


عدد المقالات 35
يقال إن التاريخ يعيد نفسه مرة على صورة «مأساة» ومرة على صورة «ملهاة»، مرة على شكل «ثائر» ومرة على شكل «طاغية»، وقد حدث ذلك في كل الثورات.. يا بخت الحمير في هذا البلد فعندنا (80) مليون إنسان نزرع لهم مليون فدان قمح و(2) مليون حمار نزرع لهم (2) مليون فدان برسيم.. فما الفرق بين جمعية رجال الأعمال التي أنشأها الحزب الوطني بعد انتهاء انتخابات الدورة الثالثة للرئاسة وجمعية رجال الأعمال التي أنشأها الإخوان بعد انتهاء انتخابات المرحلة الثالثة للبرلمان فالوجوه هي الوجوه فقط تغير رئيسها من جمال مبارك إلى «مالك» إخوان، ولا عزاء للغلابة فعليهم أن يختاروا بين «التوك توك» أبوموتور و «الكارتة» أم حمار، فلا مكان للفقير فقد أثبتت الأحداث أن الوحيد في هذا البلد الذي يقوم بالتغيير الصحيح هو «مانويل جوزيه».. وفي كتاب (مزرعة الحيوان) لـ «جورج أورويل» بعد أن طردوا صاحب المزرعة الظالم باعوا الحصان صاحب الثورة ثم جلسوا يقتسمون الغنائم وحصل سكان المزرعة على كلام حلو وأفعال مُرة وسينما نظيفة وشوارع قذرة ومبروك عليكم المزرعة وصدقوني ما يساعد على استمرار الثورة والفوضى والاضطرابات ليس فقط بقايا النظام القديم ولكن أيضاً بشائر النظام الجديد.. وسيكون أول من يثور هم شباب الإخوان الطاهر النقي الذي لم تلوثه جمعيات أو مصالح والصحافة فين الغلابة أهم، الجمعية القديمة كانت ترصد لهم المساعدات والجمعية الجديدة سوف ترصد لهم الصدقات.. ويا بخت الحمير في هذا البلد، فكل حمار له «عليق» و «إسطبل» و «عربجي» يدافع عنه.. ليس عندنا شباب عاطل بل «معطل» ولا مواطن جاهل بل «مجهل» ولا إنسان غائب بل «مغيب» فالكل مستفيد صاحب المزرعة القديم والوارث الجديد لكن للأمانة وحتى أكون منصفاً تم تغيير اسم الجمعية وعنوانها لكن ما الذي يجمع الذين أفسدهم «مبارك» مع الذين حبسهم «مبارك» في جمعية واحدة.. طبعاً حب المال وكراهية «مانويل جوزيه» فهذا ليس وطن «زينهم» لكنها مزرعة «هيثم» وأي مواطن ساكن زقاق أو ساكن عطفة أو ساكن قصادي وباحبه سوف يكتشف أن زواج السلطة بالمال ما زال موجوداً وأبشع مما كان فليس في الدكان أجمل من «المانيكان» وعلى عمال المحل أن ينتظروا لحمة العيد.. وتعمل الشمس (12) ساعة في اليوم لتذهب الأرباح إلى الجالسين في الظل وتاريخ البشرية هو صراع بين الواقفين في الشارع والجالسين في القصور بين «زينهم وهيثم» و «بهية وشاهيناز» ورأس المال ليس له دين إلا في الانتخابات فهل ما يتم الآن هو استنساخ الثورة أم استنساخ الطغاة؟ لذلك تأمل حضرتك المفرج عنهم من السجن تجدهم اثنين.. واحد فرحان لأنه يستقبل نور الحرية فقد تغيَّر وواحد زعلان لأنه يودع ظلام الزنزانة فقد تعوَّد وهذا هو حال المجتمع المفرج عنه بعد الثورة.. لذلك فإن «سعد زغلول» قائد الثورة أصبح غير «سعد زغلول» رئيس الوزارة.. حتى «محمد محمود» أحد أهم صناع الثورة نفاه الإنجليز إلى مالطة وعاد من هناك طاغية بعد أن أذن في مالطة.. وإذا كان الفحص الضريبي يؤدي إلى الاكتشاف المبكر للسرطان فإن الإنذار المبكر يؤدي إلى اكتشاف الطغيان.. والذي يريد أن يجرب يحول الوطن إلى أنبوبة اختبار يرفض كثيرون الدخول فيها.. فالحب من طرف واحد «مرض» والحكم لطرف واحد «غرض» فصالحوا الشعب قبل أن يخاصمكم.
