قمة الويب.. مستقبل تقني واعد ترعاه قطر

ابتداءً من يوم أمس 26 فبراير 2024، وفي مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، تستضيف دولة قطر وعلى مدى خمس سنوات قمة الويب قطر Web Summit Qatar، والتي تعتبر أضخم حدث تكنولوجي عالمي، في إطار سعيها لتكون وجهة رئيسية في مجال التكنولوجيا في الشرق الأوسط وأفريقيا وحتى الهند، مستفيدة من بُنيتها التحتية المتقدمة لتعزيز تواصلات وشراكات حقيقية بين المبتكرين والمستثمرين، ورواد وقادة التطوير التقني في العالم. وتستمر فعاليات القمة لمدة 4 أيام لأول مرة في الشرق الأوسط وأفريقيا، بحضور اثني عشر ألف مشارك من الشركاء والمستثمرين والقادة وخبراء القطاع التكنولوجي، ومئات الشركات الناشئة من 80 دولة حول العالم، بينها 100 شركة قطرية، وعشرات رجال الأعمال والمتخصصين، و500 وسيلة إعلام مختلفة؛ بهدف إقحام منطقة الشرق الأوسط في التطورات التقنية الأكثر إلحاحا في عالم اليوم. القمة برعاية كريمة وحضور من، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، وقد أعلن سموه عن استعداد دولة قطر لاستضافة القمة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الــ 78 في سبتمبر 2023م الماضي، وهو ما زاد من الزخم الحكومي والدولي لهذه الفعالية، وسعي قطر لرعايتها. وأمس حرص سموه على زيارة إلى القمة في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، حيث زار الأمير المفدى أجنحة عدد من كبرى الشركات العالمية المشاركة والمتخصصة في قطاع التكنولوجيا، واطلع على أحدث التطورات والمستجدات في مجال الابتكار والمبادرات الرقمية والبرمجيات الإلكترونية، كما استمع إلى شرح حول الحلول الرقمية والتكنولوجية المتطورة لعدد من كبرى الشركات والمؤسسات المشاركة والمبادرات الناشئة، بالإضافة إلى مبادرة ترويج الاستثمار «ابدأ من قطر» والتي صممت لدعم وتعزيز ريادة منظومة الشركات الناشئة في قطر. اهتمام سمو الأمير لم يقتصر على زيارة مقر القمة، وإنما تحدث عنها كذلك في منشور عبر منصة «إكس»، حيث عبر سموه عن سعادته بما رأه في القمة «من مشاركة لكبرى المؤسسات التكنولوجية وما تطرحه من حلول رقمية مبتكرة»، وعبر صاحب السمو عن أمله «أن تحقق استضافة القمة بنسختها الإقليمية منصة للحكومات والقطاع الخاص لمواكبة التطور المتسارع لقطاع التكنولوجيا في العالم». بدوره وبحفاوة بالغة، أعرب معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية أثناء افتتاحه القمة، بأن أهميتها تتجلى في قطر للتواصل والتشارك، وتفعيل الشراكات والتطوير والتنمية العالميين. وفي الافتتاح أعلن رئيس اللجنة المنظمة لقمة الويب قطر 2024م، «استضافة دولة قطر للقمة ولأول مرة في الشرق الأوسط وإفريقيا يأتي ضمن جهودها لتحقيق إستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة». ويب الفريدة.. جوهر المستقبل التكنولوجي العالمي «قمة الويب» هى منصة فريدة للقاء الأفكار، والطاقات، والموارد، بل طاولة حوار معقودة على مدار السنوات الخمس في مجال ريادة الأعمال للتواصل والتعاون، وتحقيق التقدم التقني، فضلا عن تعزيز الحوار البناء وطرح الحلول المناسبة، وإنها فرصة لتكون جوهرة مستقبل تكنولوجي عالمي رائد. وهي ليست قمة عادية بروتوكولية لطرح أفكار فحسب، وإنما سيتمخض عنها مجموعة متنوعة من المبادرات في مجال تطوير بيئة الأعمال التقنية في دولة قطر، وبالتالي، فتح الآفاق لاستقطاب الشركات العالمية في هذا المضمار. ملتقى المبتكرين والمستثمرين يشارك في القمة نخبة من أهم الشخصيات والمبدعين والمسؤولين السياسيين والاقتصاديين والماليين من مختلف أنحاء العالم، من بينهم ممثلون عن شركات: «أمازون»، و»ميتا»، و»غوغل»، و»شل»، و»هواوي»، و»سناب»، و»تيك توك»، و»ويب»، فضلا عن مشاركة عدد من مالكي ومؤسسي الشركات الناشئة، مثل ربليت المتخصصة في مجال تطوير البرمجيات، وهو ما يعكس المكانة التي اكتسبتها دولة قطر على مستوى المنطقة والعالم، والثقة التي يُوليها