوين والتهويل وبين التضخيم والتصغير، وقد غنينا أجمل الأغاني لأدهم الشرقاوي، وصنعنا له مسرحيات وأوبريتات وأفلاماً، بينما كان الرجل مجرد لص وقاطع طريق،...
طبقاً لقاعدة «الفك والتركيب» فإن آخر شيء يتم فكه هو أول شيء يتم تركيبه ولأن آخر ما تم فكه في مصر هو «الدستور» لذلك كان من الواجب أن نبدأ بالدستور فلا أحد يقيم «عمارة» بناءً...
نتحدث اليوم عن جوهر الصراع الحادث في مصر فهناك أسباب ظاهرة وأسباب خفية فهناك دائماً نور على الطريق اسمه «عين القطة» وقد دخل «بيكاسو» المرحلة الزرقاء الكئيبة بسبب موت صديقه ثم دخل المرحلة الوردية المبهجة...
طوال نصف قرن لم تنجح أصوات المصريين في الداخل في الحصول على برلمان حقيقي فهل تنجح أصوات المصريين في الخارج في ذلك؟ فإذا كانت الصناديق في الداخل وتحت إشراف القضاة لم تفلح فهل تفلح الصناديق...