alsharq

كتاب العرب

عدد المقالات 117

أزمة اليمين في ألمانيا (2-2)

28 فبراير 2020 , 03:26ص

إذا استمرت الأزمة الحالية في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وفشل الحزب في الحصول على أكبر حصة في الانتخابات العامة المقبلة، فمن المرجح أن يذهب حق تسمية المستشار إلى حزب الخُضر، لا شك أن حكومة ائتلافية باللونين الأخضر والأسود حيث حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي هو الشريك الأصغر، ستكون سابقة أولى في السياسة الألمانية، كما ستكون سابقة غير مستساغة إلى حدٍّ كبير بالنسبة للحزب. في ضوء هذا الاحتمال، حذّرت شخصيات بارزة في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي من مشاحنات داخلية، وشددت على الحاجة إلى قيادة ثابتة وتعاون مستمر مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي حتى موعد انتخابات 2021، لقد استغرق تشكيل حكومة من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي وقتاً طويلاً بلا داعٍ في المقام الأول، مما أزعج الناخبين وتسبب في تغذية شعور بالشلل السياسي في ألمانيا، ومن شأن انهيار الائتلاف أن يلحق ضرراً شديداً بكل من الحزبين، وأن يزيد من نفور الناخبين منهما. تراقب حكومات أوروبية أخرى هذه التطورات بقلق، إذ كانت الآمال كبيرة في أن تكون ألمانيا، التي ستتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من عام 2020، النور الهادي للدول الأعضاء الأخرى، وخاصة في ما يتصل بتغير المناخ، والهجرة، ومستقبل العلاقات التجارية بين الكتلة والمملكة المتحدة، ولكن إذا كان القادة السياسيون في ألمانيا منشغلين بتعديلات مراكز القوة في الداخل، فمن المرجح أن يكرسوا قدراً ضئيلاً للغاية من طاقاتهم للقضايا على مستوى الاتحاد الأوروبي. أخيراً، لا تخلو الأزمة السياسية التي اندلعت في تورنجن من عواقب تؤثر على إرث ميركل، فمع اقتراب حكمها الذي دام ستة عشر عاماً من نهايته في عام 2021، ظهرت بالفعل مخاوف من أن ألمانيا أصبحت دولة بلا دفة، تفتقر إلى الرؤية، ولم تعد تمثل صوت العقل داخل الاتحاد الأوروبي كما كانت من قبل، صحيح أن ميركل لا تزال تتمتع بشعبية عالية واحترام كبير على الصعيدين الداخلي والدولي، على الرغم من قرارها المثير للجدل في عام 2015 بالسماح بدخول أكثر من مليون لاجئ معظمهم من السوريين إلى ألمانيا، لكنها في الآونة الأخيرة تراجعت بشكل ملحوظ عن السياسة الداخلية بقصد دفع أنجريت كرامب كارينباور إلى دائرة الضوء، ومن الواضح أن هذا القرار جاء بنتائج عكسية الآن، فمن خلال دعم المرشحة غير المناسبة لخلافتها كمستشارة، فقدت ميركل بعض نفوذها الذي اكتسبته بشق الأنفس. إن ألمانيا تقف الآن عند مفترق طرق، فاقتصادها متخبط -لم يتجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي 0.6 %- وهي في احتياج شديد إلى زخم جديد، الواقع أن ألمانيا، على الرغم من كل براعتها الهندسية وسمعتها في ما يتصل بالكفاءة، تراجعت في مجال التحول الرقمي والكهرباء، فضلاً عن أهدافها المناخية، وسوف تواجه الحكومة المقبلة مهمة دفع عجلة الاقتصاد وتسريع عملية التحول الرقمي وتطبيق الذكاء الاصطناعي، في حين تعمل أيضاً على إبقاء ألمانيا على المسار الصحيح لتلبية هدفها المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. في ضوء الاضطرابات الحالية التي تجتاح الحزبين الحاكمين في ألمانيا، يصبح التوصل إلى حل سريع لأزمة القيادة في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ضرورة أساسية، ذلك أن الشلل السياسي المطول قد يلحق الضرر الشديد بكل من ألمانيا وأوروبا.

تداعيات جائحة «كورونا»: مناعة القطيع أم مناعة الضمير؟

كل الدول تسارع في البحث عن سياسات صحية مناسبة لاحتواء جائحة «كورونا»، وفي غمرة البحث هذه يُطرَح سؤال حيوي: هل نحن بحاجة فقط إلى مناعة حيوية (بروتوكول علاجي) أم مناعة ضمير (بروتوكول أخلاقي/ وقائي)؟ الأمر...

