alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

«كلاكيع» 2019

26 ديسمبر 2019 , 01:51ص

يؤمن علماء النفس بأن البوح أي «الفضفضة» أي تفريغ ما بداخلنا طواعية هو الخطوة الأهم على طريق الراحة النفسية، وكي لا أحمل معي عُقَد عام 2019، ها أنا أبوح طوعاً بـ «الكلاكيع» -وهي جمع «الكلكعة» أي: ما اجتمع من الشيء وتضامّ- والتي من الصعب فكّها وحلحلتها، قبل نهاية هذا العام، عسى أن تأتينا رحمة الله من حيث لا نحتسب. أحدث الكلاكيع التي صادفتني مؤخراً هي «طبيب الستروبيري» أو طبيب الفراولة و«الصطروبيري» بـ «الصاد» لا بالـ «سين» على السمع، الذي اختاره القدر لي في إجازة رسمية اضطررت فيها للتوجه إلى الطوارئ بسبب إقفال العيادات، والذي تفضّل مشكوراً بمعاينة آلام الحلق، والسعال، وقليل من الحرارة، وكثير من آلام الجسم، لم يكد ينظر إلى البلعوم حتى نطق فرحاً: «الله، إيه ده ستروبيري!»، بين نظراتي لزوجي الذي شعرتُ أنه سيناوله «البوكس الأحمر»، وبين محاولة استيعاب تشبيه اللِّوَز بالفراولة، قرر أن يُجري فحوصات الدم، ولله الحمد تبيّن أنه «التهاب فيروسي» لا «بكتيري»، فأنبأني أن المضاد لن ينفع إذا وُصف في هذه الحالة، ومع ذلك عندما وصلت إلى الصيدلية لأخذ الوصفة تبيّن أنه كتب مضاد البكتيريا في الوصفة، فارضاً تناول جرعة كل 12 ساعة! طبيب «الستروبيري» نفسه أمر بإعطاء جرعة باراسيتامول في المصل قائلاً: «ده يريّحك خالص»، ولدى استفساري من الممرض إذا كان إعطاء هذه الجرعة جائزاً، رغم إخباري الطبيب أنني أخذت جرعة الـ 1000 ملغم منذ ساعة من الدواء نفسه؟ أعاد الممرض سؤال الطبيب الذي ذهب إلى غرفته، ليأتي بعدها ويقول: لا داعي للجرعة، الطبيب ألغاها لأنها ستكون «أوفر دوز»، وبالتالي يبدو أنه على المريض أن يكون واعياً بشدّة. خلاصة هذا المشهد لعام 2019، لا تثق بكل الأطباء ولا سيما «الستروبيري»، وانتبه لصحتك فهي الأغلى! المشهد الثاني نهاية هذا العام، عنوانه «إن لم تستحِ فافعل ما شئت» في لبنان، إذ يستمر نواب ووزراء بنشر صورهم مع أفراد أسرهم ليلة الأعياد، وفي الأفراح والليالي الملاح، إلى جانب أسرهم وأبنائهم في جو من الألفة، ويُبشر أحدهم الشعب بأنهم رُزقوا بمولود جديد، وذلك على وقع حرقة قلب الشباب المطالبين بأبسط حقوقهم، حيث صرخ شاب للنائب: «مش قادر أحبّ بنت لأنه ما عندي وظيفة.. أحلى سنين عمري عم تروح وانتوا ولا حاسّين»، في الأسبوع نفسه الذي صرخ فيه شاب لبناني بوجه نائب، النائب نفسه بشرّنا بولادة ابنته، ونشر صوره مع زوجته في أفخم المستشفيات! خلاصة المشهد: سيبقى الشباب ثائراً.. وسيبقى النائب وقحاً إلى أن يصبح الشاب مجرماً! المشهد الثالث الذي سنحمله معنا للعام 2020، والذي يُعد الأكثر «كلكعة» هو الهوية العربية التائهة، حيث نُبدي إعجابنا بالغرب بكل ما فيه ولا سيما حرية الفرد، ولكننا في الوقت نفسه نلعن «الغرب» في صلواتنا ومساجدنا ومجالسنا، إذا دخل علينا غربيّ نقف له احتراماً بغضّ النظر عن ثقافته، ونشأته، وتربيته، ونضحك له «شقّ الحلق» ونُسهّل أموره مع ابتسامة لطيفة مهما بلغت درجة وقاحته أحياناً وعجرفته، وإذا دخل علينا «عربي عاش في الغرب وحمل جنسيته»، نقول: «ها اللي عامل حالو أميركاني وأوروبي.. وهو أصله عربي»، خلاصة المشهد: ما زال الاستعمار حياً في نفوسنا مهما ادعينا الفخر بعروبتنا! من كلكوعة إلى كلكوعة.. أتمنى لك عاماً مشرقا مفعماً بالحبّ والخير.. عاماً بلا «كلاكيع».

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...