عدد المقالات 391
بالتزامن مع العمل على تقييم الموظفين نصف السنوي، هل سمعت من قبل عن “المراجعة الذاتية”؟ قد يتبادر إلى الذهن أن الأمر يرتبط بمحاسبة شخصية أو تأمل داخلي، وهذا جزء من الحقيقة، لكنه في سياق المؤسسات وإدارة الأداء يُعدّ أحد أقوى أدوات التقييم الذاتي والتطوير المستدام. المراجعة الذاتية ليست تقييمًا خارجيًا بحتًا، بل هي محاولة للنظر إلى الذات من زاوية موضوعية، كأنك تراقب الأداء من الخارج دون تحيّز. إنها عملية فكرية وسلوكية يقوم بها الفرد أو المؤسسة لقياس مدى التقدّم، ومراجعة القرارات والسلوكيات، وتحليل النتائج بهدف التصحيح والتحسين. وهي تختلف عن التقييم الإداري التقليدي، لأنها تنطلق من الداخل، وتعزز حسّ المسؤولية الفردية والمهنية. في إطار إدارة الأداء المؤسسي، تكتسب المراجعة الذاتية أهمية مضاعفة، إذ تشكّل الخطوة الأولى نحو بناء ثقافة قائمة على الشفافية، والإنصاف، والتطوير المستمر. فلا يمكن لأي نموذج تقييم أن يكون فعّالًا إذا لم يسبقه استعداد نفسي وفكري من الموظف لمراجعة ذاته، وتحديد نقاط القوة ومجالات التحسين بدقة ووعي. من هنا، لا بد من صناعة وعي جديد لدى الموظف يشجّعه على ممارسة المراجعة الذاتية قبل تلقي التقييم، لأنها تعكس نضجًا وظيفيًا، وتُسهم في توجيه المسار المهني بوعي ومسؤولية. كما تُتيح هذه المراجعة فهماً أعمق للفجوات بين ما يُنتظر من الموظف وما يُنجزه فعليًا. وعلى مستوى الفرق والإدارات، تُعد المراجعة الذاتية أداة لضمان اتساق الجهود مع الرؤية العامة، وربط الأهداف الفردية بالأهداف المؤسسية، كما تُسهم في تقييم مدى جاهزية الأفراد للمبادرة وتحمل المسؤولية القيادية. ولا يقتصر أثر المراجعة الذاتية على كشف جوانب القصور، بل يشمل أيضًا الاحتفاء بالنجاحات وتثبيت السلوكيات الإيجابية. إنها ببساطة أداة توازن بين النقد والتقدير، بين ما تحقق وما ينبغي تحقيقه. راجع ذاتك، أهدافك، وممارساتك… لتكتشف إن كنت على الطريق الصحيح، أو إن كنت بحاجة إلى التوقّف قليلاً لتصحيح المسار والعودة بثقة نحو الغاية.
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...
هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...