alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

الرجم حتى الموت

28 مارس 2013 , 12:00ص

تضج الصحف العربية اليوم بالتحليلات السياسية والجيوسياسية عن أخبار القمة العربية، فمنها ما تناول خطاب مُعاذ المقدام، ومنها من فكك خطاب الرئيس الشجاع، ومنها من تسلل إلى البيان الختامي ليقرأ ما وراء السطور والكلمات. كم هو شيق هذا المشهد السنوي الذي نحاول أن نفهم أهدافه وأن ندرك تطور مساراته عبثاً في ربيع كل عام.. إلا أن ربيع هذا العام قد يبدو مختلفاً، فالواقع العربي المشترك الذي ننتظره منذ سنوات لاحت مؤشراته في الأفق، ولكن هذه المرّة ليس في قرارات عربية مشتركة، وإنما في بروز حركات مدنية لها أهداف سياسية تشترك مع السياسات العربية بـمعيار واحد وهو: «العُري»، ففيما تُعرّي بعض السياسات العربية أنظمتها أمام الشعوب كما هو حال النظام الليبي السابق، والنظام التونسي الراحل، والنظام السوري الحالي، وغيرها، تُعري المنتسبات إلى هذه الحركات المدنية أجسادها للاعتراض السياسي. هذه الظاهرة التي حملتها رياح الربيع العربي في كل من تونس ومصر، تُشير إلى تبدل حال المرأة العربية أولاً، وتحوّل الأدوات السياسية ثالثاً في هذه المنطقة. منذ زمن، كانت المرأة العربية «تشق هدومها» على قول الأخوة المصريين عندما تصيبها مصيبة، للتعبير عن الأسى والحزن الذي ألمّ بها، أما اليوم فأصبح خلع الملابس أسهل أمام أعين «تويتر» و «فيس بوك» و «يوتيوب». وبين الشق والخلع يبقى الهدف واحد هو لفت الأنظار إلى القضية أو إلى الحالة التي تُعاني منها هذه المرأة أو تلك. أما التحول الثاني فيأتي اليوم على مستوى الأدوات السياسية المستخدمة للضغط على صناع القرار من خلال الوسائل المتبعة عادة للتعبير عن الرأي؛ حيث إن الإضرابات والمظاهرات والاعتصامات وزيف الانتخابات باتت وسائل عادية في العالم العربي، كما هو حال معركة الأمعاء الخاوية المتمثلة بالإضراب عن الطعام، كذلك الانتحار وحرق الجسد. وما أدراك ما الجسد في الوطن العربي! هو القضية الشائكة التي ما زال القانونيون والسياسيون والاجتماعيون والأطباء النفسيون والمثقفون يختلفون فيها وعنها، ومن جهل هذا الخلاف، تمكنت «عاريات» الحركة الفيمنية العربية -كعلياء المهدي التي اعترضت على «الدستور المصري» وأمينة تيلر التونسية من لفت الأنظار إليهن، متمسكين بحقهن في التعبير واعتناق الآراء بأي وسيلة ودونما اعتبار للحدود، متسلحين بالتربص الغربي للربيع العربي، مُساندين من حركات مدنية غربية ومن وسائل إعلام عربية وغربية تبث سُمّ التحرر سواء عن جهلٍ أو عن عمد. إن حركات التطرف الديني الذي طفت على سطح المجتمعات العربية واشتداد أزرها وتعرية نفسها باتباعها نهج التعصب ورفض الآخر، تولد نقيضها من حركات مدنية قامت بتعرية المجتمع المدني العربي الهزيل.. فمن من هاتين الحركتين سيُرجم في الأيام القادمة حتى الموت؟!

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...