alsharq

مريم ياسين الحمادي

عدد المقالات 391

«إشادة»

06 يوليو 2025 , 10:50م

على الأرجح أنك قد تلقيت من قبل رسالة عبر برنامج «موارد» تقول: «لنبنِ معًا ثقافة تقدير حقيقية في بيئة عملنا. شارك بطاقة (إشادة) شهريًا مع من يستحق، وكن شريكًا في نشر روح الامتنان والتحفيز». هل سبق أن استخدمتها؟ أو وصلتك إشادة عبر «موارد»؟ إن كانت الإجابة نعم، فغالبًا ما كنت قد أظهرت سلوكًا يعكس إحدى القيم المؤسسية أو المهنية في بيئة عملك. في بيئة العمل، لا يكفي أن تُدرج القيم المؤسسية ضمن اللوائح والسياسات، بل لا بد أن تُترجم إلى ممارسات يومية، تُرى في طريقة التعامل، وفي جودة الأداء، وفي روح الفريق. وهنا تبرز «إشادة» كأداة عملية تُحوّل القيم من نصوص إلى أفعال، وتعكس روح فريقٍ يرى الإيجابية ويقدّرها، وربما تدفع زميلًا آخر للتأمل في ذاته وتطوير بعض الجوانب المهنية، حين يرى ما يُشاد به عند غيره. برنامج «إشادة» في منصة «موارد» أداة تحفيزية، وممارسة إدارية راقية تعبّر عن فهم عميق لثقافة الامتنان والتقدير والاعتراف بالسلوك الإيجابي. فكل إشادة تُمنح لموظف، هي في جوهرها ترجمة حية لقيمة من القيم المؤسسية: الالتزام، التعاون، الإبداع، المسؤولية، الاحترام، وغيرها. وحين يحصل موظف على إشادة، فهذا لا يعني فقط أنه قدم جهدًا يُشكر عليه، بل إن هناك من رأى ذلك الجهد، وتوقف عنده، وقرر أن يُعلن تقديره. وهذا بحد ذاته يُجسد روح العمل المؤسسي القائم على المتابعة والاعتراف بالتميز. إن تكريم السلوكيات الإيجابية لا يقتصر على تعزيز الروح المعنوية، بل يساهم في بناء بيئة عمل صحية تعزز الانتماء، وتحفز على الاستمرارية في العطاء. ليس فقط لأن النتائج مطلوبة، بل لأن الموظف يشعر أن جهوده تُلاحظ وتُقدَّر. ورغم أهمية الإشادة، إلا أن المعنى الحقيقي أعمق من ذلك. فالمخلصون لا ينتظرون التقدير، وهم على يقين بأن الجزاء الأعظم عند الله تعالى، حتى وإن لم تصلهم إشادة. قال الله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) وقال سبحانه: (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملًا) من هنا، فإن الاستمرار في تفعيل «إشادة» لا يُعد فقط إجراءً إداريًا، بل موقفًا واعيًا يعزز ثقافة مهنية قائمة على القيم، ويُعيد الاعتبار للسلوك الإيجابي باعتباره أحد ركائز نجاح المؤسسة واستدامة عطائها. لنُشِد بمن يستحق، ولنُسهم معًا في صناعة بيئة عمل تُثمّن الجهد، وتحتفي بالقيم، وتكافئ الموقف الصحيح في الوقت الصحيح. @maryamhamadi

مع التغيرات العالمية.. هل نحتاج تعديل المعايير الدولية؟

يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...

تعديلات الموارد البشرية... الطريق إلى جودة الحياة

تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...

المعلم صانع الأثر

ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...

الصحة النفسية والهوية الوطنية

في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...

قطريات صنعن أثراً: عائشة عبد الرحمن العبيدان

رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...

قطر وقمة الأمة

في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...

قطريات صنعن أثراً.. فاطمة سعيد السلولي

نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...

قطريات يصنعن أثراً

في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...

دوام

مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...

الكتب ألوان وأفكار

للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...

شهادات عابرة للحدود

التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...

الاسم التجاري مرآة الهوية الوطنية

هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...