


عدد المقالات 115
إلى وقت غير بعيد، كنت أشعر بحالة من الإحباط نتيجة ما أرى عليه الشباب العربي من الجنسين، وهو غارق في السطحية واللامبالاة، ويعيش في عالم شبه معزول عما يحدث في عوالمه. هذه النظرة لا تخصني وحدي، بل إن معظم النقد الذي يُدار في الندوات والمؤتمرات، وكذلك عبر برامج القنوات الفضائية، كان دوما يُلقي بهذه التُهم في وجه الشباب العربي. أما اليوم وبعد أن فاجأ الجميع فيما حدث من حِراك في الدول العربية، غيّر مجرى التاريخ، فلم نعد نسمع مثل هذه التُهم، فمن كنا نعتقد أنهم جيل مخيب للآمال والتوقعات، قدموا أنفسهم لنا منذ بدايات العام الماضي بشكل جديد، وفكر متوهج وكأنهم العنقاء، ولعلي أشبههم بهذه الأسطورة التي يُقال إنها تُخلق من جديد بعد حرقها، وكأن هذا في مخيلتي من رماد النيران التي اشتعلت من جسد «محمد البوعزيزي» من تونس، فخرجت العنقاء لتفاجئ الجميع متنقلة ما بين مصر واليمن وليبيا، وها هي الآن بعنقها الطويل شامخة في سوريا.. هذا هو الشباب العربي، الذي أقصيناه لسنوات طويلة بحجة سطحيته وتفاهته، خرج في وجه الظلم مع أنه تربى على التخويف والترهيب، خرج الشباب العربي ليجعلنا إلى اليوم في حالة من الذهول الذي لا يخلو من الإعجاب، ليقوم بقلب الكراسي، ورفع الطاولة في وجه كل من ظلمه، ومع أن هؤلاء الشباب هم أبطال الربيع العربي، إلا أن الدول التي أخذت طريقها إلى الاستقرار، أقصت الشباب عن كراسيها، وكل المناصب عادت لكبار السن، وكأن العجلة تدور من جديد، فلا مصر ولا تونس ولا ليبيا ولا اليمن، في هذه العهود الجديدة، وبعد هذه الأدلة الدامغة التي قدمها الشباب للوثوق بهم، فلم ينالوا حظهم من المقاعد الحكومية التي يستحقونها، وكأن هذه المقاعد لا يُمكن أن تُدار إلا بفكر كبار السن، الذين لم يقتنعوا بعد أن الزمن هذا هو زمن الشباب العربي. الفكر الشبابي في هذا الوقت، شهد حراكاً ونضجاً تخطى زمانه بسنوات ضوئية، وهذا من حسنات الربيع العربي، الذي أعاد ثقة الشباب بأنفسهم، وبقدرتهم على التغيير، الذي هلك من قبلهم ولم يتمكن منه! الفكر الشبابي تغيّر، وتغيّره لا يقتصر على دول الثورات، بل إن ما أراه اليوم من فكر شبابي لم يعد حالات استثنائية كالتي أعجب بها وأشجعها قبل خمس سنوات مثلاً، بل إن موجة فكرية راقية رفعت بهذا الفكر الذي يُفاجئنا كل يوم بتميزه، إذ إن نماذج شبابية أعتز بتواصلها معي عبر موقعي الشخصي أو مواقع التواصل الاجتماعي أقرأ تغير أفكارهم عن قرب. أيضاً الفتيات والشباب في الخليج، وتحديداً من موطني السعودية، تغيرت أفكارهم ورؤيتهم للحياة، بعد دفعهم بالثقة في أنفسهم، إحدى الفتيات على موقع الفيس بوك عمرها 14 عاماً، أذهلتني بلغتها الفلسفية الراقية، وقراءاتها المتعددة لكتب الدين والفلسفة، وأنها في الأسبوع الواحد تقرأ ما لا يقل عن كتابين في الأسبوع، هذا النموذج فَهِم الطريق الصحيح لتنمية العقل بالقراءة، وكنا سنين طويلة نشكو من عزوف الشباب عنها. الجيل الشبابي تغيّر، وبدورنا يجب أن نتغيّر معهم ولأجلهم، أن نحترمهم ونمنحهم المساحة الحقيقية لكل ما يستحقونه.. نعم إنهم يستحقون الأفضل. • www.salmogren.net
أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...
القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...
أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...
انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...
في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...
المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...
ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...
قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...
حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...
ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...
ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...
عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...