alsharq

كتاب العرب

عدد المقالات 117

نداء لحماية المدارس في مناطق النزاعات

27 سبتمبر 2012 , 12:00ص

في تل رفعت على مشارف مدينة حلب السورية، ليس لدى الأطفال مدارس ليذهبوا إليها. فالغارات الجوية أحالت أبنية المدارس إلى أنقاض بعد ضربها مرتين في الأسابيع الأخيرة. وليس الطلبة في منطقة «عزاز» القريبة بحالٍ أفضل، فهناك قاعدة عسكرية تتواجد حيث اعتادت مدرستهم أن تكون. وخارج حدود البلاد، في مخيمات مكتظة في الأردن أو لبنان أو تركيا، سيكون الأطفال اللاجئون محظوظين إذا رأوا معلّماً. إنّ التعليم يتعرض للهجوم -ليس فقط في سوريا فحسب، بل في كل مناطق العالم، من أفغانستان إلى كوت ديفوار، ومن غزة إلى جنوب السودان. هناك 28 مليون طفل يعيشون في مناطق النزاع ولا يتلقون أي تعليم على الإطلاق، والهجمات على المؤسسات التعليمية آخذة في الارتفاع. ورغم الحظر الصريح الذي ينص عليه القانون الدولي، تتعرّض حرمة التعليم للانتهاك يومياً. حمداً لله أن المجتمع الدولي بدأ بالالتفات إلى هذه المشكلة الخبيثة ومعالجتها. يتعيّن علينا إسماع صوت الضحايا وردع الإفلاس الأخلاقي، مع إمكانية حقيقية للعقاب. «التعليم فوق الجميع»، وهي مجموعة غير حكومية أتولى رئاستها، نشرت هذا الأسبوع دليلاً بعنوان: «حماية التعليم في ظروف انعدام الأمن والنزاعات المسلحة»، وهو كتيب جمع القانون الدولي القائم بحماية التعليم في مناطق النزاع. وآمل أن يوفر أداة قوية جديدة لمساعدة المحققين والمحامين والقضاة لملاحقة أولئك الذين ينتهكون حق الأطفال في التعليم. في اجتماع هذا الأسبوع للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، سأشارك الأمين العام بان كي مون وغيره في إطلاق حملة جديدة: ستهدف إلى إدخال 61 مليون طفل، ممن حُرموا من التعليم، إلى المدرسة ومنحهم تعليماً عالي الجودة وشعوراً بالمواطنة بما يساعدهم على صياغة مجتمعات عدل وسلام وتسامح. ومن الممكن حتى في أصعب ظروف الفقر والنزاع منح الأطفال تعليماً ذا معنى. وفي عملي كمبعوث خاص لليونسكو شهدت قوة التدخلات البسيطة نسبياً - مثل توفير المنح الدراسية للشباب في غزة لتمكينهم من الالتحاق بالتعليم الجامعي. إن تفويض اليونسكو والأمم المتحدة عالمي، ولكن ثمّة دروساً يمكن استخلاصها من التقدم المحرز في بلدي في الشرق الأوسط. فبفضل زيادة التمويل من الحكومات والمجتمع الدولي، ارتفع معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية بنسبة %10 عن العقد الماضي، وضاقت الفجوة بين الجنسين، والمزيد من الأطفال ينتقلون من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية. وفي الشرق الأوسط وحده، لا يزال هناك أكثر من 6 ملايين طفل لم يذهبوا إلى المدرسة، وأكثر من ربع البالغين أميون. لا يمكننا أن ننسى أن الطريقة التي ستتبلور من خلالها أحوال هؤلاء الشباب خلال السنوات القادمة ستحدد إلى حد كبير مستقبل منطقتنا والتوقعات المشتركة من أجل السلام والأمن في العالم. والعراق مثال على ذلك، فقد كان رائداً في مجال التعليم في العالم العربي، وقد عانى بشدة نتيجة لثلاثة عقود من النزاع. بينما كانت معدلات القراءة والكتابة عالية في الثمانينيات، فإن ما يقرب من ربع العراقيين الآن أميون، وبمعدلات أعلى من ذلك في بعض المناطق الريفية وبين النساء. إن رؤية التقدم في العمل هناك، لتعزيز كل من التعليم النظامي وغير النظامي، وتدريب المعلمين ومحو الأمية، أقنعني بأن التعليم هو المفتاح لمساعدة البلاد على شفاء جراحها. إن لدينا الكثير لنحصل عليه. ونحن نعلم أن الطفل الذي يولد لأم تستطيع القراءة تتوفر له بنسبة %50 فرصة العيش لأكثر من خمس سنوات. وفي البلدان النامية يمكن لكل سنة إضافية من التعليم الابتدائي على الأقل أن تضيف نسبة %10 إلى مكاسب الطفل في المستقبل. والبالغون الذين لديهم بعض الأمن المالي أكثر قدرة على الاستثمار في تعليم أبنائهم. ولهذا، ورغم التحديات التي نواجهها، لم يسبق لي أن غمرني الأمل كما أشعر الآن. وستلعب قطر دورها في هذا الاتجاه. ففي نوفمبر، سوف تستضيف الدوحة مؤتمر القمة العالمية السنوية الرابعة للابتكار في التعليم. وهناك، سأعلن المزيد من الخطوات العملية لتمكين 61 مليون طفل من دخول المدرسة. إن التعليم يمنحنا الفرص والنفوذ. ويمنحنا أيضاً التزاماً أخلاقياً واضحاً لاستخدام هذه الهدايا لحماية حق الآخرين.