مدينة «بورسعيد» الواقعة على البحر المتوسط شمال شرق القاهرة نطلق عليها «المدينة الحرة» لأنها تعرضت لعدوان إنجليزى- فرنسى- إسرائيلي وقاومته، ثم حولناها إلى «مدينة حرة» بالمعنى الاقتصادي مثل «هونغ كونغ»؛ فتحولت المدينة من رمز للنضال...
تتأثر الشعوب بعضها ببعض وتنقل تجارب الآخرين وتستفيد منها لكن لكل شيء حدودا وحتى الصبر -على رأى أم كلثوم- له حدود فمن الطبيعي أن ينقل البعض من لبنان الشقيق الفن والغناء والسينما والمسرح ولا مانع...
زمان سألوا أحد الفنانين «ما الفرق بين القضاء والقدر وبين المصيبة؟» فقال «القضاء والقدر أن تسير حماتي على الساحل فتسقط في البحر لتغرق، لكن المصيبة هي أن تعود مرة أخرى».. فنحن نقبل بالقضاء والقدر لأنه...
نؤكد مرة أخرى على خطورة هذا الموضوع وضرورة وضعه موضع الاعتبار وكلاكيت ثالث مرة لعل البعض يتعظ فبعد أن تخلصنا بثورة يناير 2011 من «توريث السلطة» تجري الآن على قدم وساق عملية «تقسيم السلطة» والغالب...
فرق شاسع بين الحقيقة والخيال، وبين الأصل والصورة وقد حاول كثير من المطربين أن يقلدوا العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ» فلم يأخذوا منه «الطرب»، ولكن أخذوا منه مرض «البلهاريسيا» وظهرت العشرات من لوحات «الجيوكندا» المزيفة، ولكن...
لا يظهر «السمان» إلا قرب الخريف، ولا يظهر «النورس» إلا قرب السواحل، ولا تظهر «الفوضى» إلا بعد الثورات، وعلى قدر الأحلام التي لم تتحقق تكون الإحباطات، فهل هناك تغيير حقيقي حدث في مصر أم تمت...
صعود التيار الديني في العالم العربي سلاح ذو حدين فقد يقدم النموذج المحتمل صورة مضيئة للسياسة وللدين وقد يؤدي الخلط بينهما إلى اختلال الموازين.. ولعلنا في هذا الوقت العصيب الذي نتطلع فيه إلى المستقبل المشرق...
في الأسبوع الماضي حدثت في مصر واقعة غريبة؛ إذ ظهر المهندس «عبدالمنعم الشحات» المتحدث الرسمي باسم الجماعة السلفية في مصر في وسائل الإعلام فجأة ليهاجم المرحوم الأديب الكبير «نجيب محفوظ» ويقول إن رواياته فسق وفجور...
نحن شعوب لا تفضل العقل النقدي ولا ترى الحقيقة مجردة وتتأرجح بين التهوين والتهويل وبين التضخيم والتصغير، وقد غنينا أجمل الأغاني لأدهم الشرقاوي، وصنعنا له مسرحيات وأوبريتات وأفلاماً، بينما كان الرجل مجرد لص وقاطع طريق،...
طبقاً لقاعدة «الفك والتركيب» فإن آخر شيء يتم فكه هو أول شيء يتم تركيبه ولأن آخر ما تم فكه في مصر هو «الدستور» لذلك كان من الواجب أن نبدأ بالدستور فلا أحد يقيم «عمارة» بناءً...
نتحدث اليوم عن جوهر الصراع الحادث في مصر فهناك أسباب ظاهرة وأسباب خفية فهناك دائماً نور على الطريق اسمه «عين القطة» وقد دخل «بيكاسو» المرحلة الزرقاء الكئيبة بسبب موت صديقه ثم دخل المرحلة الوردية المبهجة...
طوال نصف قرن لم تنجح أصوات المصريين في الداخل في الحصول على برلمان حقيقي فهل تنجح أصوات المصريين في الخارج في ذلك؟ فإذا كانت الصناديق في الداخل وتحت إشراف القضاة لم تفلح فهل تفلح الصناديق...