


عدد المقالات 200
شهدت العلاقات بين دولة قطر وسلطنة عُمان تطورا مستمرا على كافة المستويات، وفي مشهد يُبرز مدى العمق التاريخي لهذه العلاقة التي تمتد جذورها إلى عقود طويلة من التعاون والتفاهم المشترك. وتستند هذه العلاقات إلى دعائم متينة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والرؤية الموحدة، مما جعلها نموذجا يُحتذى به في العلاقات الإقليمية والدولية. ولا يقتصر هذا التعاون على الجانب السياسي فحسب، بل يمتد ليشمل مجالات حيوية مثل الاقتصاد، والتجارة، والثقافة، والطاقة، إلى جانب التنسيق المستمر في مواجهة التحديات والأزمات الإقليمية والدولية. تاريخ من التعاون والتكامل ترتبط قطر وعُمان بروابط تاريخية عريقة تعود إلى عقود طويلة. في عام 1995، تأسست اللجنة العُمانية القطرية المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي، وعقدت منذ ذلك الحين 23 اجتماعا أسهمت في بناء جسور التفاهم والتنسيق في مختلف المجالات. ولم يقتصر التعاون على الجانب السياسي، بل امتد إلى الجوانب الاقتصادية، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين 1.2 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024. وعلى صعيد الاستثمار، شهدت الاستثمارات القطرية في سلطنة عُمان نموا ملحوظا بنسبة 12% بنهاية عام 2023، حيث ارتفعت إلى 730 مليون ريال عُماني مقارنة بـ 651.9 مليون ريال في عام 2022. أما الصادرات العُمانية إلى قطر فقد بلغت 140.2 مليون ريال عُماني حتى أكتوبر 2024، مما يعكس ازدهار العلاقات التجارية بين البلدين وفي اليوم الوطني لدولة قطر، أكد سعادة السفير العُماني السيد عمار بن عبدالله بن سلطان البوسعيدي في الدوحة على مكانة قطر في الاستثمار الأجنبي المباشر بسلطنة عُمان، حيث تحتل المركز السادس ضمن أهم عشر دول في هذا المجال، مشيرا إلى العزم المتجدد على مواصلة التعاون لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين. وهذا التصريح يلقي الضوء على أحد أبعاد العلاقات القطرية العُمانية التي تمتد لتشمل الجوانب السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية. زيارة حضرة صاحب السمو إلى سلطنة عُمان وأصداؤها الأخوية التميز في العلاقات بين البلدين الشقيقين (دولة قطر وسلطنة عُمان) في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى شراكات إستراتيجية قائمة على الحوار والتعاون البنّاء، حيث تُظهر الدولتان دائما مواقف متطابقة فيما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية، خاصة في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة. ومع النمو المستمر في التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، والتوافق في الرؤى التنموية، أضحت هذه العلاقة نموذجا للتكامل الخليجي الذي يجمع بين القيم التقليدية والابتكار في مواجهة تحديات المستقبل. وتُعد زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى سلطنة عُمان أمس الثلاثاء، خطوة جديدة في مسار العلاقات القطرية العُمانية. حيث استقبل قصر العلم العامر هذه الزيارة التي تتضمن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، مما يعزز التعاون الإستراتيجي ويفتح آفاقا جديدة للشراكة الاقتصادية والتجارية. والاستقبال الرسمي والشعبي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، أمس، يدل على المكانة التي يتمتع بها سموه ودولة قطر في قلوب الشعب العماني وجلالة السلطان هيثم بن طارق. وأقيمت لحضرة صاحب السمو، مراسم استقبال رسمية لدى وصوله إلى القصر، وعند دخول موكب سموه من بوابة مسقط لقصر العلم، وتضمنت عرضا عسكريا وثقافيا وموسيقيا، وكان في استقبال سموه فرق من الهجانة والخيالة والفنون الشعبية التي تحاكي الموروث العماني. وأحاط موكب سمو الأمير المفدى عدد من الخيالة السلطانية وصولا إلى القصر، كما أطلقت المدفعية السلطانية 21 طلقة ترحيبا بسموه، وعزف النشيد الوطني لدولة قطر. وتناولت الجلسة التي عقدها سمو الأمير المفدى، مع أخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة بتنميتها وتطويرها، لاسيما في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتعليم والبحث والتطوير وأهمية تعزيز الاستفادة من الفرص