alsharq

سمر المقرن

عدد المقالات 115

عادل إمام والجيزاوي في مصر الجديدة

27 أبريل 2012 , 12:00ص

لم تتضح لي حيثيات الحكم الصادر بحق الفنان المصري عادل إمام، بالحبس ثلاثة أشهر مع غرامة مالية، فما ظهر من حيثيات في وسائل الإعلام يفتقر إلى المنطقية! وذلك بعد مشوار فني امتد لأكثر من أربعين عاماً، فأراد المصريون (الجدد) معاقبته، معتبرين أن تمثيله لشخصية «إرهابي» أو «متشدد» فيها سخرية من اللحية، ولا أفهم هل كانوا يريدون منه تجسيد شخصية إرهابي مثلاً بشكل رجل حليق؟ بلا شك أن قضية الإرهاب التي ذقنا مرارتها، ومصر كذلك من الدول التي تجرعت آلام الفكر الإرهابي وما يتبعه من عمليات تخريب وقتل وتفجير، قامت على أيدي –متطرفين- دينياً، وهذا الواقع، فلماذا يعتبرون أن تجسيد هذه الشخصيات فيه إساءة للإسلام، أليست الإساءة الحقيقية للإسلام هي الأفكار الإرهابية؟ أم إن شخصية الإرهابي صارت «خطاً أحمر» في مصر –الجديدة- ولا أقصد هنا الحي بل أقصد الجديدة فكراً وأسلوباً وتطرفاً عند البعض من الناحيتين: الدينية والسياسية. وأنا هنا لا أعمم، لأن أرض الكنانة وأهلها هم من أهل الشيم والأخلاق، لكنني أتحدث هنا عن المصريين الجدد، الذين لا يتوانون في إظهار فتوَّتهم الدينية بإقامة محاكم التفتيش التي تريد معاقبة الفنان عادل إمام، وكذلك المصريون الجدد في السياسة الذين يريدون قلب موازينها دون احترام للدول الجارة، والتي ارتبطت مع مصر بمواثيق الدين والعروبة والأخوة، وما حكاية المحامي الجيزاوي ببعيدة، وما قرأناه في تحوير تلك القضية من مثقفين كنا نراهم في يوم من الأيام «أعلاماً»، بينما فشلوا في سنة أولى حرية، وظهر الفجور الثقافي والإعلامي مبروزاً بالكذب والتلفيق والسب والشتم، ولم يحترموا لا حكومة ولا شعباً ولا روابط صداقة ولا نسباً ولا أخوة ولا جيرة، ومارس –بعض- المثقفين للأسف حريتهم التي كانوا يبحثون عنها في عصر –قمع- محمد حسني مبارك، لكنهم فشلوا في الحرية، وفشلوا في الكلمة، وفشلت مصداقيتهم لدينا، فكيف لمثقف أن يدافع عن مروج مخدرات، أين أخلاقيات الثقافة، وأين سلوكيات المثقفين التي يُفترض أن ترفض هذه السموم المخدرة التي هي وبال على كل العالم، وليس العالم العربي فقط؟ إن الأخبار الآتية من مصر مؤلمة للغاية، ولا تبشر بالخير، والحل بيد المصريين وحدهم، فهم أول من سيتضرر من هذه السلوكيات الفردية –اللامسؤولة- سواء في سياستهم الخارجية مع دول الجوار، أو في فتح الأبواب أمام التطرف الديني الذي يلتهم العقول فلا يجعلها قادرة على التمييز، وها هي النتيجة، يريدون محاكمة عادل إمام، وهو رمز للكوميديا العربية قبل المصرية، ويريدون أن يختموا مشواره الطويل داخل (التخشيبة) بدلاً من أن يتم تكريمه على جهوده المبذولة في رفعة الثقافة الفنية، ومنها ما قام به من نقد للتطرف والإرهاب بشكل كوميدي رائع، والنتيجة أن المصريين الجدد الآن يريدون عمل محاسبة للفن، وتفتيش في النوايا، وما سنراه في المستقبل القريب قد يكون أكثر من هذا.. لذا أيها النبلاء، فإنها كلمة من محبة لكم، لا تسلموا مصر لمن يريد استخدامها لنفسه، فمصر هي وطن العرب وليست وطنكم وحدكم، نريدها كما عهدناها، بل نريدها أجمل وأفضل.

اعتذار

أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...

الاحتقان والثأر.. قضية مطاردة الشابين أنموذجاً!

القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...

«داعش».. تلعب بالرؤوس والمخدرات!

أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...

المزاجية الأميركية في التعاطي مع الديكتاتورية!

انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...

عذراً أطفال سوريا!

في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...

المواطن بعد ثلاثين عاماً من التعاون

المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...

تجارة القاصرات!

ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...

صناعة الفرح!

قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...

شوارع آمنة من التحرش!

حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...

الفكر الذكوري.. بين صباح ومحمد عبده!

ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...

العقوبات البديلة للشباب!

ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...

المرأة الذكورية!

عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...