هل الصين إمبريالية جديدة؟

خلف هذا السؤال هناك حقيقة ثاوية ومحرجة نوعاً ما، هل نحن أمام إمبريالية جديدة؟ وهل حضور الصين كقوة عالمية اليوم، يرشحها لأن تلعب هذا الدور بدلاً عن الريادة الغربية بقيادة أميركا؟ لكن قبل ذلك، ما...

مرحباً بكم لعالم ما بعد الفيروس (1-2)

نحن نعيش الآن في عالم ما بعد الفيروس، وبالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فإن العبور لهذا العالم جاء على نحو مفاجئ أي قبل شهر. إن العالم كما عرفناه قبل وصول فيروس كورونا المستجد قد انتهى، ولن...

نظام عالمي جديد أم ما بعد الحضارة الغربية؟

يبدو أن جائحة كورونا قد خلقت وثبة حيوية في الفكر، ترجّح نهاية العولمة الاقتصادية والنموذج النيوليبرالي بكل مظاهر الهيمنة التي تحدد ملامح وجوده، والأمر في اعتقادنا ليس بهذه القدرية المتفائلة، هل يمكن الحديث هنا عن...

فشل سياسات ترمب في احتواء الوباء (2-2)

اقترحت إدارة ترمب تخفيضات في تمويل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها سنة بعد سنة «10% في عام 2018، 19% في عام 2019»، في أسوأ وقت يمكن تصوره، دعا ترمب في بداية هذا العام إلى خفض...

الولايات المتحدة تحتاج إلى تجنيد الشباب

عندما كنت جندياً شاباً في سلاح مشاة البحرية في فيتنام، خلال فترة اتسمت بانقسام داخلي عميق في أميركا، كان نحو نصف سكان البلاد يقولون إنهم يثقون في إخوانهم الأميركيين، كان ذلك أمراً محبطاً للغاية. واليوم،...

عندما تعطس الصين (1-2)

من الواضح أن الاقتصاد العالمي أُصيب بنزلة برد. كان تفشّي فيروس «كورونا» المستجد (COVID-19) متزامناً بشكل خاص مع مرور دورة الأعمال العالمية بنقطة ضعف واضحة؛ فقد توسّع الناتج العالمي بنحو 2.9% فقط في عام 2019،...

خطة الطوارئ في التصدي لوباء كورونا (1-2)

يسجّل تفشّي فيروس كورونا المستجد «COVID-19» الآن انتشاراً متسارعاً، ومع اقترابه من مستوى الوباء أو الجائحة، بات من المرجّح على نحو متزايد أن يكون تأثيره الاقتصادي شديداً. وإلى جانب استجابات الصحة العامة المكثفة، يتعين على...

قفزة الصين العظيمة نحو الوباء (2-2)

في عام 1958، قرر ماوتسي تونغ أنه من أجل تحقيق التصنيع السريع، يجب أن ينساق القرويون قسراً إلى البلديات، حيث يقومون بأداء مهام صناعية، كانت ستعتمد في مكان آخر على الآلات والمصانع. فعلى سبيل المثال،...

«كورونا».. موضة الحروب الجديدة

اليوم، وأنا أقرأ في الصحف، وأتفقد الأخبار الصادرة من منظمة الصحة العالمية، هناك بعض الأسئلة في الموقع لفتت نظري: السؤال الأول: هل يوجد لقاح ضد فيروس كورونا؟ كانت الإجابة كالتالي: «قد يستغرق الأمر عدة سنوات...

التعايش الناجح بين السينما والأدب: «السينما بين الرواية والسيرة الذاتية: جاك لندن وجيمس فراي نموذجاً»

قبل حوالي نصف قرن، سأل أحد النقاد الفرنسيين «BFI» حول ما إذا كانت السينما قادرة على الوقوف دون أن تتكئ على عكازة الأدب، قفزت هذه العبارة إلى ذهني وأنا أسترجع بعضاً من أفضل الأفلام التي...

قفزة الصين العظيمة نحو الوباء (1-2)

قبل أن يكون العالم على علم بفيروس كورونا الجديد، الذي أثار حالة من الذعر في العالم، لاحظ طبيب العيون في ووهان لي وين ليانج، شيئاً غريباً في عدد من المرضى، إذ بدا وكأنهم أصيبوا بفيروس...