تداعيات جائحة «كورونا»: مناعة القطيع أم مناعة الضمير؟

كل الدول تسارع في البحث عن سياسات صحية مناسبة لاحتواء جائحة «كورونا»، وفي غمرة البحث هذه يُطرَح سؤال حيوي: هل نحن بحاجة فقط إلى مناعة حيوية (بروتوكول علاجي) أم مناعة ضمير (بروتوكول أخلاقي/ وقائي)؟ الأمر...

هل الصين إمبريالية جديدة؟

خلف هذا السؤال هناك حقيقة ثاوية ومحرجة نوعاً ما، هل نحن أمام إمبريالية جديدة؟ وهل حضور الصين كقوة عالمية اليوم، يرشحها لأن تلعب هذا الدور بدلاً عن الريادة الغربية بقيادة أميركا؟ لكن قبل ذلك، ما...

مرحباً بكم لعالم ما بعد الفيروس (1-2)

نحن نعيش الآن في عالم ما بعد الفيروس، وبالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فإن العبور لهذا العالم جاء على نحو مفاجئ أي قبل شهر. إن العالم كما عرفناه قبل وصول فيروس كورونا المستجد قد انتهى، ولن...

نظام عالمي جديد أم ما بعد الحضارة الغربية؟

يبدو أن جائحة كورونا قد خلقت وثبة حيوية في الفكر، ترجّح نهاية العولمة الاقتصادية والنموذج النيوليبرالي بكل مظاهر الهيمنة التي تحدد ملامح وجوده، والأمر في اعتقادنا ليس بهذه القدرية المتفائلة، هل يمكن الحديث هنا عن...

فشل سياسات ترمب في احتواء الوباء (2-2)

اقترحت إدارة ترمب تخفيضات في تمويل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها سنة بعد سنة «10% في عام 2018، 19% في عام 2019»، في أسوأ وقت يمكن تصوره، دعا ترمب في بداية هذا العام إلى خفض...

الولايات المتحدة تحتاج إلى تجنيد الشباب

عندما كنت جندياً شاباً في سلاح مشاة البحرية في فيتنام، خلال فترة اتسمت بانقسام داخلي عميق في أميركا، كان نحو نصف سكان البلاد يقولون إنهم يثقون في إخوانهم الأميركيين، كان ذلك أمراً محبطاً للغاية. واليوم،...

عندما تعطس الصين (1-2)

من الواضح أن الاقتصاد العالمي أُصيب بنزلة برد. كان تفشّي فيروس «كورونا» المستجد (COVID-19) متزامناً بشكل خاص مع مرور دورة الأعمال العالمية بنقطة ضعف واضحة؛ فقد توسّع الناتج العالمي بنحو 2.9% فقط في عام 2019،...

خطة الطوارئ في التصدي لوباء كورونا (1-2)

يسجّل تفشّي فيروس كورونا المستجد «COVID-19» الآن انتشاراً متسارعاً، ومع اقترابه من مستوى الوباء أو الجائحة، بات من المرجّح على نحو متزايد أن يكون تأثيره الاقتصادي شديداً. وإلى جانب استجابات الصحة العامة المكثفة، يتعين على...

قفزة الصين العظيمة نحو الوباء (2-2)

في عام 1958، قرر ماوتسي تونغ أنه من أجل تحقيق التصنيع السريع، يجب أن ينساق القرويون قسراً إلى البلديات، حيث يقومون بأداء مهام صناعية، كانت ستعتمد في مكان آخر على الآلات والمصانع. فعلى سبيل المثال،...

«كورونا».. موضة الحروب الجديدة

اليوم، وأنا أقرأ في الصحف، وأتفقد الأخبار الصادرة من منظمة الصحة العالمية، هناك بعض الأسئلة في الموقع لفتت نظري: السؤال الأول: هل يوجد لقاح ضد فيروس كورونا؟ كانت الإجابة كالتالي: «قد يستغرق الأمر عدة سنوات...

التعايش الناجح بين السينما والأدب: «السينما بين الرواية والسيرة الذاتية: جاك لندن وجيمس فراي نموذجاً»

قبل حوالي نصف قرن، سأل أحد النقاد الفرنسيين «BFI» حول ما إذا كانت السينما قادرة على الوقوف دون أن تتكئ على عكازة الأدب، قفزت هذه العبارة إلى ذهني وأنا أسترجع بعضاً من أفضل الأفلام التي...

قفزة الصين العظيمة نحو الوباء (1-2)

قبل أن يكون العالم على علم بفيروس كورونا الجديد، الذي أثار حالة من الذعر في العالم، لاحظ طبيب العيون في ووهان لي وين ليانج، شيئاً غريباً في عدد من المرضى، إذ بدا وكأنهم أصيبوا بفيروس...