عدد المقالات 385
حمل الهدهد رسالة مهمة لسليمان -عليه السلام- خبراً لم يُحط به علماً، فقد توعده بأن يعذّبه أو يذبحه لتغيّبه، فعندما تفقده كان في مهمة لم تُطلب منه، بل كانت مبادرة منه، ساهمت في دعم سياسة المملكة الخارجية، فهو واحد من الجنود الذين سخّرهم الله لسيدنا سليمان، قال تعالى: «وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ»، فأبلغه عند عودته لقائده: «فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ»، فلم يستعجل ويصدر أحكاماً قبل الاستماع للهدهد، لذا استمع لرد الهدهد، استناداً على الحقائق، من خلال تقرير واضح، احتوى على الموضوع الرئيسي: «وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ»، حيث حدّد المشكلة التي شاهدها، واقترح حلولاً: «أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ»، فتعامل سيدنا سليمان بحكمة، ليتأكد من هذه المعلومات، فقال: «قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ»، فوضع الخطة واعتمدها، ليرسل الهدهد سفيراً ينقل الرسالة، وينظر كيف تكون ردة الفعل، فقد تميز الهدهد بقيم مهمة هي: الصدق، الشجاعة، والمهارة في العرض، والتخصص، كونه مهندساً متخصصاً يبحث عن أماكن المياه، لذا أدرك امتيازات قصر ملكة سبأ، وعظمة عرشها، وتميز سليمان بالمتابعة لجنوده، من خلال النظام والضبط والمتابعة، والتواضع، والحزم أيضاً، مع الصبر والتروي في صنع القرارات، فلولا حلمه في أوقات غضبه لقتل الهدهد ولم يعلم عن مملكة سبأ! فتبقى الأخلاق هي الأساس في كل شيء، سليمان الذي أوتي ملكاً لم يؤته أحد من قبله ولا من بعده، كان يعتمد على مبادرات جنوده، لا سيما الطير، حيث تم من خلال المعلومات تقدير الموقف، ووضع الخطة اللازمة لتحقيق النجاح. تتمثل الدروس الإدارية في قصة الهدهد، في التعارض داخل الموظف بين أن يكون موظفاً يسيّر العمل، أو يكون هدهداً متبصراً، يمكنه أن يحدث فرقاً، إننا أمام ثقافة مهنية، تعتمد على خيارات الأدوار المتعددة، كيف نتعامل في كل مرة نكون فيها قائداً، وكيف نتعامل مع كل مرة نكون فيها الهدهد، وهل فعلاً تمكنّا من أن نقوم بدور قائد يمتلك كل الأخلاق التي وجدت في شخصية سليمان، الذي أوتي ملكاً لم يؤته أحد من العالمين، قائد تميز بالعلم: «وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً»، تمكن من فتح أفق لمزيد من الإبداع والاتساع من خلال المبادرات، فكلما تعاون أهل الخبرة في المجالات المتعددة، كانت الفرص الأفضل، والمشاركة الأكثر جدوى!
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...
هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...
في يومٍ مقدّس من عام 1779، رست سفن الكابتن جيمس كوك على شواطئ جزر هاواي. لم يكن يدري، وهو البحّار القادم من المناطق الباردة، أنه يدخل أرضًا تقرأ الزمن بطريقة مختلفة، وتمنح القادمين من البحر...
من القصص التي وثقتها الكتب، قصة المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبس الذي علق مع طاقمه على سواحل جامايكا، كان ذلك في رحلته الرابعة إلى العالم الجديد، في 29 فبراير من عام 1504، بعد أن تعطلت سفنهم...
في إحدى القاعات الجامعية، عرضت أستاذة جامعية ملفًا أخضر اللون أمام طلبتها، واتفقت مسبقًا مع الجميع – باستثناء طالب واحد – على الادعاء بأن الملف لونه “أحمر”. وما إن دخل الطالب المتأخر، حتى بدأت التجربة....
على الأرجح أنك قد تلقيت من قبل رسالة عبر برنامج «موارد» تقول: «لنبنِ معًا ثقافة تقدير حقيقية في بيئة عملنا. شارك بطاقة (إشادة) شهريًا مع من يستحق، وكن شريكًا في نشر روح الامتنان والتحفيز». هل...
أشرف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدي على وضع رؤية قطر الوطنية 2030، التي باتت مرجعًا استراتيجيًا للدولة. ولعل أبرز ما يميز تلك المرحلة هو مشروع تعزيز الهوية الوطنية،...
بالتزامن مع العمل على تقييم الموظفين نصف السنوي، هل سمعت من قبل عن “المراجعة الذاتية”؟ قد يتبادر إلى الذهن أن الأمر يرتبط بمحاسبة شخصية أو تأمل داخلي، وهذا جزء من الحقيقة، لكنه في سياق المؤسسات...