


عدد المقالات 394
من القيم الرئيسية في الهوية الوطنية العدل والشرف والكرامة والثبات والإيجابية، وهذه كلها تتحول لنوع من الروح المعنوية التي تحوّل كل هزيمة إلى نصر، وتحول كل جهد إلى إنجاز، فكلما كانت الروح المعنوية عالية انعكست على السلوك إيجابا أو سلبا، فالروح المعنوية حصيلة عدة عوامل روحية وفكرية «إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ»، حيث تعرف الروح المعنوية بأنها حالة نفسية وذهنية وجسدية تساعد الفرد والجماعة على تحمل الصعاب في المعارك، ومقاومة العدو بشجاعة واستماتة: «فإما حياة تسر الصديق وأما ممات يغيظ العدا» إنها القدرة على التعامل مع الواقع، وعدم تمكينه من فرض ضغوطه من خلال التعامل الإيجابي والانطلاق لما بعد ذلك لتحقيق الأهداف والإنجازات. ومن أجمل ما قال نابليون: «ليست الطرق التكتيكية هي التي تقرر مصير الحرب وإنما الروح المعنوية»، وهذا يدل على أن الإنسان وعلى مر التاريخ هو الذي يكسب الحرب وليس الآلة، كما أن تطور السلاح لا يقلل من أهمية الإنسان، بل يزيد من أهميته، لأن النصر في المعركة متوقف على الإنسان وروحه المعنوية، لذا اتخذ نابليون من الصحافة عند دخوله مصر ساحةً للقتال من دون سفك الدماء، بل بالكلمات التي تؤثر على العقول، وتوجه الفكر والرأي العام. قبل هذا وذاك كانت الروح المعنوية في الإسلام هي الإيمان بالله والقدر خيره وشره، فيدرك المسلم القدر ويقوم بالعمل، يوازن بين التوكل على الله والثقة به، فيعمل كأنه لا يموت أبداً، وفي الوقت نفسه كأنه يموت غدا. تعتمد الروح المعنوية على مقومات تغرس منذ الصغر، وفي الوظائف خاصة العسكرية منذ البداية، فيصبح الهدف الداخلي ميلا ودافعا وتوجيها للسلوك، ويجعل الإنسان يرحب بكل ما قد يقع عليه لتحقيق هذا الهدف، فلا إنجاز بلا دفع لفاتورته من التعب والجهد والضغط والعمل المتواصل؛ لذا يسمو أهل الإنجازات عندما يتحرروا من الخوف ومن نقاط الضعف. يرتبط بالروح المعنوية: مفهوم التعبئة المعنوية، حيث إن اللحظات الفاصلة بين الهزيمة والنصر يقررها الصمود لمن يؤمن بقضيته، ويأتي ذلك بغرس روح الصبر، فهو قوة الإرادة والعزم فينتج الإقدام. وكلما كان الصمود قويا زادت القوة المادية والمعنوية. ومن هنا تحتم الهوية الوطنية المسؤولة تحقيق رؤية الوطن من خلال بناء الوطن والمواطن بإدراك التحديات وتقبلها وتجاوزها، وتبدأ من خلال التحدي الذاتي، فالحياة السهلة يمكن الحصول عليها بسهولة، ولكن العمل والإنجاز هو المعيار الذي يستحق به كل قطري ومن سكن قطر. قطري والنعم!
أطلقت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني كما تعودنا، شعارا يحمل توجيها وقيما للهوية الوطنية القطرية، لتقود حملة وطنية تسهم في رسم مستقبل يليق بالهوية الوطنية وتطلعاتها، أطلقت شعار «بكم تعلو ومنكم تنتظر» وهي اقتباس مميز...
بالتزامن مع احتفالات الدول باليوم العالمي بالتراث، وإقامة فعاليات متنوعة بغرض إشراك الجميع، جاء افتتاح المتحف المصري الذي شكل حدثًا حضاريًا فارقًا، يستحق إلقاء الضوء عليه، حيث يؤكّد أهمية استثمار الدول في تاريخها ليتجاوز البعد...
قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...