


عدد المقالات 301
سلّمنا أمرنا لله، ولا حول لنا ولا قوّة بأن اللغة الإنجليزية هي اللغة العالمية في مجال التجارة، والأعمال، والإعلام، والسياسة، والثواب والعقاب. وقمنا بما يجدر علينا القيام به من إصدار وتطبيق قوانين ومراسيم وتشريعات وتأسيس منظمات وندوات، والمشاركة في محاضرات عن أهمية اللغة العربية. ماذا تُريدون منّا بعد؟ هذه ببساطة الإجابة الحقيقية والصريحة والمباشرة التي يُخفيها الكثير من المسؤولين في قلوبهم عندما يتعلق الأمر باستخدام اللغة العربية في الدول العربية، فإذا أردتَ أن يعترف العالم بوجودك أصلًا عليك أن تُخاطبه بلغته لا بلغتك، وإذا أردت استقطاب الدول الكبرى لتُبارك جهودك ومساعيك، عليك أن تُثني عليها بلغتها لا بلغتك. العالم لا يفهم اللغة العربية، وفي الحقيقة لا يُريد أن يفهمها، «خلاص ارتحتوا»؟ يعني من الآخر، لا «تصدّعونا» بالمبادرات والمسابقات والإعلانات والبروباجندا التي تدّعيها أغلب الدول العربية، مُعربة عن حرصها على اللغة العربية، وحمايتها؛ لأننا سئمنا من «التمثيل» والدخول في نقاش أصلاً لا جدوى له مع أصحاب القرار غير الناطقين أصلاً باللغة العربية. هؤلاء الذين يطلبون من «العربي» أن يقوم بأداء عملهم، فقط لأنهم لا يتحدثون العربية! إذ يسألونك القيام بمهام وظيفية من صلب اختصاصهم؛ لأنهم لا يرغبون أصلاً بتعلّم اللغة العربية، ويتذرعون بعدم فهمهم لها، رغم وجود عشرات البرامج التي تساعدهم في الترجمة الفورية عبر الجوّال. السؤال: لماذا لا نفرض في دولنا حدّاً أدنى من الاختبار باللغة العربية، كما تفعل الدول الكبرى مثل كندا وأميركا وأستراليا بالشروط المطلوبة للدخول إلى أراضيها، سواء للدراسة أو للعمل. الجواب من الكثيرين: لأنهم لا يحتاجون إلينا بل نحن نحتاج إليهم. وأقول: هذه الحقيقة مغلوطة وغير صحيحة، ومُضللة، هم الذين يحتاجون إلينا لإيجاد فرص عمل، ويحتاجون نفطنا، وأراضينا، وثروتنا البشرية أيضًا، وصنّاع القرار لديهم يُصرحون بذلك يوميًا؛ وآخرها تصريح رئيسة بلدية واشنطن الذي قالت فيه إن «اللبنانيين يجعلون من المكان الذي يتواجدون فيها عالماً أفضل»، معربة عن إعجابها باعتزاز اللبنانيين بهويتهم، رغم هجرتهم. موضوع احترام اللغة العربية -يا جماعة الخير- هو احترام للذات، ومن لا يحترم ذاته من المستحيل أن يحترمه أحد. نعم نحتاج إلى اللغات الأجنبية لنخاطب بها العالم، وليفهمنا العالم، ولكننا نحتاج أكثر إلى أن نحترم لغتنا وهويتنا لا أن نتباهى بأننا نتبع في مناهجنا التعليمية المناهج الأجنبية. إذ تسمع طلاب اليوم يقولون لك» واو.. آَي وِيشّ ذَات آَي كَاان سبيك آَرابيك»، وتسألها عن اسمها تقول لك: فاطمة، أو عائشة، أو خديجة، أو الريم، أو سحر! تبدو مشاعر القهر واضحة في هذه السطور، ومفادها: إذا كنت ناطقًا باللغة الإنجليزية أو الفرنسية هذا لا يعني أنك «تفهم». معايير الفهم غير مرتبطة باللغة، كذلك معايير الاحترام. أصبحنا شُعوباً تشعر بالنقص، وتحاول لاهثة دون جدوى الظهور بمظهر «الحضارة» فقط بالقشور. احترام لغتنا مِن احترامنا لأنفسنا، وللغة التي خاطبنا الله بها. «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ».. وما زالت عقولنا -وللأسف- مبهورة باللسان الأعوج.
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...