الاستثمارية والتجارية بما يوطد العلاقات المتينة بين البلدين والشعبين الشقيقين ويحقق المصالح المشتركة لهما. وكما أن هذه الزيارة تأتي في وقت يشهد العالم فيه تحديات متزايدة، حيث تمثل فرصة لتبادل الآراء بين قيادتي البلدين حول القضايا الراهنة، وتعزيز جهودهما المشتركة لمواجهة الأزمات العالمية. فهي تسلط الضوء على القيم المشتركة بين البلدين في دعم الاستقرار الإقليمي عبر الحوار السلمي والجهود البنّاءة. مجالات التعاون: من الاقتصاد إلى الاستدامة تتعدد مجالات التعاون بين البلدين، حيث تشمل الطاقة، والصناعة، والسياحة، والخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى استثمارات استراتيجية في قطاعات الغذاء، والرعاية الصحية، والتعليم، والنفط والغاز ومشتقاتهما. وتمثل شركة «الحصن للاستثمار»، التي تأسست بشراكة متساوية بين جهاز الاستثمار العُماني وهيئة الاستثمار القطرية، نموذجا ناجحا لهذه الشراكة، حيث تستثمر في مشروعات متنوعة تخدم المصالح المشتركة. كما يُبرز البلدان رؤيتهما المشتركة لتعزيز الاستدامة ومواجهة التحديات البيئية من خلال مشروعات الطاقة النظيفة، مثل إنتاج الهيدروجين الأخضر وتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وإن هذه الجهود تعكس التزام البلدين بالابتكار، واستغلال الموارد لتحقيق التنمية المستدامة. رؤية تنموية موحدة تميز العلاقات القطرية العُمانية بتركيزها على تحقيق التنويع الاقتصادي وتعزيز التكامل بين البلدين. فقد أسهم تأسيس مجلس رجال الأعمال العُماني القطري ومنتديات اقتصادية مشتركة في تمكين المستثمرين من تعزيز التعاون وتنفيذ مشروعات مشتركة تلبي تطلعات الشعبين. ومن أبرز هذه المشروعات مشروع «كروة للسيارات» ومشروع «الديار القطرية» في رأس الحد، اللذان يعكسان عمق العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين. أصداء الزيارة وتطلعات المستقبل تحمل زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى دلالات أخوية واستراتيجية، حيث تمثل تجديدا للتعاون المثمر بين البلدين. ومن المتوقع أن تسفر عن توقيع اتفاقيات تعزز العلاقات في مجالات الاستثمار والتجارة. كما أن التنسيق السياسي المستمر بين البلدين يظهر جليا في مواقفهما من القضايا الإقليمية، ولا سيما القضية الفلسطينية، حيث يدعوان إلى وقف الحرب في غزة ورفع الحصار المفروض على السكان. نموذج يُحتذى به العلاقات القَطرية العُمانية مثال يُحتذى به في التعاون الإقليمي، بفضل ما تتميز به من احترام متبادل وحس أخوي مشترك. ومع استمرار العمل المشترك في مواجهة التحديات العالمية، تُشكل هذه العلاقة ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة. وإن هذه الزيارة التاريخية ليست مجرد محطة في مسار العلاقات الثنائية، بل هي خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقا للشعبين؛ ففي ضوء زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى سلطنة عُمان، تبدو العلاقات بين البلدين على أعتاب مرحلة جديدة من التعاون، تحمل آفاقا واعدة لمزيد من الشراكة والتنسيق في مختلف المجالات، وتعكس التزام القيادتين بتعميق الروابط التاريخية ودفع مسار التنمية بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. @falehalhajeri
افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح يوم أمس الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، في لحظة سياسية تؤكد استمرار الدولة على نهجها...
حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...
في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...
في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....
حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...
في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...
انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...
لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...
في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...
في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...
لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...
بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...