قادة قطاع التكنولوجيا، والحلول الرقمية حول العالم، بتسجيل حضورهم، ومشاركتهم الفاعلة. هذا الإقبال الواسع رسميا وإعلاميا على المستوى العالمي يبرز أهمية هذه القمة وإفرازاتها، وسبق وأعلن منظمو قمة ويب قبل 3 أسابيع عن الانتهاء من بيع تذاكر برنامجي الشركاء والشركات الناشئة. وكما أوردنا على صعيد الشركات الناشئة، تقدمت الآلاف منها للمشاركة في فعاليات القمة، وقد وقع اختيار منظمي الحدث على 1100 شركة ناشئة من أكثر من 80 دولة، من بينها عشرات الشركات الناشئة من دولة قطر، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومصر، والبرازيل، وإيطاليا، ونيجيريا، والمملكة المتحدة، والهند. ومن بين الآلاف من المشاركين يتواجد نحو 300 مستثمر فضلا عن الشركات المذكورة، ومن بين الشركات القطرية المعروفة المشاركة، برزت شركة «سنونو» التكنولوجية الرائدة بحضورها اللافت، ولها أكثر من مشاركة، وروجت لنفسها عبر إعلانات، والكثير من القطاعات مشاركة فيها داخليا وخارجيا، وبدأت بعقد ورش عمل يقودها أبرز قادة التكنولوجيا الدوليين، والخبراء في قمة الويب، وحضر من فريق عمل الشركة أكثر من 80 مديرا ومهندسا، خلال افتتاح قمة الويب في ورش عمل مختلفة على مدار القمة. وكما أن السوابق الابتكارية والإبداعية للدوحة من خلال التشبيك والمشاركة في الأعمال التقنية المتطورة يجعلها تستحق هذه الاستضافة، وهي التي تستضيف أول مركز لخدمات غوغل السحابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ضمن جهود قطر للتحول إلى اقتصاد رقمي، وإتاحة الفرص للمستثمرين. كما أطلقت – سابقا - بالشراكة مع مايكروسوفت أول منطقة لمراكز البيانات السحابية واسعة النطاق، مما يعزز نمو الاقتصاد المحلي، ويدعم جهود الدولة لتنويع اقتصادها، وتنمية الكفاءات، واستقطاب الاستثمارات الخارجية. مؤتمر سنوي مفتوح وصرح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سعادة السيد محمد بن علي المناعي قبل القمة بالقول: «الحاضرون في قمة ويب، سيكونون قادرين على مقابلة أقرانهم، واستكشاف سبل تنمية أعمالهم، وتجربة الثقافة القطرية، وأن هذا الحدث سيساعد على الاستفادة من المرافق والبنية التحتية ذات المستوى العالمي، وتسهيل السفر، وتحقيق نمو اقتصادي قوي».فيما قال بادي كوسجريف المؤسس والرئيس التنفيذي لقمة الويب إنها «ستساعد في ربط جيل جديد من المؤسسين في الشرق الأوسط بالمستثمرين والصحفيين والعملاء والشركاء وغيرهم حول العالم». مشروع قمة ويب الذي انطلق عام 2009م، على أيدي رائدي الأعمال الإيرلندي بادي كوسغريف والبريطاني ديفيد كيلي في دبلن بإيرلندا حتى 2016م، ومن ثم تمركزت في لشبونة البرتغالية بشكل دائم. ومن ثم، استضافت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية «قمة الويب» في مايو 2023م، وهي أول نسخة غير أوروبية من القمة، واستقطبت نحو 20 ألف مشارك، وبهذا تكون القمة بمثابة ملتقى سنوي نوعي في مجال قطاع التكنولوجيا العالمي، وتجمع ضخم لرجال أعمال ومخترعين وشركات ناشئة وخبراء في مجال التكنوجيا. توسع الشركات الناشئة في نهاية المطاف، يمكن القول إن استضافة دولة قطر ورعاية القيادة الحكيمة لهذا الحدث النوعي، يتزامن مع ما يشهده قطاع التكنولوجيا في دولة قطر من نمو متسارع، مع توسع الشركات الناشئة والقطاع الخاص، وفي ظل الدعم الحكومي للابتكار التكنولوجي، حسب بيان وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطرية. ووفقا لتقرير التنافسية العالمية 2021 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، تحتل قطر المرتبة الـ28 عالميا من حيث قدرتها على الابتكار، متجاوزة الدول الأخرى في المنطقة. كما تكثف الدولة استثماراتها في البنية التحتية التكنولوجية، مع تركيزها على التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، وتقنية سلسلة الكتل (البلوكتشين)، والأمن السيبراني في سبيل إنجاز خطط الرؤية التنموية الشاملة لعام 2030م وذلك في سبيل مجتمع وعالم أفضل.